أصل الكلمة
كلمة “cuttie-stool” مشتقة من الكلمة الاسكتلندية “cutty”، والتي تعني “قصير” أو “مبتور”. يشير هذا الاسم إلى الارتفاع المنخفض للمقعد، مما يميزه عن الكراسي الأكثر فخامة المستخدمة من قبل أعضاء الجماعة الآخرين. أما كلمة “stool” فهي كلمة إنجليزية قديمة تعني “مقعد”.
الغرض والاستخدام
كان الغرض الأساسي من مقعد كوتي هو إذلال الأفراد الذين انحرفوا عن المعايير الأخلاقية التي تحددها الكنيسة. كان يُطلب من المخالفين الجلوس على المقعد خلال الخدمات الدينية، غالبًا في مكان بارز أمام الجماعة بأكملها. كانت هذه التجربة تهدف إلى إحداث شعور بالخجل والندم، وتشجيعهم على التوبة وطلب المغفرة. كان الجلوس على مقعد كوتي بمثابة تذكير مرئي للآخرين بعواقب سوء السلوك، وكان بمثابة رادع لأي شخص قد يفكر في الانخراط في أنشطة مماثلة.
عادةً ما كان الأشخاص الذين يجلسون على مقعد كوتي يرتدون ملابس خاصة أو علامات لتحديدهم على أنهم مذنبون. في بعض الحالات، قد يُطلب منهم ارتداء كيس خيش أو حمل لافتة تعلن عن جريمتهم. بالإضافة إلى ذلك، قد يُطلب منهم الاستماع إلى عظة خاصة أو تلاوة صلاة توبة بصوت عالٍ. يمكن أن تستمر مدة الجلوس على مقعد كوتي من بضع دقائق إلى عدة ساعات، اعتمادًا على خطورة الجريمة وتقدير الكنيسة.
السياق التاريخي
كان استخدام مقعد كوتي كشكل من أشكال العقاب العلني شائعًا في اسكتلندا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وهي فترة اتسمت بالتأثير القوي للكنيسة المشيخية. كانت الكنيسة تلعب دورًا مهيمنًا في جميع جوانب الحياة الاجتماعية، وكان يُنظر إليها على أنها مسؤولة عن الحفاظ على النظام الأخلاقي وضمان امتثال الجميع لتعاليم الكتاب المقدس. تم استخدام مقعد كوتي كأداة لفرض هذه المعايير الأخلاقية، وكان يُنظر إليه على أنه وسيلة ضرورية للحفاظ على نقاء المجتمع.
ومع ذلك، مع مرور الوقت، بدأ استخدام مقعد كوتي يصبح مثيرًا للجدل بشكل متزايد. جادل بعض الناس بأنه كان شكلاً قاسياً وغير إنساني من العقاب، وأنه سبب معاناة لا داعي لها وإذلالًا لأولئك الذين أُجبروا على الجلوس عليه. جادل آخرون بأنه كان شكلاً فعالاً من أشكال الردع، وأنه ساعد في الحفاظ على النظام الأخلاقي ومنع الجريمة. في نهاية المطاف، بدأ استخدام مقعد كوتي في التراجع في أواخر القرن الثامن عشر، وتم التخلي عنه تمامًا في أوائل القرن التاسع عشر.
أمثلة على الجرائم التي تستدعي الجلوس على مقعد كوتي
تضمنت بعض الجرائم الأكثر شيوعًا التي تستدعي الجلوس على مقعد كوتي ما يلي:
- الزنا: كانت العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج تعتبر جريمة خطيرة في اسكتلندا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. غالبًا ما كان الزناة والزانيات يُجبرون على الجلوس على مقعد كوتي كشكل من أشكال التوبة العلنية.
- السكر: كان يُنظر إلى السكر أيضًا على أنه خطيئة خطيرة، وغالبًا ما كان المخمورون يُجبرون على الجلوس على مقعد كوتي كشكل من أشكال العقاب.
