تاريخ المقبرة وتأسيسها
يعود تاريخ تأسيس مقبرة ميكفه إسرائيل إلى عام 1740، مما يجعلها من أقدم المقابر اليهودية في الولايات المتحدة. تأسست المقبرة على يد جماعة ميكفه إسرائيل، وهي أقدم جماعة يهودية في فيلادلفيا، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1740 أيضًا. كانت الجماعة تبحث عن مكان لدفن موتاهم وفقًا للشريعة اليهودية، فتم تخصيص هذا الموقع ليكون مقبرة لهم. الموقع الأصلي للمقبرة كان يقع في منطقة تبعد قليلاً عن الموقع الحالي، ولكن تم نقله لاحقًا إلى موقعه الحالي في شارع سبروس.
تعتبر مقبرة ميكفه إسرائيل بمثابة شهادة على بداية الاستيطان اليهودي المنظم في فيلادلفيا، حيث كانت المقابر في ذلك الوقت بمثابة دليل على وجود مجتمع مستقر ومنظم. إن وجود مقبرة مخصصة يعكس الاهتمام بالحفاظ على التقاليد الدينية والثقافية، ويشير إلى أن الجالية اليهودية كانت تخطط للاستقرار الدائم في هذه المنطقة.
أهمية المقبرة التاريخية والثقافية
تتمتع مقبرة ميكفه إسرائيل بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة، فهي تضم رفات العديد من الشخصيات البارزة التي لعبت دورًا مهمًا في تاريخ فيلادلفيا والولايات المتحدة. من بين هؤلاء:
- حاييم سالومون: وهو تاجر وممول يهودي بولندي الأصل، لعب دورًا حاسمًا في تمويل الثورة الأمريكية. قدم سالومون تبرعات كبيرة للجيش القاري، وساعد في الحصول على قروض من فرنسا وهولندا لدعم المجهود الحربي. يعتبر سالومون بطلًا في التاريخ الأمريكي، ويحظى بتقدير كبير لدوره في استقلال الولايات المتحدة.
- مايكل هيلجاس: وهو سياسي ورجل أعمال ألماني الأصل، كان من الموقعين على إعلان الاستقلال الأمريكي. كان هيلجاس من المؤيدين المتحمسين للثورة الأمريكية، وساهم في دعم القضية بكل ما لديه.
- ريبيكا جراتز: وهي معلمة وفاعلة خير يهودية أمريكية، تعتبر من الشخصيات البارزة في تاريخ الجالية اليهودية في فيلادلفيا. أسست جراتز العديد من المؤسسات الخيرية والتعليمية، بما في ذلك أول مدرسة يهودية للفتيات في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى هؤلاء الشخصيات البارزة، تضم المقبرة رفات العديد من الجنود الذين شاركوا في حروب مختلفة، ورجال دين، وتجار، وأفراد عاديين من الجالية اليهودية. إنها تمثل فسيفساء متنوعة من الأشخاص الذين ساهموا في بناء المجتمع الأمريكي.
تصميم المقبرة وهندستها المعمارية
تتميز مقبرة ميكفه إسرائيل بتصميمها البسيط والمتواضع، الذي يعكس التقاليد اليهودية في دفن الموتى. المقبرة عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل محاطة بسور حجري، وتضم العديد من شواهد القبور المصنوعة من الرخام أو الجرانيت. تختلف شواهد القبور في حجمها وشكلها، ولكنها تتفق في بساطتها وابتعادها عن الزخرفة المفرطة.
تحمل العديد من شواهد القبور نقوشًا باللغة العبرية والإنجليزية، تتضمن أسماء المتوفين وتواريخ ميلادهم ووفاتهم، بالإضافة إلى بعض العبارات الدينية أو الشخصية. تعكس هذه النقوش معتقدات وأفكار الجالية اليهودية حول الموت والحياة الآخرة.
على الرغم من بساطة تصميمها، إلا أن مقبرة ميكفه إسرائيل تتمتع بجمال خاص يكمن في هدوئها وسكينتها. إنها مكان للتأمل والتذكر، حيث يمكن للزائر أن يشعر بالارتباط بالتاريخ وبالأجيال السابقة.
التحديات التي تواجه المقبرة وجهود الحفاظ عليها
تواجه مقبرة ميكفه إسرائيل العديد من التحديات، بما في ذلك التآكل الناتج عن عوامل الطقس، والتخريب، ونقص التمويل. لحسن الحظ، هناك العديد من الجهود المبذولة للحفاظ على المقبرة وحمايتها من التدهور.
تقوم جماعة ميكفه إسرائيل بدور حيوي في صيانة المقبرة وترميمها. تتلقى الجماعة تبرعات من أعضائها ومن الجمهور للمساعدة في تمويل هذه الجهود. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المنظمات التاريخية والثقافية التي تقدم الدعم للمقبرة.
تشمل جهود الحفاظ على المقبرة ترميم شواهد القبور المتضررة، وتنظيف المقبرة من الأعشاب الضارة، وتوثيق تاريخ المقبرة وشواهد القبور. يتم أيضًا تنظيم جولات سياحية في المقبرة لزيادة الوعي بأهميتها التاريخية والثقافية.
زيارة المقبرة وأهميتها السياحية
تستقبل مقبرة ميكفه إسرائيل الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون لرؤية هذا الموقع التاريخي المهم. يمكن للزوار القيام بجولات سياحية في المقبرة، والتعرف على تاريخها وشخصياتها البارزة. تعتبر زيارة المقبرة تجربة مؤثرة وملهمة، حيث يمكن للزائر أن يتعلم الكثير عن تاريخ الجالية اليهودية في فيلادلفيا وعن تاريخ الولايات المتحدة ككل.
يجب على الزوار احترام حرمة المقبرة والالتزام بقواعد الزيارة. يُنصح بارتداء ملابس محتشمة، وتجنب إحداث الضوضاء، وعدم لمس شواهد القبور أو العبث بها.
يمكن للزوار الحصول على معلومات حول المقبرة وجدول الزيارات من الموقع الإلكتروني لجماعة ميكفه إسرائيل أو من مكاتب السياحة في فيلادلفيا.
خاتمة
تعد مقبرة ميكفه إسرائيل أكثر من مجرد مكان للدفن؛ إنها كنز تاريخي وثقافي يعكس حياة وتقاليد الجالية اليهودية في فيلادلفيا على مر القرون. إنها شاهد على استقرار الجالية اليهودية في هذه المنطقة منذ وقت مبكر، وتضم رفات شخصيات بارزة ساهمت في تشكيل تاريخ المدينة والولايات المتحدة. يجب علينا جميعًا العمل على الحفاظ على هذا الموقع التاريخي المهم للأجيال القادمة.