تاريخ الطراد مارشال أوستينوف
بدأ بناء الطراد “مارشال أوستينوف” في حوض بناء السفن رقم 445 (حوض نيكولاييف الجنوبي) في نيكولاييف، أوكرانيا، في 5 أكتوبر 1978. تم إطلاقه في 25 فبراير 1982، ودخل الخدمة في البحرية السوفيتية في 5 نوفمبر 1986. في الأصل، كان اسمه “الأميرال فلوتسكي” (Admiral Flota Lobov)، ولكن تم تغيير اسمه لاحقًا إلى “مارشال أوستينوف” تكريمًا لديمتري فيودوروفيتش أوستينوف، وزير الدفاع السوفيتي الذي لعب دورًا حاسمًا في تطوير الصناعة العسكرية السوفيتية.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انتقلت تبعية الطراد “مارشال أوستينوف” إلى البحرية الروسية. خضع الطراد لعدة عمليات إصلاح وتحديث على مر السنين، بهدف تحسين قدراته القتالية وإطالة عمره التشغيلي.
التصميم والمواصفات
تم تصميم الطراد “مارشال أوستينوف” ليكون منصة قتالية متعددة المهام قادرة على التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات. يتميز بتصميم أنيق وديناميكي، مع هيكل فولاذي قوي وبنية علوية مصنوعة من سبائك الألومنيوم لتقليل الوزن.
المواصفات الرئيسية:
- الإزاحة: حوالي 11500 طن (عند التحميل الكامل)
- الطول: 186.4 متر
- العرض: 20.8 متر
- الغاطس: 7.6 متر
- الدفع: نظام دفع توربيني غازي COGOG (Combined Gas or Gas) يتكون من توربينتين دافعتين بقوة 63000 حصان لكل منهما، وتوربينات إبحار بقوة 20000 حصان لكل منهما.
- السرعة: 32 عقدة (حوالي 59 كم/ساعة)
- المدى: 7500 ميل بحري بسرعة 18 عقدة
- الطاقم: حوالي 500 فرد
التسليح
يمتلك الطراد “مارشال أوستينوف” ترسانة قوية من الأسلحة الهجومية والدفاعية، مما يجعله منصة قتالية خطيرة.
التسليح الرئيسي:
- صواريخ مضادة للسفن: 16 قاذفة لصواريخ P-500 Bazalt (لاحقًا P-1000 Vulkan) المضادة للسفن. هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية، ولديها مدى يصل إلى 700 كيلومتر.
- صواريخ مضادة للطائرات: 8 قاذفات عمودية لصواريخ S-300F Fort (النسخة البحرية من S-300) بعيدة المدى للدفاع الجوي. يمكن لهذه الصواريخ الاشتباك مع الطائرات والصواريخ على مسافة تصل إلى 90 كيلومترًا.
- مدفعية: مدفع رئيسي AK-130 مزدوج عيار 130 ملم. هذا المدفع قادر على إطلاق قذائف شديدة الانفجار على مسافة تصل إلى 29 كيلومترًا.
- الدفاع الجوي القريب: 6 مدافع AK-630 سداسية المواسير عيار 30 ملم للدفاع الجوي القريب. هذه المدافع قادرة على إطلاق النار بمعدل مرتفع جدًا لإسقاط الصواريخ والطائرات القريبة.
- قاذفات طوربيدات: قاذفتان خماسيتان للطوربيدات عيار 533 ملم.
- قاذفات صواريخ مضادة للغواصات: قاذفتان RBU-6000 مضادة للغواصات.
أجهزة الاستشعار والرادار
تم تجهيز الطراد “مارشال أوستينوف” بمجموعة متطورة من أجهزة الاستشعار والرادار للكشف عن التهديدات وتتبعها وتوجيه الأسلحة. تشمل هذه الأجهزة:
- رادار البحث الجوي: رادار MR-800 Voshkod/Top Pair
- رادار البحث السطحي: رادار MR-310U Angara-M
- رادار التحكم في النيران: رادار 3R41 Volna/Top Dome للتحكم في صواريخ S-300F.
