مقدمة
الجراب الركبي هي أكياس مملوءة بسائل زليلي، تتواجد حول مفصل الركبة. تلعب هذه الأكياس دورًا حيويًا في تقليل الاحتكاك بين العظام والأوتار والعضلات والجلد، مما يسمح بحركة الركبة بسلاسة. تختلف أحجام وأماكن الجراب الركبي، وتتأثر وظيفتها بشكل كبير بصحة المفصل المحيط بها. يمكن أن يحدث التهاب في هذه الجراب، يُعرف باسم التهاب الجراب، ويسبب الألم والتورم وصعوبة الحركة. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أنواع الجراب الركبي، ووظائفها، والأسباب المحتملة لالتهابها، وطرق العلاج المتاحة.
أنواع الجراب الركبي ومواقعها
يتكون مفصل الركبة من العديد من الجراب، كل منها يقع في موقع محدد ويخدم وظيفة معينة. إليك بعض أهم أنواع الجراب الركبي ومواقعها:
- الجراب الرضفي (Prepatellar bursa): يقع بين جلد الركبة والركبة. يلعب دورًا في تقليل الاحتكاك أثناء الجلوس أو الركوع.
- الجراب تحت الرضفي (Infrapatellar bursa): يوجد في منطقتين رئيسيتين:
- الجراب تحت الوتر (Superficial infrapatellar bursa): يقع بين الجزء العلوي من الظنبوب (عظم الساق) والوتر الرضفي.
- الجراب العميق تحت الوتر (Deep infrapatellar bursa): يقع بين الوتر الرضفي والعظم الظنبوبي.
- جراب الإوزية (Pes anserinus bursa): يقع على الجانب الإنسي (الداخلي) للركبة، بين الأوتار التي تشكل ما يسمى “القدم الإوزية” (أوتار العضلات الثلاثة: الخياطية، والعضلة النصف وترية، والعضلة الرشيقة) وعظم الظنبوب.
- الجراب العضلي النصف غشائي (Semimembranosus bursa): يقع على الجانب الإنسي الخلفي للركبة، بين وتر العضلة النصف غشائية والكعب الإنسي لعظم الظنبوب.
- جراب مأبضي (Popliteal bursa): يقع خلف الركبة، بين عضلات الفخذ الخلفية.
وظائف الجراب الركبي
الجراب الركبي لها وظائف رئيسية متعددة، تهدف جميعها إلى الحفاظ على صحة ووظيفة مفصل الركبة:
- تقليل الاحتكاك: تعمل الجراب كـ”وسائد” بين العظام والأوتار والعضلات والجلد، مما يقلل من الاحتكاك أثناء الحركة.
- تسهيل الحركة: تساعد الجراب في تسهيل انزلاق الأنسجة فوق بعضها البعض، مما يتيح حركة سلسة للركبة.
- حماية الأنسجة: تحمي الجراب الأنسجة الحساسة، مثل الأوتار والأربطة، من الإصابات والضغط.
- توزيع الضغط: تساهم الجراب في توزيع الضغط بالتساوي على مفصل الركبة، مما يقلل من خطر الإصابات.
أسباب التهاب الجراب الركبي
يمكن أن يحدث التهاب في الجراب الركبي بسبب عدة عوامل:
- الإفراط في الاستخدام: يمكن أن يؤدي الإفراط في الأنشطة التي تضع ضغطًا متكررًا على الركبة، مثل الجري أو القفز أو الركوع لفترات طويلة، إلى التهاب الجراب.
- الإصابات: يمكن أن تتسبب الإصابات المباشرة للركبة، مثل السقوط أو الضربات، في التهاب الجراب.
- الالتهابات: يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية التهاب الجراب (التهاب الجراب الإنتاني).
- التهاب المفاصل: يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الفصال العظمي، إلى التهاب الجراب.
- النقرس: يمكن أن يسبب تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل، بما في ذلك الجراب، التهابًا.
- الحالات الطبية الأخرى: في بعض الحالات، يمكن أن يرتبط التهاب الجراب بحالات طبية أخرى، مثل مرض السكري أو أمراض الغدة الدرقية.
أعراض التهاب الجراب الركبي
تختلف أعراض التهاب الجراب الركبي اعتمادًا على شدة الالتهاب والجراب المصاب. تشمل الأعراض الشائعة:
- الألم: غالبًا ما يكون الألم هو العرض الرئيسي، ويمكن أن يزداد سوءًا مع الحركة أو الضغط على الركبة.
- التورم: يمكن أن يتورم الجراب الملتهب، مما يؤدي إلى انتفاخ في منطقة الركبة.
- الحساسية: قد تكون الركبة حساسة عند اللمس.
- الاحمرار: في بعض الحالات، قد يصبح الجلد المحيط بالركبة أحمر اللون.
- الدفء: قد تشعر الركبة بالدفء عند لمسها.
- تصلب: قد يكون هناك تصلب في الركبة، مما يجعل الحركة صعبة.
