نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت ماري فون سيفرز في 14 مارس 1867 في Wenden (Cēsis حاليًا) في لاتفيا، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الروسية. كان والداها من أصول ألمانية بالتيكية. تلقت تعليمًا جيدًا، وتحدثت بطلاقة عدة لغات، بما في ذلك الروسية والألمانية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية. أظهرت ماري اهتمامًا مبكرًا بالفنون، وخاصة المسرح والأدب. درست التمثيل في سانت بطرسبرغ وباريس، وبدأت مسيرتها المهنية كممثلة مسرحية.
في عام 1900، التقت ماري برودولف شتاينر، الذي كان آنذاك شخصية بارزة في الحركة الثيوصوفية. انجذبت إلى أفكاره وفلسفته، وسرعان ما أصبحت تلميذته وزميلته المقربة. عملت ماري كسكرتيرة لرودولف، وساعدته في تنظيم محاضراته وكتاباته. كما ساهمت بشكل كبير في تطوير الأنثروبولوجيا.
دورها في الأنثروبولوجيا
لعبت ماري شتاينر-فون سيفرز دورًا حاسمًا في تطوير الأنثروبولوجيا. ساعدت رودولف شتاينر في صياغة وتوضيح أفكاره، وقدمت رؤى قيمة خاصة بها. كانت ماري مسؤولة عن العديد من الجوانب العملية للحركة الأنثروبولوجية، بما في ذلك تنظيم المؤتمرات والمحاضرات، وإدارة دار النشر، وتدريب المتحدثين والفنانين.
كانت ماري أيضًا فنانة موهوبة، ولعبت دورًا مهمًا في تطوير فن الحركة، وهو شكل جديد من التعبير الفني يهدف إلى جعل الحقائق الروحية مرئية. صممت ماري العديد من الأزياء والديكورات لمسرحيات الحركة التي أقيمت في جوتهانيوم، وهو المركز العالمي للحركة الأنثروبولوجية في دورناخ، سويسرا.
بعد وفاة رودولف شتاينر في عام 1925، تولت ماري قيادة الحركة الأنثروبولوجية. واصلت نشر أعمال شتاينر، وتنظيم المؤتمرات والمحاضرات، وتعزيز تطوير الأنثروبولوجيا في جميع أنحاء العالم. كانت ماري أيضًا كاتبة غزيرة الإنتاج، ونشرت العديد من الكتب والمقالات حول الأنثروبولوجيا والفن والروحانية.
إسهاماتها الرئيسية
يمكن تلخيص إسهامات ماري شتاينر-فون سيفرز الرئيسية في الأنثروبولوجيا على النحو التالي:
- المساعدة في تطوير وتوضيح أفكار رودولف شتاينر: عملت ماري بشكل وثيق مع شتاينر لسنوات عديدة، وساعدته في صياغة وتوضيح أفكاره حول مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الروحانية والفن والتعليم والطب.
- تنظيم الجوانب العملية للحركة الأنثروبولوجية: كانت ماري مسؤولة عن العديد من الجوانب العملية للحركة، بما في ذلك تنظيم المؤتمرات والمحاضرات، وإدارة دار النشر، وتدريب المتحدثين والفنانين.
- تطوير فن الحركة: لعبت ماري دورًا مهمًا في تطوير فن الحركة، وهو شكل جديد من التعبير الفني يهدف إلى جعل الحقائق الروحية مرئية.
- قيادة الحركة الأنثروبولوجية بعد وفاة رودولف شتاينر: بعد وفاة شتاينر، تولت ماري قيادة الحركة وواصلت تعزيز تطوير الأنثروبولوجيا في جميع أنحاء العالم.
- نشر أعمال رودولف شتاينر: بذلت ماري جهودًا كبيرة لنشر أعمال رودولف شتاينر وترجمتها إلى لغات مختلفة، مما ساهم في انتشار أفكاره عالميًا.