- سونار: مجموعة متنوعة من السونارات للكشف عن الغواصات والأهداف الأخرى تحت الماء.
عمليات ومهام
شارك الطراد “مارشال أوستينوف” في العديد من العمليات والمهام منذ دخوله الخدمة. وقد شملت هذه العمليات:
- انتشار في البحر الأبيض المتوسط: شارك الطراد في عمليات انتشار في البحر الأبيض المتوسط لدعم العمليات الروسية في سوريا.
- مناورات بحرية: شارك في العديد من المناورات البحرية مع سفن من البحرية الروسية وبحريات دول أخرى.
- زيارات إلى موانئ أجنبية: قام الطراد بزيارات إلى موانئ في دول مختلفة لإظهار العلم الروسي وتعزيز العلاقات الدبلوماسية.
التحديثات والتطويرات
على مر السنين، خضع الطراد “مارشال أوستينوف” لعدة عمليات تحديث وتطوير لتحسين قدراته القتالية وإطالة عمره التشغيلي. شملت هذه التحديثات استبدال الأنظمة القديمة بأنظمة أحدث وأكثر كفاءة، ودمج أسلحة جديدة.
أحد التحديثات الرئيسية التي خضع لها الطراد هو استبدال صواريخ P-500 Bazalt بصواريخ P-1000 Vulkan الأكثر تطوراً. كما تم تحديث أنظمة الدفاع الجوي والرادار لتحسين القدرة على اكتشاف وتتبع التهديدات الجوية والبحرية.
الأهمية الاستراتيجية
يعتبر الطراد “مارشال أوستينوف” أحد الأصول القيمة للبحرية الروسية. فهو يوفر قدرات هجومية ودفاعية كبيرة، ويمكن استخدامه في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك:
- حماية القوات البحرية: يمكن للطراد توفير الدفاع الجوي والسفن المضادة للسفن للقوات البحرية الروسية العاملة في مناطق مختلفة من العالم.
- إظهار العلم: يمكن للطراد استخدامه لإظهار العلم الروسي في الموانئ الأجنبية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية.
- دعم العمليات البرية: يمكن للطراد تقديم الدعم النيراني للقوات البرية العاملة في المناطق الساحلية.
- مكافحة القرصنة: يمكن للطراد استخدامه في مهام مكافحة القرصنة في المناطق التي تعاني من القرصنة البحرية.
بشكل عام، يعتبر الطراد “مارشال أوستينوف” منصة قتالية قوية ومتعددة الاستخدامات تلعب دورًا مهمًا في البحرية الروسية.
مستقبل الطراد
من المتوقع أن يظل الطراد “مارشال أوستينوف” في الخدمة مع البحرية الروسية لعدة سنوات قادمة. ومع ذلك، قد يخضع الطراد لمزيد من التحديثات والتطويرات في المستقبل لتحسين قدراته وإطالة عمره التشغيلي. من المحتمل أن تشمل هذه التحديثات دمج أسلحة وأنظمة استشعار جديدة، بالإضافة إلى تحسين أنظمة الدفع والاتصالات.
خاتمة
الطراد الروسي “مارشال أوستينوف” هو طراد صواريخ موجه قوي ومتعدد الاستخدامات يلعب دورًا مهمًا في البحرية الروسية. بفضل تسليحه القوي وأجهزة الاستشعار المتطورة، فهو قادر على التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات وتقديم الدعم للقوات البحرية والبرية الروسية في جميع أنحاء العالم. على الرغم من تقدم عمره، إلا أنه من المتوقع أن يظل في الخدمة لسنوات عديدة قادمة، مع احتمال إجراء المزيد من التحديثات لضمان بقائه قوة قتالية فعالة.