مقدمة
عملية ورق الحائط، المعروفة أيضًا باسم عملية Weldmesh، كانت عملية عسكرية نفذتها قوة الدفاع الجنوب أفريقية (SADF) خلال الحرب الأهلية الأنغولية. تهدف هذه العملية إلى تحقيق أهداف استراتيجية محددة في سياق الصراع الإقليمي الأوسع. على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة للعملية قد تكون محدودة بسبب طبيعتها العسكرية السرية، إلا أن فهم السياق العام والأهداف المحتملة يوفر نظرة ثاقبة حول دور جنوب إفريقيا في الصراعات الأنغولية.
السياق التاريخي
تعود جذور الحرب الأهلية الأنغولية إلى فترة الاستقلال عن البرتغال عام 1975. بعد الاستقلال، اندلع صراع على السلطة بين عدة فصائل، أبرزها الحركة الشعبية لتحرير أنغولا (MPLA)، والاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا (UNITA)، والجبهة الوطنية لتحرير أنغولا (FNLA). سرعان ما تحول هذا الصراع إلى حرب بالوكالة، حيث دعمت قوى خارجية مختلفة الفصائل المتناحرة. تلقت الحركة الشعبية لتحرير أنغولا دعمًا من كوبا والاتحاد السوفيتي، بينما حظي الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا بدعم من الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا.
لعبت جنوب إفريقيا، في ظل نظام الفصل العنصري آنذاك، دورًا نشطًا في الحرب الأهلية الأنغولية. كان هدفها الرئيسي هو منع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا المدعومة من الشيوعيين من ترسيخ سلطتها في أنغولا، حيث اعتبرت جنوب إفريقيا أن ذلك يشكل تهديدًا لأمنها الإقليمي. بالإضافة إلى ذلك، سعت جنوب إفريقيا إلى حماية مصالحها الاقتصادية في المنطقة والحفاظ على نفوذها السياسي.
أهداف العملية
على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لأهداف عملية ورق الحائط قد لا تزال سرية، إلا أنه يمكن استنتاج بعض الأهداف المحتملة بناءً على السياق التاريخي والاستراتيجي:
- إضعاف الحركة الشعبية لتحرير أنغولا (MPLA): كان أحد الأهداف الرئيسية المحتملة هو إضعاف القدرات العسكرية والاقتصادية للحركة الشعبية لتحرير أنغولا. قد يتضمن ذلك تنفيذ هجمات على مواقع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، وتعطيل خطوط الإمداد، وتقديم الدعم للاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا.
- دعم الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا (UNITA): ربما كانت عملية ورق الحائط تهدف إلى تعزيز موقف الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا في الحرب الأهلية. قد يتضمن ذلك توفير التدريب والأسلحة والمعدات والدعم اللوجستي لقوات الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا.
- حماية المصالح الجنوب أفريقية: سعت جنوب إفريقيا إلى حماية مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة. قد تتضمن عملية ورق الحائط حماية البنية التحتية الرئيسية، مثل خطوط الأنابيب والمناجم، ومنع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا من تهديد المصالح الجنوب أفريقية.
- منع التوسع الشيوعي: كانت جنوب إفريقيا قلقة بشأن انتشار الشيوعية في المنطقة. ربما كانت عملية ورق الحائط تهدف إلى منع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا المدعومة من الشيوعيين من ترسيخ سلطتها في أنغولا ومنعها من دعم الحركات الشيوعية الأخرى في المنطقة.
تنفيذ العملية
من المحتمل أن عملية ورق الحائط قد تضمنت مجموعة متنوعة من الأنشطة العسكرية، بما في ذلك:
- عمليات التوغل والاستطلاع: ربما نفذت قوات الدفاع الجنوب أفريقية عمليات توغل واستطلاع داخل أنغولا لجمع معلومات استخباراتية وتحديد أهداف للضربات.
- الدعم الجوي: ربما قدمت القوات الجوية الجنوب أفريقية دعمًا جويًا للقوات البرية، بما في ذلك الغارات الجوية والاستطلاع الجوي والنقل الجوي للقوات والإمدادات.
- عمليات القوات الخاصة: ربما شاركت وحدات القوات الخاصة في عمليات تخريب وتدمير الأهداف ذات القيمة العالية، مثل الجسور ومستودعات الإمداد ومراكز الاتصالات.
