ملخص الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول كولين (مايكل كروفورد)، شاب خجول وغير واثق من نفسه، يسعى جاهداً لتعلم “المهارة” في جذب النساء من زميله توم (راي بروكس)، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بينهن. تتصاعد الأحداث عندما تلتقي نانسي (ريتا توشينجهام)، فتاة قادمة من الريف، بكولين وتوم، وتجد نفسها في خضم صراع بينهما على كسب ودها. الفيلم يستكشف مواضيع مثل النضج الجنسي، والصورة النمطية للذكورة، والتغيرات الاجتماعية التي كانت تشهدها بريطانيا في تلك الفترة.
الشخصيات الرئيسية
- كولين (مايكل كروفورد): شاب خجول وغير واثق من نفسه، يسعى لتعلم “المهارة” في جذب النساء.
- توم (راي بروكس): زميل كولين، يتمتع بشعبية كبيرة بين النساء ويعتبر “خبيرًا” في هذا المجال.
- نانسي (ريتا توشينجهام): فتاة قادمة من الريف، تجد نفسها في خضم صراع بين كولين وتوم.
الأسلوب البصري والإخراج
يتميز فيلم “المهارة … وكيفية الحصول عليها” بأسلوب بصري فريد ومبتكر. استخدم المخرج ريتشارد ليستر تقنيات مثل التسريع والتباطؤ، والتلاعب بالزوايا والإضاءة، لإنشاء جو من الفوضى والمرح يعكس روح الستينيات. كما يعتمد الفيلم على السخرية والكوميديا السوداء في تصوير العلاقات الاجتماعية والجنس، مما يجعله فيلماً جريئاً ومثيراً للجدل في وقته.
إخراج ريتشارد ليستر يتميز بالديناميكية والابتكار. ليستر، المعروف بعمله في أفلام البيتلز مثل “A Hard Day’s Night” و “Help!”، جلب معه إلى “المهارة” نفس الطاقة والحيوية التي ميزت تلك الأفلام. يتميز الفيلم بتسلسل سريع للأحداث، ومونتاج متقطع، واستخدام مبتكر للموسيقى التصويرية، مما يخلق تجربة مشاهدة فريدة ومثيرة.
المواضيع الرئيسية
يتناول الفيلم مجموعة متنوعة من المواضيع الاجتماعية والنفسية، بما في ذلك:
- النضج الجنسي: يستكشف الفيلم التحديات التي يواجهها الشباب في التعامل مع النضج الجنسي وتكوين العلاقات.
- الصورة النمطية للذكورة: ينتقد الفيلم الصورة النمطية للذكورة التي تركز على النجاح في جذب النساء، ويقدم بديلاً أكثر تعقيداً وإنسانية.
- التغيرات الاجتماعية: يعكس الفيلم التغيرات الاجتماعية التي كانت تشهدها بريطانيا في الستينيات، مثل تحرر المرأة وتزايد الاهتمام بالجنس.
- العلاقات الاجتماعية: يدرس الفيلم ديناميكيات العلاقات الاجتماعية بين الشباب، بما في ذلك الصداقة والمنافسة والحب.
تأثير الفيلم واستقباله
حقق فيلم “المهارة … وكيفية الحصول عليها” نجاحاً كبيراً عند عرضه، وفاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1965. كما نال الفيلم استحسان النقاد، الذين أشادوا بأسلوبه البصري المبتكر وسرده القصصي الجريء. يعتبر الفيلم اليوم أحد كلاسيكيات السينما البريطانية، ولا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين محبي الأفلام.
أثر الفيلم بشكل كبير على السينما البريطانية والعالمية. ألهم الفيلم العديد من المخرجين والكتاب لتبني أسلوب مماثل في أفلامهم، وساهم في تغيير الصورة النمطية للسينما البريطانية كسينما محافظة ورصينة. كما ساهم الفيلم في فتح النقاش حول مواضيع حساسة مثل الجنس والعلاقات الاجتماعية، ومهد الطريق لأفلام أكثر جرأة وصراحة.
الرمزية في الفيلم
يعتمد فيلم “المهارة … وكيفية الحصول عليها” على الرمزية في تصوير العديد من المواقف والشخصيات. على سبيل المثال، يمكن اعتبار “المهارة” نفسها رمزاً للثقة بالنفس والجاذبية الاجتماعية. كما يمكن اعتبار شخصية توم رمزاً للذكورة النمطية، وشخصية كولين رمزاً للشاب الخجول الذي يسعى للتغلب على مخاوفه. استخدام الرمزية يضفي على الفيلم عمقاً وتعقيداً، ويدعو المشاهد إلى التفكير في معانيه المخفية.
الموسيقى التصويرية
تلعب الموسيقى التصويرية دوراً هاماً في فيلم “المهارة … وكيفية الحصول عليها”. استخدم المخرج ريتشارد ليستر الموسيقى لإضفاء جو من المرح والإثارة على الفيلم، وللتعبير عن مشاعر الشخصيات. تتنوع الموسيقى في الفيلم بين موسيقى الروك آند رول والجاز والموسيقى الكلاسيكية، مما يعكس التنوع الثقافي الذي كان يميز لندن في الستينيات.
الأزياء والديكور
تعتبر الأزياء والديكور في فيلم “المهارة … وكيفية الحصول عليها” جزءاً هاماً من سحر الفيلم. تعكس الأزياء الموضة الرائجة في الستينيات، بما في ذلك الفساتين القصيرة والتنانير الضيقة والألوان الزاهية. أما الديكور، فيتميز بالأثاث الحديث والتصاميم الجريئة، مما يعكس روح التجديد والابتكار التي كانت تميز تلك الفترة.
خاتمة
فيلم “المهارة … وكيفية الحصول عليها” هو تحفة سينمائية تجمع بين الكوميديا الساخرة والأسلوب البصري المبتكر. الفيلم يستكشف مواضيع مهمة مثل النضج الجنسي، والصورة النمطية للذكورة، والتغيرات الاجتماعية، ويقدمها بأسلوب جريء ومثير للجدل. يعتبر الفيلم اليوم أحد كلاسيكيات السينما البريطانية، ولا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين محبي الأفلام.