<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد نوفلبفماخر في فيينا لعائلة يهودية من الطبقة المتوسطة. تلقى تعليمه في تشيكوسلوفاكيا، حيث درس علم النفس والفلسفة في جامعة كارلوفا في براغ. خلال الحرب العالمية الثانية، نجا من الهولوكوست بالاختباء. بعد الحرب، عاد إلى براغ وواصل دراسته، لكنه سرعان ما أصبح محبطًا من النظام الشيوعي الذي كان يسيطر على البلاد.
هجرته إلى أستراليا
في عام 1955، هاجر نوفلبفماخر إلى أستراليا، حيث عمل محاضرًا في علم النفس في جامعة ملبورن. سرعان ما برز كشخصية عامة مثيرة للجدل، وذلك بسبب آرائه السياسية المحافظة ومعارضته الشديدة للشيوعية. كان يكتب بانتظام في الصحف والمجلات الأسترالية، ويقدم محاضرات في مختلف أنحاء البلاد.
أفكاره وآراؤه
كان نوفلبفماخر مدافعًا قويًا عن الحرية الفردية والاقتصاد الحر. كان يعتقد أن الشيوعية تمثل تهديدًا خطيرًا للحضارة الغربية، وأن على الغرب أن يكون مستعدًا للدفاع عن قيمه ضد الشيوعية بكل الوسائل اللازمة. كما كان ينتقد بشدة ما اعتبره انحلالًا أخلاقيًا وثقافيًا في المجتمع الغربي.
معارضته للشيوعية: كان نوفلبفماخر من أشد المعارضين للشيوعية، حيث شهد بنفسه آثارها المدمرة في تشيكوسلوفاكيا. كان يرى أن الشيوعية نظام شمولي يقمع الحريات الفردية ويقضي على المبادرة الخاصة. كان يحذر باستمرار من خطر التسلل الشيوعي إلى الغرب، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة هذا الخطر.
دفاعه عن القيم المحافظة: كان نوفلبفماخر مدافعًا قويًا عن القيم المحافظة، مثل الأسرة التقليدية والدين والأخلاق. كان يعتقد أن هذه القيم ضرورية للحفاظ على استقرار المجتمع وازدهاره. كان ينتقد بشدة ما اعتبره تدهورًا في هذه القيم في المجتمع الغربي، ويدعو إلى العودة إلى الجذور.
انتقاده للنخبة الفكرية: كان نوفلبفماخر ينتقد بشدة النخبة الفكرية في الغرب، التي كان يتهمها بأنها متأثرة بالأفكار الاشتراكية والماركسية. كان يعتقد أن هذه النخبة تسعى إلى تقويض القيم الغربية التقليدية، وأنها تشكل خطرًا على حرية الفكر والتعبير.
أبرز كتاباته
- “The Intellectuals” (المثقفون): وهو مقال ينتقد فيه نوفلبفماخر النخبة الفكرية في الغرب ويتهمها بالانحياز إلى الأفكار الاشتراكية والماركسية.
- “Leftism Revisited: From De Sade and Marx to Hitler and Marcuse” (اليسارية revisited: من دي ساد وماركس إلى هتلر وماركوزه): وهو كتاب يستكشف فيه نوفلبفماخر جذور الفكر اليساري وتأثيره على التاريخ الحديث.
- مجموعة مقالاته في الصحف والمجلات الأسترالية: كتب نوفلبفماخر بانتظام في العديد من الصحف والمجلات الأسترالية، حيث تناول مجموعة واسعة من المواضيع السياسية والفلسفية والثقافية.
تأثيره وإرثه
كان نوفلبفماخر شخصية مؤثرة في الحياة الفكرية الأسترالية. أثارت آراؤه المحافظة ومواقفه القوية جدلاً واسعًا، لكنها أيضًا أكسبته احترام العديد من الناس. كان له تأثير كبير على الحركة المحافظة في أستراليا، ولا تزال كتاباته ومحاضراته تثير الاهتمام حتى اليوم.
جدل حول شخصيته: على الرغم من تأثيره، كان نوفلبفماخر شخصية مثيرة للجدل. اتهمه البعض بالعنصرية ومعاداة السامية، وهي اتهامات نفاها بشدة. كان منتقدوه يرون أنه متطرف في آرائه، وأنه يستخدم لغة قوية ومستفزة. ومع ذلك، كان أنصاره يرون فيه مدافعًا شجاعًا عن الحقيقة، وأنه كان على استعداد للتعبير عن آرائه بصراحة وصدق، حتى لو كانت غير شعبية.
إرثه الفكري: لا يزال إرث نوفلبفماخر الفكري موضع نقاش وجدل. يرى البعض أنه كان مفكرًا أصيلًا ومهمًا، وأن آرائه لا تزال ذات صلة اليوم. بينما يرى آخرون أنه كان مجرد شخصية مثيرة للجدل، وأن أفكاره كانت متطرفة وغير واقعية. بغض النظر عن الرأي، لا يمكن إنكار أن نوفلبفماخر كان شخصية بارزة في الحياة الفكرية الأسترالية، وأن له تأثيرًا كبيرًا على تاريخ الفكر المحافظ في أستراليا.
حياته الشخصية
تزوج نوفلبفماخر مرتين. كانت زوجته الأولى فيرا، وأنجبا ابنة. بعد وفاتها، تزوج من جوديث. توفي في ملبورن في عام 1995 عن عمر يناهز 72 عامًا.
خاتمة
كان فرانك نوفلبفماخر شخصية فكرية بارزة ومثيرة للجدل في أستراليا. اشتهر بمعارضته الشديدة للشيوعية ودفاعه عن القيم المحافظة. على الرغم من أن آرائه أثارت جدلاً واسعًا، إلا أنه كان له تأثير كبير على الحركة المحافظة في أستراليا، ولا تزال كتاباته ومحاضراته تثير الاهتمام حتى اليوم. يظل إرثه موضوع نقاش مستمر، لكن لا يمكن إنكار أهميته في تاريخ الفكر الأسترالي.