- تدريب وتسليح الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا: ربما قدمت جنوب إفريقيا التدريب والأسلحة والمعدات لقوات الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا.
- الدعم اللوجستي: ربما قدمت جنوب إفريقيا الدعم اللوجستي لقوات الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا، بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.
التحديات والمصاعب
واجهت عملية ورق الحائط العديد من التحديات والمصاعب، بما في ذلك:
- التضاريس الوعرة: كانت أنغولا بلدًا ذا تضاريس وعرة، مما جعل من الصعب على القوات الجنوبية أفريقية التنقل والعمل.
- المقاومة الشرسة: واجهت القوات الجنوبية أفريقية مقاومة شرسة من قبل قوات الحركة الشعبية لتحرير أنغولا والكوبيين.
- الدعم الدولي: تلقت الحركة الشعبية لتحرير أنغولا دعمًا كبيرًا من كوبا والاتحاد السوفيتي، مما جعل من الصعب على جنوب إفريقيا تحقيق أهدافها.
- العزلة الدولية: كانت جنوب إفريقيا معزولة دوليًا بسبب سياسات الفصل العنصري، مما حد من قدرتها على الحصول على الدعم الدبلوماسي والاقتصادي.
النتائج والتأثير
على الرغم من أن عملية ورق الحائط ربما حققت بعض النجاحات التكتيكية، إلا أنها لم تنجح في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. استمرت الحرب الأهلية الأنغولية لسنوات عديدة بعد عملية ورق الحائط، ولم تتمكن جنوب إفريقيا من منع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا من ترسيخ سلطتها. بالإضافة إلى ذلك، تسببت عملية ورق الحائط في خسائر فادحة في الأرواح ودمار واسع النطاق في أنغولا.
كان لعملية ورق الحائط أيضًا تأثير كبير على جنوب إفريقيا. فقد أدت إلى زيادة التوترات بين جنوب إفريقيا والدول الأفريقية الأخرى، وأدت إلى تفاقم العزلة الدولية لجنوب إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، أدت عملية ورق الحائط إلى زيادة التكاليف العسكرية لجنوب إفريقيا وساهمت في تدهور الاقتصاد الجنوب أفريقي.
الجدل والانتقادات
أثارت عملية ورق الحائط الكثير من الجدل والانتقادات. اتهمت جنوب إفريقيا بالتدخل في الشؤون الداخلية لأنغولا ودعم نظام الفصل العنصري. كما اتهمت جنوب إفريقيا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال العملية.
دافع أنصار عملية ورق الحائط عن العملية بحجة أنها كانت ضرورية لحماية المصالح الجنوبية أفريقية ومنع التوسع الشيوعي. كما جادلوا بأن جنوب إفريقيا كانت تساعد شعب أنغولا من خلال دعم الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا.
دروس مستفادة
يمكن استخلاص العديد من الدروس من عملية ورق الحائط:
- التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. غالبًا ما يؤدي التدخل إلى إطالة أمد الصراع وزيادة المعاناة.
- من المهم أن يكون لديك فهم واضح للسياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلد الذي تتدخل فيه. بدون هذا الفهم، من المرجح أن ترتكب الأخطاء وتفشل في تحقيق أهدافك.
- من المهم أن يكون لديك استراتيجية خروج واضحة قبل التدخل في بلد آخر. بدون استراتيجية خروج، قد تجد نفسك عالقًا في صراع طويل الأمد ومكلف.
- من المهم أن تحترم حقوق الإنسان. يمكن أن يؤدي انتهاك حقوق الإنسان إلى تقويض دعمك المحلي والدولي ويجعل من الصعب تحقيق أهدافك.
خاتمة
كانت عملية ورق الحائط عملية عسكرية معقدة ومثيرة للجدل نفذتها قوة الدفاع الجنوب أفريقية خلال الحرب الأهلية الأنغولية. على الرغم من أن العملية ربما حققت بعض النجاحات التكتيكية، إلا أنها لم تنجح في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. كان لعملية ورق الحائط تأثير كبير على كل من أنغولا وجنوب إفريقيا، وتسببت في خسائر فادحة في الأرواح ودمار واسع النطاق. تظل العملية موضوعًا للجدل والانتقادات، وهناك دروس مهمة يمكن استخلاصها منها حول التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وأهمية احترام حقوق الإنسان.