نشأة جون جاكوبس
نشأ جون جاكوبس في بيئة متدينة، ولعبت تربيته المسيحية دورًا كبيرًا في تشكيل رؤيته وهدفه في الحياة. منذ صغره، كان جاكوبس شغوفًا بالرياضة والقوة البدنية، ولكنه كان أيضًا ملتزمًا بتعاليم الكتاب المقدس. هذه الخلفية المزدوجة أثرت بشكل كبير على مسيرته المهنية، حيث جمع بين قوته البدنية ورغبته في نشر رسالة الإنجيل.
في شبابه، مر جاكوبس بتجارب شخصية قوية عززت إيمانه والتزامه الديني. هذه التجارب، بالإضافة إلى دعوته الواضحة للخدمة، قادته إلى تأسيس “باور تيم”. كان جاكوبس يؤمن بأن استخدام القوة البدنية والعروض الاستعراضية يمكن أن يكون وسيلة فعالة لجذب انتباه الشباب وإيصال رسالة المسيح إليهم بطريقة مبتكرة وجذابة.
تأسيس فريق باور تيم (Power Team)
في عام 1987، أسس جون جاكوبس فريق “باور تيم”، الذي سرعان ما اكتسب شهرة واسعة في الأوساط الدينية والمجتمعية. كان الفريق يضم مجموعة من الرياضيين الأقوياء الذين يقدمون عروضًا مذهلة تتضمن تكسير الطوب، وثني الفولاذ، ورفع الأوزان الثقيلة. خلال هذه العروض، يشارك أعضاء الفريق شهاداتهم الشخصية حول الإيمان المسيحي وكيف أثرت المسيحية في حياتهم.
تميزت عروض “باور تيم” بالديناميكية والإثارة، مما جعلها تجذب جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار والخلفيات. لم يكن الفريق يركز فقط على القوة البدنية، بل كان يولي اهتمامًا كبيرًا للرسالة الروحية التي يقدمها. كان جاكوبس وأعضاء فريقه يؤمنون بأن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان بالله، وأن القوة البدنية هي مجرد وسيلة لإظهار هذه القوة الروحية.
على مر السنين، تطور “باور تيم” وأصبح منظمة عالمية لها فروع في العديد من البلدان. قدم الفريق عروضًا في المدارس، والكنائس، والسجون، والمناسبات الرياضية، والعديد من الأماكن الأخرى. كان هدفهم دائمًا هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس برسالة الأمل والخلاص الموجودة في الإنجيل.
رسالة فريق باور تيم وأهدافه
كانت الرسالة الأساسية لفريق “باور تيم” هي نشر الإنجيل بطريقة مبتكرة وجذابة، خاصةً للشباب. كان الفريق يهدف إلى إظهار قوة الإيمان المسيحي من خلال العروض البدنية المذهلة، وإلهام الناس لاتخاذ قرارات إيجابية في حياتهم. كان جاكوبس وأعضاء فريقه يؤمنون بأن المسيحية ليست مجرد مجموعة من القواعد والطقوس، بل هي علاقة شخصية مع الله يمكن أن تغير حياة الإنسان بشكل جذري.
بالإضافة إلى نشر الإنجيل، كان “باور تيم” يسعى إلى تحقيق أهداف أخرى مهمة، مثل:
- تشجيع الشباب على الابتعاد عن المخدرات والعنف والجريمة.
- تعزيز القيم الأخلاقية والأسرية في المجتمع.
- تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين والفقراء.
- إلهام الناس لتحقيق أقصى إمكاناتهم في جميع جوانب حياتهم.
من خلال هذه الأهداف، سعى “باور تيم” إلى إحداث تأثير إيجابي في المجتمع، والمساهمة في بناء عالم أفضل وأكثر عدلاً ورحمة.
انتقادات وردود
على الرغم من شعبيته ونجاحه، لم يكن فريق “باور تيم” بمنأى عن الانتقادات. اتهمه البعض بالتركيز المفرط على العروض البدنية والاستعراضية، بدلاً من التركيز على الجوانب الروحية والأخلاقية للإيمان المسيحي. كما انتقد البعض الآخر أساليب الترويج التي استخدمها الفريق، واعتبروها مبالغ فيها وغير لائقة.
رد جون جاكوبس وأعضاء “باور تيم” على هذه الانتقادات بالتأكيد على أن العروض البدنية هي مجرد وسيلة لجذب انتباه الجمهور، وأن الرسالة الروحية هي الأهم. وأوضحوا أنهم يسعون دائمًا إلى تقديم رسالة متوازنة وشاملة تتناول جميع جوانب الإيمان المسيحي. كما أكدوا أنهم يرحبون بالنقد البناء، وأنهم يسعون باستمرار إلى تحسين وتطوير عروضهم ورسالتهم.
يجدر بالذكر أن “باور تيم” حظي بدعم واسع من العديد من القادة الدينيين والمجتمعيين، الذين أشادوا بجهودهم في نشر الإنجيل والتأثير الإيجابي في حياة الشباب.
السنوات اللاحقة
بعد 27 عامًا من قيادة “باور تيم”، قرر جون جاكوبس التنحي عن منصبه في عام 2014. واصل جاكوبس عمله في مجال التبشير والخدمة الدينية، ولكنه ركز بشكل أكبر على الكتابة والتدريس والتحدث في المؤتمرات والفعاليات الدينية. كما شارك في العديد من المشاريع الإنسانية والاجتماعية، بهدف خدمة المحتاجين والمساهمة في بناء مجتمعات أفضل.
لا يزال إرث جون جاكوبس وفريق “باور تيم” حيًا حتى اليوم. لقد ألهموا الملايين من الناس حول العالم، وتركوا بصمة واضحة في مجال التبشير والخدمة الدينية. قصصهم وقيمهم لا تزال تلهم الأجيال الجديدة لمتابعة طريق الإيمان والخدمة، وإحداث فرق إيجابي في العالم.
خاتمة
جون جاكوبس هو مبشر أمريكي أسس فريق “باور تيم” الذي اشتهر بعروض القوة البدنية والرسائل الدينية. قاد جاكوبس الفريق لمدة 27 عامًا، وخلال هذه الفترة، سافر الفريق حول العالم، مقدماً عروضًا في المدارس والكنائس والمناسبات العامة الأخرى. تهدف عروضهم إلى جذب الشباب نحو المسيحية من خلال مزيج من الترفيه والرسائل الروحية. على الرغم من بعض الانتقادات، حقق “باور تيم” نجاحًا كبيرًا وأثر إيجابي في حياة الكثيرين، ولا يزال إرث جون جاكوبس يلهم الأجيال الجديدة.