- صعوبة الحركة: قد يواجه المريض صعوبة في ثني أو فرد الركبة بشكل كامل.
تشخيص التهاب الجراب الركبي
يقوم الطبيب بتشخيص التهاب الجراب الركبي بناءً على الأعراض والفحص البدني. قد تشمل عملية التشخيص:
- التاريخ الطبي والفحص البدني: يقوم الطبيب بطرح أسئلة حول الأعراض، وكيفية حدوثها، والأنشطة التي تفاقمها. يقوم الطبيب أيضًا بفحص الركبة للتحقق من وجود تورم أو حساسية أو قيود في الحركة.
- الأشعة السينية: يمكن استخدام الأشعة السينية لاستبعاد الأسباب الأخرى للألم، مثل الكسور أو التهاب المفاصل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور تفصيلية للأنسجة الرخوة حول الركبة، مثل الجراب والأوتار والأربطة.
- بزل الجراب: في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بإدخال إبرة في الجراب لسحب عينة من السائل. يمكن تحليل هذا السائل لتحديد ما إذا كان هناك عدوى أو التهاب.
- اختبارات الدم: قد يتم إجراء اختبارات الدم للتحقق من وجود علامات الالتهاب أو استبعاد الأسباب الأخرى للألم، مثل النقرس.
علاج التهاب الجراب الركبي
يهدف علاج التهاب الجراب الركبي إلى تخفيف الألم والالتهاب، واستعادة وظيفة الركبة. يعتمد العلاج على شدة الحالة والسبب الكامن وراءها. تشمل خيارات العلاج:
- الراحة: تجنب الأنشطة التي تزيد من الألم وتجنب الضغط على الركبة.
- الثلج: ضع الثلج على الركبة المصابة لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم لتخفيف الألم والتورم.
- الضغط: استخدم ضمادة ضاغطة لدعم الركبة وتقليل التورم.
- الارتفاع: ارفع الساق المصابة فوق مستوى القلب للمساعدة في تقليل التورم.
- الأدوية:
- مسكنات الألم: يمكن استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين، لتخفيف الألم والالتهاب.
- الكورتيكوستيرويدات: في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب حقن الكورتيكوستيرويدات في الجراب لتخفيف الالتهاب.
- المضادات الحيوية: إذا كان هناك التهاب جراب معدي، فسيتم وصف المضادات الحيوية.
- العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين نطاق الحركة، وتقوية العضلات المحيطة بالركبة، وتخفيف الألم.
- بزل الجراب: قد يقوم الطبيب ببزل الجراب لإزالة السائل الزائد، مما يساعد على تخفيف الألم والتورم.
- الجراحة: نادرًا ما تكون الجراحة ضرورية لعلاج التهاب الجراب الركبي. قد تكون الجراحة ضرورية إذا كان هناك التهاب جراب شديد أو إذا لم تنجح العلاجات الأخرى.
الوقاية من التهاب الجراب الركبي
هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في الوقاية من التهاب الجراب الركبي:
- التمارين الرياضية: قم بتقوية العضلات المحيطة بالركبة من خلال التمارين المنتظمة.
- الإحماء والتبريد: قم بالإحماء قبل ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية، وقم بالتبريد بعد الانتهاء.
- تجنب الإفراط في الاستخدام: تجنب الإفراط في الأنشطة التي تضع ضغطًا متكررًا على الركبة.
- استخدام الوسائل الوقائية: استخدم واقيات الركبة عند ممارسة الأنشطة التي تزيد من خطر الإصابة، مثل الركوع أو الجري على الأسطح الصلبة.
- الحفاظ على الوزن الصحي: يمكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي في تقليل الضغط على الركبتين.
- تجنب الركوع لفترات طويلة: إذا كنت تعمل في وظيفة تتطلب الركوع لفترات طويلة، فحاول أخذ فترات راحة منتظمة.
متى يجب عليك زيارة الطبيب
يجب عليك زيارة الطبيب إذا:
- كان لديك ألم شديد في الركبة.
- لم تتحسن الأعراض بعد أسبوع أو أسبوعين من العلاج المنزلي.
- كان لديك حمى.
- كان لديك احمرار أو دفء أو تورم في الركبة.
- كان لديك صعوبة في المشي أو تحريك ركبتك.
خاتمة
الجراب الركبي هي هياكل مهمة تحمي مفصل الركبة وتساعد على حركته السلسة. يمكن أن يؤدي التهاب هذه الجراب إلى ألم وتورم وصعوبة الحركة. يمكن أن يحدث التهاب الجراب بسبب الإفراط في الاستخدام، والإصابات، والالتهابات، وحالات طبية أخرى. يعتمد علاج التهاب الجراب على السبب وشدة الأعراض، ويمكن أن يشمل الراحة، والثلج، والأدوية، والعلاج الطبيعي، وفي بعض الحالات، الجراحة. باتباع الاحتياطات اللازمة، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالتهاب الجراب الركبي والحفاظ على صحة ركبتيك.