نشأته وتعليمه
ولد عمر سليمان الأشقر في فلسطين عام 1940. نشأ في كنف أسرة متدينة، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. تلقى تعليمه الأولي في مدارس فلسطين، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية لإكمال تعليمه الجامعي. حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة الأزهر في مصر.
مسيرته العلمية والعملية
بعد حصوله على الدكتوراه، عاد الأشقر إلى الأردن وعمل أستاذاً في كلية الشريعة بجامعة الزرقاء. قام بتدريس مواد العقيدة والفكر الإسلامي، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية. بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان للأشقر نشاط دعوي كبير، حيث كان يلقي المحاضرات والدروس في المساجد والمراكز الإسلامية في الأردن وخارجها. كما كان يشارك في المؤتمرات والندوات العلمية، ويقدم البحوث والدراسات في مختلف القضايا الإسلامية.
مؤلفاته
ترك عمر سليمان الأشقر رصيداً ضخماً من المؤلفات العلمية التي تتناول مختلف جوانب العقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي. من أبرز مؤلفاته:
- سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة: وهي سلسلة تتكون من عدة كتب تتناول أصول العقيدة الإسلامية وفروعها، بأسلوب سهل ومبسط. من أشهر كتب هذه السلسلة:
- الجنة والنار
- اليوم الآخر
- القضاء والقدر
- عالم الجن والشياطين
- الرسل والرسالات
- القيامة الصغرى
- مقاصد المكلفين: كتاب يتناول مقاصد الشريعة الإسلامية وأثرها في حياة المسلمين.
- أصول التربية الإسلامية وأساليبها في القرآن والسنة: كتاب يتناول أسس التربية الإسلامية ومناهجها المستمدة من القرآن والسنة النبوية.
- المدخل إلى دراسة المذاهب المعاصرة: كتاب يقدم عرضاً موجزاً لأهم المذاهب الفكرية المعاصرة، مع بيان موقف الإسلام منها.
وقد ترجمت العديد من مؤلفات الأشقر إلى لغات مختلفة، مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإندونيسية، وانتشرت على نطاق واسع في العالم الإسلامي.
منهجه العلمي
تميز منهج عمر سليمان الأشقر بالاعتماد على الكتاب والسنة، والرجوع إلى أقوال الصحابة والتابعين، وفهم السلف الصالح. كان يحرص على تقديم العقيدة الإسلامية بأسلوب واضح ومبسط، مع تجنب التعقيد والتفصيل الزائد. كما كان يولي اهتماماً كبيراً بالقضايا المعاصرة، ويسعى إلى تقديم حلول إسلامية لها.
اشتهر الأشقر بالدفاع عن السنة النبوية والتحذير من البدع والخرافات، وكان له دور كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح بين الشباب المسلم.
آراؤه ومواقفه
كان عمر سليمان الأشقر من العلماء المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان له دور فاعل في الحركة الإسلامية في الأردن. كان يدعو إلى الإصلاح والتغيير السلمي، وإلى الوحدة الإسلامية والتضامن بين المسلمين. كان ينتقد الظلم والاستبداد، ويدافع عن حقوق الإنسان والحريات العامة.
عارض الأشقر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ودعا إلى تحريرها. كما كان ينتقد السياسات الأمريكية والغربية تجاه العالم الإسلامي.
ثناء العلماء عليه
حظي عمر سليمان الأشقر بتقدير واحترام كبيرين من قبل العلماء والدعاة في العالم الإسلامي. أثنى عليه الكثيرون لعلمه الغزير وأخلاقه الفاضلة ودعوته الصادقة. من بين الذين أثنوا عليه:
- الشيخ يوسف القرضاوي: قال عنه: “الأستاذ الدكتور عمر سليمان الأشقر، من العلماء المخلصين والدعاة الصادقين، الذين نذروا حياتهم لخدمة الإسلام والدفاع عن قضايا المسلمين”.
- الشيخ محمد العريفي: قال عنه: “الدكتور عمر سليمان الأشقر، عالم رباني، ومرب فاضل، وداعية مخلص، له جهود كبيرة في نشر العلم والدعوة إلى الله”.
- الشيخ سلمان العودة: قال عنه: “الدكتور عمر سليمان الأشقر، من العلماء العاملين، الذين جمعوا بين العلم والعمل، والدعوة والتربية، والنصح والإرشاد”.
وفاته
توفي عمر سليمان الأشقر في العاشر من أغسطس عام 2012، عن عمر يناهز 72 عاماً. وقد نعاه العديد من العلماء والدعاة والمفكرين في العالم الإسلامي، وأشادوا بجهوده في خدمة الإسلام والدعوة إليه.
خاتمة
عمر سليمان الأشقر كان عالماً بارزاً وداعياً مخلصاً، ترك بصمة واضحة في الفكر الإسلامي المعاصر. تميز بعلمه الغزير وأخلاقه الفاضلة ودعوته الصادقة. كان له دور كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح بين الشباب المسلم، وفي الدفاع عن السنة النبوية والتحذير من البدع والخرافات. سيظل اسمه خالداً في ذاكرة الأمة الإسلامية، وسيستمر العلماء والدعاة في الاستفادة من مؤلفاته وأفكاره.