التاريخ والتسمية
تم وصف تكوين كاتلر لأول مرة من قبل عالم الجيولوجيا ألبرت تشارلز بيلسبوري في عام 1910، وتم تسميته على اسم كاتلر كريك بالقرب من كولومبوس، كولورادو. في الأصل، تمت الإشارة إليه على أنه “تكوينات كاتلر”، ولكن تم تعديل هذا لاحقًا إلى “تكوين كاتلر” عندما تم التعرف على أن بعض الوحدات تشكلت من خلال التشابك المعقد للواجهات.
في عام 1979، اقترح عالم الجيولوجيا ديفيد باومغارتنر أن تكوين كاتلر يجب اعتباره مجموعة، تتكون من تكوينات أوريجيني وكوكوبيه وشفلي وفورت وينسلو. ومع ذلك، لا يزال العديد من الجيولوجيين يستخدمون مصطلح تكوين كاتلر.
الوصف
يتكون تكوين كاتلر بشكل أساسي من صخر أحمر خشن الحبيبات، بما في ذلك الحجر الرملي والغرين والحجر الطيني، بالإضافة إلى كميات أقل من الكونغلوميرات والحجر الجيري. الصخر الأحمر ناتج عن وجود أكاسيد الحديد.
يختلف سمك تكوين كاتلر بشكل كبير، حيث يتراوح من بضع مئات من الأقدام إلى أكثر من 7500 قدم (2300 متر) في بعض المناطق. يقع التكوين بشكل غير متوافق فوق تكوين هيرموسا في حوض بارادكس. وفي أماكن أخرى، يستقر بشكل غير متوافق فوق مجموعة أونكومباغري أو فوق صخور ما قبل الكمبري.
يشتهر تكوين كاتلر بألوانه الحمراء الغنية التي تشكل جزءًا من المناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة في جنوب غرب الولايات المتحدة. كما أنه مهم بسبب محتواه من الحفريات، والتي تشمل نباتات وحيوانات من العصر البرمي.
الطبقات
يمكن تقسيم تكوين كاتلر إلى عدة أعضاء. وتشمل هذه:
- عضو أوريجيني: يقع هذا العضو في الجزء السفلي من تكوين كاتلر ويتكون من صخر أحمر خشن الحبيبات. يمثل رواسب سهول فيضية قريبة من مصدر الرواسب.
- عضو كوكوبيه: يتكون هذا العضو من حجر رملي أبيض إلى وردي اللون، ويشتهر بتقاطعه. يُفسر على أنه يمثل رواسب الكثبان الرملية.
- عضو شفلي: يتكون هذا العضو من صخر أحمر، ويتكون من الحجر الرملي والغرين والحجر الطيني. يمثل رواسب سهول فيضية بعيدة عن مصدر الرواسب.
- عضو فورت وينسلو: يتكون هذا العضو من حجر رملي أبيض إلى رمادي اللون، ويشتهر بمحتواه من الخشب المتحجر. يُفسر على أنه يمثل رواسب ضفة النهر.
البيئة الترسيبية
تم تفسير تكوين كاتلر على أنه يمثل رواسب سهول فيضية مرتبطة بنظام نهري كبير تصب في حوض بارادوكس إلى الشمال الغربي. كان هذا النظام النهري يستنزف منطقة أونكومباغري المرتفعة إلى الجنوب الشرقي، والتي كانت تتآكل نتيجة لرفع جبال أونكومباغري خلال فترة العصر البرمي المتأخر.
تشير الأدلة إلى أن المناخ خلال فترة ترسيب تكوين كاتلر كان جافًا إلى شبه جاف. ويتضح ذلك من وجود صخر أحمر، والذي يتشكل في بيئات مؤكسدة، ووجود رواسب الكثبان الرملية.
كان نظام كاتلر نهريًا مضفراً إلى حد كبير مع وديان نهرية ضحلة وواسعة. تهاجرت هذه القنوات بشكل متكرر عبر السهل الفيضي، تاركة وراءها طبقات من الحجر الرملي والغرين والحجر الطيني. تمثل الطبقات الحمراء السميكة سهولًا طينية واسعة النطاق حيث تراكمت الرواسب الطينية الغنية بأكسيد الحديد.
خلال الفترات الأكثر جفافاً، أصبحت بعض المناطق عرضة لتطور الكثبان الرملية. يتم تمثيل هذه البيئات الرملية من خلال عضو كوكوبيه، الذي يتميز بالحجر الرملي المتقاطع.
الأهمية الأحفورية
يحتوي تكوين كاتلر على مجموعة متنوعة من الحفريات، بما في ذلك:
- النباتات: تم العثور على مجموعة متنوعة من حفريات النباتات في تكوين كاتلر، بما في ذلك السرخس والسيكاس والصنوبريات. يشير هذا إلى أن المنطقة كانت مغطاة بالنباتات الكثيفة خلال فترة العصر البرمي.
- اللافقاريات: تم العثور على عدد قليل من حفريات اللافقاريات في تكوين كاتلر، بما في ذلك الرخويات وذراعيات الأرجل.
- الفقاريات: تم العثور على مجموعة متنوعة من حفريات الفقاريات في تكوين كاتلر، بما في ذلك البرمائيات والزواحف. تشمل بعض الفقاريات الأكثر شهرة الموجودة في تكوين كاتلر:
- إدابوصور: وهو جنس من الزواحف البليكوصورية.
- سيجمارياس: وهو جنس من البرمائيات.
توفر هذه الحفريات معلومات قيمة حول البيئة والحياة خلال فترة العصر البرمي المتأخر.
الأهمية الاقتصادية
تكوين كاتلر ليس مهمًا اقتصاديًا مثل بعض التكوينات الأخرى في جنوب غرب الولايات المتحدة. ومع ذلك، فقد تم استخدامه كمصدر للحجر الرملي لأغراض البناء في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، فإن التكوين هو خزان محتمل للنفط والغاز في بعض المناطق.
علاوة على ذلك، تلعب الألوان الزاهية لتكوين كاتلر دورًا مهمًا في صناعة السياحة. تجذب المناظر الطبيعية الخلابة التي نحتتها التكوينات الصخرية الحمراء ملايين الزوار إلى المنطقة كل عام.
علاقات الوحدة
تتشابك مجموعة كاتلر مع تكوين سيدار ميسا في منطقة نصب الجسور الوطني.
خاتمة
تكوين كاتلر هو وحدة صخرية مهمة توفر نظرة ثاقبة على جيولوجيا وبيئة جنوب غرب الولايات المتحدة خلال أواخر العصر البرمي وأوائل العصر الترياسي. يتكون التكوين بشكل أساسي من صخر أحمر، ويتكون من الحجر الرملي والغرين والحجر الطيني. تم تفسيره على أنه يمثل رواسب سهول فيضية مرتبطة بنظام نهري كبير. يحتوي تكوين كاتلر على مجموعة متنوعة من الحفريات، بما في ذلك النباتات واللافقاريات والفقاريات. إنها ليست ذات أهمية اقتصادية كبيرة، ولكنها تم استخدامها كمصدر للحجر الرملي ولها دور في السياحة.