تاريخ الحديقة
تعود أصول حديقة ترينغواينتون إلى القرن التاسع عشر، عندما كانت ملكية خاصة. في عام 1925، استحوذ عليها السير روزي فولتون، وهو عالم نباتات هاوٍ متحمس، والذي قام بتحويلها إلى جنة نباتية حقيقية. كرس فولتون حياته لجمع النباتات من جميع أنحاء العالم، وإدخالها إلى ترينغواينتون. قام بتجربة تقنيات البستنة المختلفة، واكتشف أن الموقع كان مثاليًا لزراعة النباتات الحساسة للبرد.
بعد وفاة السير روزي فولتون في عام 1962، تم التبرع بالحديقة إلى الصندوق الوطني للممتلكات التاريخية والطبيعية (National Trust)، الذي حافظ عليها وفتحها للجمهور. يواصل الصندوق الوطني مهمة الحفاظ على مجموعة النباتات النادرة وتطويرها، مع ضمان بقاء الحديقة وجهة جذابة للزوار من جميع أنحاء العالم.
مجموعة النباتات
تضم حديقة ترينغواينتون مجموعة استثنائية من النباتات، بما في ذلك العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض. تتميز الحديقة بشكل خاص بمجموعتها من أشجار وشجيرات رودودندرون والكاميليا والأزالية، والتي تزهر بألوان زاهية في فصل الربيع. تشمل النباتات الأخرى الموجودة في الحديقة:
- أشجار السرخس العملاقة من أستراليا ونيوزيلندا
- أشجار النخيل من جزر الكناري
- نباتات اليوكا والصبار من أمريكا الشمالية
- أشجار وشجيرات من جبال الهيمالايا والصين
تُزرع النباتات في ترينغواينتون في بيئات مختلفة، بما في ذلك الحدائق المشمسة، والمناطق المظللة، والمروج المفتوحة. تم تصميم الحديقة لخلق سلسلة من المناظر الطبيعية المتنوعة، مع كل منطقة تعرض مجموعة مختلفة من النباتات. يمكن للزوار استكشاف مسارات متعرجة عبر الحدائق، واكتشاف كنوز نباتية مخفية على طول الطريق.
المناخ والبستنة
يساهم المناخ المعتدل في كورنوال، الناتج عن تيار الخليج الدافئ، في نجاح حديقة ترينغواينتون. تحمي الحديقة أيضًا من الرياح الشمالية الشرقية القوية بواسطة سلسلة من التلال. يسمح هذا المناخ الفريد بزراعة النباتات التي لا يمكن أن تزدهر في أماكن أخرى من الجزر البريطانية. ومع ذلك، لا تزال البستنة في ترينغواينتون تمثل تحديًا. يجب على البستانيين حماية النباتات من الصقيع الشتوي، والجفاف الصيفي، والآفات والأمراض.
يستخدم البستانيون في ترينغواينتون مجموعة متنوعة من التقنيات للحفاظ على صحة النباتات ونموها. ويشمل ذلك التقليم المنتظم، والتسميد، والري، ومكافحة الآفات والأمراض. كما أنهم يعملون باستمرار على إدخال نباتات جديدة إلى الحديقة، وتجربة تقنيات البستنة المختلفة.
الأنشطة والفعاليات
تقدم حديقة ترينغواينتون مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات للزوار من جميع الأعمار. وتشمل هذه:
- جولات إرشادية في الحديقة
- ورش عمل حول البستنة
- معارض فنية
- حفلات موسيقية
- فعاليات خاصة للأطفال
تفتح الحديقة أبوابها على مدار السنة، باستثناء بعض أيام العطلات. تتوفر مواقف للسيارات ومرافق للزوار في الموقع. يمكن للزوار أيضًا الاستمتاع بوجبة خفيفة أو مشروب في المقهى الموجود في الحديقة.
تعتبر حديقة ترينغواينتون مكانًا رائعًا للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة. سواء كنت من عشاق النباتات المتحمسين أو مجرد تبحث عن مكان هادئ لقضاء بعض الوقت، فمن المؤكد أنك ستجد شيئًا تستمتع به في ترينغواينتون.
أهمية الحديقة
تُعد حديقة ترينغواينتون أكثر من مجرد مكان جميل؛ إنها أيضًا مركز مهم للحفاظ على النباتات. تساعد الحديقة في حماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض من خلال زراعتها في بيئة آمنة ومحمية. كما أنها توفر فرصًا للبحث العلمي والتعليم. يدرس العلماء في ترينغواينتون النباتات الموجودة في الحديقة، ويتعلمون المزيد عن بيولوجيتها وبيئتها. تستخدم الحديقة أيضًا كموقع تعليمي للمدارس والجامعات.
نصائح للزوار
إليك بعض النصائح للزوار الذين يخططون لزيارة حديقة ترينغواينتون:
- ارتدِ أحذية مريحة، حيث ستكون هناك الكثير من المشي.
- أحضر معك مظلة أو معطف واق من المطر، حيث يمكن أن يكون الطقس في كورنوال غير متوقع.
- تحقق من موقع الويب الخاص بالحديقة قبل زيارتك لمعرفة أوقات العمل والفعاليات الخاصة.
- خصص ما لا يقل عن بضع ساعات لاستكشاف الحديقة بأكملها.
- لا تنس إحضار الكاميرا لالتقاط جمال النباتات.
الحياة البرية في الحديقة
بالإضافة إلى النباتات الرائعة، تعد حديقة ترينغواينتون موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية. يمكن للزوار مشاهدة الطيور المغردة والسناجب الحمراء والفراشات والحشرات الأخرى. توفر الحديقة بيئة قيمة لهذه الحيوانات، حيث توفر لها الغذاء والمأوى.
يهتم البستانيون في ترينغواينتون بالحفاظ على التنوع البيولوجي في الحديقة. إنهم يزرعون النباتات التي تجذب الحشرات المفيدة، ويستخدمون طرق مكافحة الآفات العضوية. كما أنهم يقومون بإنشاء موائل للحيوانات البرية، مثل أكوام الخشب وأحواض الطيور.
خاتمة
تعتبر حديقة ترينغواينتون جوهرة كورنوال، حيث تقدم مزيجًا فريدًا من الجمال الطبيعي والتاريخ الغني وأهمية الحفاظ على البيئة. سواء كنت من محبي النباتات، أو من عشاق الطبيعة، أو تبحث ببساطة عن ملاذ هادئ، فإن هذه الحديقة الساحرة لديها ما تقدمه للجميع. إنها شهادة على رؤية سير روزي فولتون والتفاني المستمر للصندوق الوطني في الحفاظ على هذا الكنز النباتي للأجيال القادمة.