- تدريب الفنانين والمتحدثين: قامت ماري بتدريب العديد من الفنانين والمتحدثين الذين ساهموا في نشر الأنثروبولوجيا من خلال أعمالهم الفنية ومحاضراتهم.
فن الحركة
كان فن الحركة (Eurythmy) أحد أهم إسهامات ماري شتاينر-فون سيفرز في الأنثروبولوجيا. فن الحركة هو شكل من أشكال الحركة التعبيرية يعتمد على الكلام والموسيقى. يتميز فن الحركة بتعبيراته الدقيقة والهادفة التي تهدف إلى جعل القوى الروحية الموجودة في الكلام والموسيقى مرئية. طورت ماري فن الحركة بالتعاون الوثيق مع رودولف شتاينر، ويعتبر فن الحركة جزءًا أساسيًا من التعليم الأنثروبولوجي والعلاج الأنثروبولوجي.
قامت ماري بتصميم العديد من الأزياء والديكورات لمسرحيات الحركة التي أقيمت في جوتهانيوم. كانت تعتقد أن فن الحركة يمكن أن يساعد الناس على تطوير وعيهم الروحي والتعبير عن أنفسهم بشكل أكثر إبداعًا.
الحياة الشخصية والزواج من رودولف شتاينر
تزوجت ماري فون سيفرز من رودولف شتاينر في عام 1914. كان الزواج بمثابة شراكة فكرية وروحية عميقة. لم يكن لديهم أطفال. بعد وفاة رودولف شتاينر في عام 1925، كرست ماري حياتها للحفاظ على تراثه ونشر أفكاره.
أعمالها
ألفت ماري شتاينر-فون سيفرز العديد من الكتب والمقالات، بما في ذلك:
- Grundelemente der Esoterik (العناصر الأساسية للتصوف)
- Die Pforte der Einweihung (بوابة البدء)
- Die Mysteriendramen Rudolf Steiners (مسرحيات الأسرار لرودولف شتاينر)
- Erinnerungen an Rudolf Steiner (ذكريات عن رودولف شتاينر)
كما قامت بتحرير ونشر العديد من أعمال رودولف شتاينر، بما في ذلك محاضراته وكتبه.
سنواتها الأخيرة ووفاتها
كرست ماري شتاينر-فون سيفرز سنواتها الأخيرة للحفاظ على تراث رودولف شتاينر ونشر أفكاره. سافرت على نطاق واسع، وألقت محاضرات، وقامت بتدريس الأنثروبولوجيا في جميع أنحاء العالم. توفيت في 27 ديسمبر 1948 في Beatenberg، سويسرا.
إرثها
لا يزال إرث ماري شتاينر-فون سيفرز محسوسًا اليوم في الحركة الأنثروبولوجية. لقد كانت شخصية مؤثرة لعبت دورًا حاسمًا في تطوير ونشر الأنثروبولوجيا في جميع أنحاء العالم. تُذكر لعملها كشريكة لرودولف شتاينر، ومساهماتها في فن الحركة، وقيادتها للحركة الأنثروبولوجية بعد وفاة شتاينر. تُعتبر ماري على نطاق واسع المؤسسة المشاركة للأنثروبولوجيا، وتقدر جهودها في الحفاظ على تراث رودولف شتاينر ونشر أفكاره على نطاق واسع.
خاتمة
كانت ماري شتاينر-فون سيفرز شخصية بارزة في تاريخ الأنثروبولوجيا. بصفتها الزوجة الثانية لرودولف شتاينر وشريكته الفكرية، لعبت دورًا حيويًا في تطوير الحركة الأنثروبولوجية ونشرها. ساهمت بشكل كبير في فن الحركة، وتنظيم المؤتمرات، ونشر أعمال شتاينر. بعد وفاة شتاينر، تولت قيادة الحركة وواصلت تعزيز الأنثروبولوجيا في جميع أنحاء العالم. تظل ماري شتاينر-فون سيفرز شخصية مؤثرة ومُلهمة لأولئك الذين يسعون إلى فهم أعمق للطبيعة البشرية والكون.