نسبها وعائلتها
ستيروب هي ابنة الجبار أطلس، الذي حمل السماء على كتفيه، والحورية المحيطية بلييوني. كانت واحدة من سبع شقيقات، هن: ألكيوني، وسيلاينو، وإلكترا، ومايا، وميروب، وتايجيتا. عُرفت الشقيقات مجتمعات باسم بلييادس، وهن جزء من كوكبة الثور. غالبًا ما يُذكرن في الأساطير اليونانية والرومانية، وتعتبرن رموزًا للجمال والشباب.
تزوجت ستيروب من الملك أريس، إله الحرب في الميثولوجيا الإغريقية. أنجبت منه ابنًا واحدًا، هو أوينوماوس، ملك بيزا في إليس. يُعرف أوينوماوس بسباقه الشهير لتزويج ابنته هيبوداميا، حيث كان يقتل كل خاطب يخسره في السباق. يعتبر أوينوماوس شخصية مأساوية في الأساطير الإغريقية، حيث قُتل في النهاية على يد بيلاوس، الذي فاز بهيبوداميا.
مكانتها في الأساطير
تتميز ستيروب عن شقيقاتها بأنها الوحيدة التي تزوجت من شخص فاني. يروي بعض الكتاب أن هذا هو السبب في أن نجمها يبدو أقل سطوعًا من نجوم شقيقاتها في كوكبة الثور. يُقال إنها شعرت بالخجل من زواجها من فاني فاختبأت، مما جعل نجمها يبدو خافتًا.
في روايات أخرى، يُذكر أن ستيروب كانت الزوجة السرية لأريس، وأن زواجهما كان يخفي سرًا عميقًا. يُقال إن أريس كان يحب ستيروب بشدة، وأنه وهبها قوة خاصة لحماية ابنها أوينوماوس. تظهر ستيروب في بعض الأحيان كشخصية ثانوية في قصص تتعلق بأريس وأوينوماوس، ولكنها دائمًا ما تظل لغزًا.
كوكبة الثور
تُعتبر كوكبة الثور واحدة من أبرز الكوكبات في السماء، وتضم مجموعة النجوم بلييادس. تقع كوكبة الثور بالقرب من كوكبة الجبار، وتتميز بوجود نجم الدبران اللامع، الذي يمثل عين الثور. تُعتبر البلييادس جزءًا من كوكبة الثور، وتمثل الشقيقات السبع.
تظهر البلييادس كمجموعة من النجوم الصغيرة المتلألئة، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة في الليالي الصافية. في الأساطير، تمثل البلييادس الشقيقات السبع اللواتي طاردن من قبل الصياد الجبار أوريون. لحمايتهن، حول زيوس الشقيقات إلى نجوم ووضعهن في السماء.
دلالات ستيروب في الثقافة
اسم ستيروب، الذي يعني “البرق”، يحمل دلالات قوية تتعلق بالقوة والسطوع. في الأساطير، غالبًا ما ترتبط البروق بالآلهة والقوى السماوية. قد يعكس اسم ستيروب طبيعتها كابنة لأطلس، الذي يحمل السماء، وزوجة لأريس، إله الحرب.
تظهر ستيروب في العديد من الأعمال الفنية والأدبية، وغالبًا ما تُصور كجزء من مجموعة البلييادس. تُستخدم البلييادس كرمز للجمال والشباب، وغالبًا ما تظهر في الشعر والرسم والموسيقى. تعتبر قصة ستيروب وشقيقاتها مصدر إلهام للفنانين والكتاب على مر العصور.
أوينوماوس وعلاقته بوالدته ستيروب
كان أوينوماوس ملكًا لمدينة بيزا في إليس، وهو معروف بشكل أساسي في الأساطير بسبب السباق المميت الذي فرضه على طالبي الزواج من ابنته هيبوداميا. كان أوينوماوس يمتلك عربة خيول مقدسة أهداها له والده آريس، وكانت خيوله خارقة السرعة. بالإضافة إلى ذلك، حصل أوينوماوس على نبوءة بأنه سيُقتل على يد صهره المستقبلي، مما جعله يصر على خوض سباق العربات مع كل خاطب.
كان أوينوماوس يعرض على كل خاطب سباقًا بالعربات. إذا فاز الخاطب، يحصل على يد هيبوداميا. أما إذا خسر، فإنه يُقتل. قتل أوينوماوس بهذه الطريقة العديد من الخاطبين، وعلق رؤوسهم على جدران قصره. كان السبب الحقيقي وراء هذه السباقات المميتة هو حب أوينوماوس لابنته هيبوداميا ورغبته في إبقائها بجانبه إلى الأبد.
في النهاية، تمكن بيلاوس من الفوز بهيبوداميا بمساعدة بوسيدون، إله البحر. بوسيدون أعطى بيلاوس عربة خيول مجنحة، أو قام بيلاوس برشوة سائق عربة أوينوماوس، ميرتيلوس، ليخون بسيده. خلال السباق، تلاعب ميرتيلوس بمحاور العربة، مما أدى إلى تحطمها ومقتل أوينوماوس. قبل أن يموت، لعن أوينوماوس ميرتيلوس وبيلاوس، وكانت هذه اللعنة لها تأثير كبير على حياة أحفاد بيلاوس.
على الرغم من أن ستيروب لا تظهر بشكل كبير في قصة ابنها أوينوماوس، إلا أن دورها كأم له يضفي بعدًا إضافيًا على هذه الأسطورة. يمكن تصور ستيروب وهي تراقب مصير ابنها بقلق وحزن، مدركة النبوءة التي تلاحقه. كونها ابنة لأطلس وزوجة لإله الحرب، فإن ستيروب تمثل مزيجًا من القوة والقدر، مما يجعلها شخصية مؤثرة حتى في غيابها المباشرة في القصة.
خاتمة
ستيروب، ابنة أطلس وبلييوني وزوجة آريس، هي شخصية فريدة في الأساطير الإغريقية. بصفتها واحدة من البلييادس، فإنها تمثل الجمال والشباب، ولكن زواجها من شخص فاني يميزها عن شقيقاتها. قصتها، على الرغم من أنها ليست واسعة الانتشار، تضيف عمقًا إلى الأساطير المتعلقة بالبلييادس وكوكبة الثور. تبقى ستيروب رمزًا للقوة والغموض، وتستمر في إلهام الفنانين والكتاب حتى يومنا هذا.