- التجديف: كان التجديف، أو التحدث بازدراء عن الله أو الدين، يعتبر جريمة خطيرة للغاية. غالبًا ما كان المُجدفون يُجبرون على الجلوس على مقعد كوتي، وفي بعض الحالات، قد يُعاقبون بالإعدام.
- انتهاك يوم الأحد: كان يُنظر إلى يوم الأحد على أنه يوم مقدس في اسكتلندا، وكان يُحظر القيام بأي عمل أو أنشطة ترفيهية في هذا اليوم. غالبًا ما كان الأشخاص الذين انتهكوا يوم الأحد، على سبيل المثال عن طريق العمل أو اللعب، يُجبرون على الجلوس على مقعد كوتي.
- القتال أو الشجار: كان يُنظر إلى القتال أو الشجار على أنه سلوك غير لائق، وغالبًا ما كان المشاركون في المشاجرات يُجبرون على الجلوس على مقعد كوتي.
- إهانة أعضاء الكنيسة: أي شخص يهين أعضاء الكنيسة أو يتعدى عليهم، قد يُجبر على الجلوس على مقعد كوتي.
رمزية مقعد كوتي
يمثل مقعد كوتي أكثر من مجرد قطعة أثاث؛ إنه يجسد حقبة تاريخية شهدت فيها الكنيسة سلطة واسعة على حياة الأفراد. إنه يرمز إلى الإذلال العلني، والتوبة، وجهود المجتمع لفرض المعايير الأخلاقية. على الرغم من أن استخدامه قد توقف منذ فترة طويلة، إلا أن مقعد كوتي يظل تذكيرًا قويًا بالقيم والمعتقدات التي شكلت المجتمع الاسكتلندي في الماضي.
مقعد كوتي في الثقافة الشعبية
ظهر مقعد كوتي في العديد من الأعمال الأدبية والفنية، مما يعكس تأثيره الدائم على الثقافة الشعبية. غالبًا ما يتم تصويره كرمز للقمع الديني والتعصب، ولكنه يُستخدم أيضًا لاستكشاف موضوعات الخطيئة، والتوبة، والمغفرة.
على سبيل المثال، في رواية “The Scarlet Letter” للكاتب ناثانيال هوثورن، تجبر هيستر برين على الوقوف على سقالة عامة لارتكابها الزنا. على الرغم من أن السقالة ليست مقعد كوتي بالمعنى الدقيق للكلمة، إلا أنها تخدم وظيفة مماثلة في إذلال هيستر وإجبارها على التوبة عن خطيئتها. يظهر مقعد كوتي أيضًا في العديد من القصص والأغاني الشعبية الاسكتلندية، وغالبًا ما يستخدم كرمز للحكم الأخلاقي والعدالة المجتمعية.
تراث مقعد كوتي
على الرغم من أن مقعد كوتي لم يعد يستخدم كشكل من أشكال العقاب العلني، إلا أن إرثه لا يزال محسوسًا في المجتمع الاسكتلندي الحديث. غالبًا ما يتم استخدامه كرمز للماضي، وكتذكير بأهمية التسامح والتفاهم. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال مقعد كوتي يمثل مصدر اهتمام للعلماء والمؤرخين، الذين يدرسون استخدامه للكشف عن رؤى حول القيم الاجتماعية والثقافية في اسكتلندا في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
خاتمة
كان مقعد كوتي أداة فريدة من نوعها في تاريخ العقاب والتوبة العلنية في اسكتلندا. كان يمثل سلطة الكنيسة في فرض المعايير الأخلاقية، وكان له تأثير عميق على حياة الأفراد الذين أُجبروا على الجلوس عليه. على الرغم من أنه لم يعد قيد الاستخدام، إلا أن مقعد كوتي يظل تذكيرًا قويًا بالماضي، وأهمية التسامح والتفاهم في المجتمع الحديث.