نشأته وتعليمه
ولد كارلوس أبويم إنجلز في عائلة بورجوازية في لشبونة. تلقى تعليمه في مدارس مرموقة، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة لشبونة. خلال فترة دراسته الجامعية، انخرط في الحركة الطلابية المعارضة للنظام الديكتاتوري، واعتنق الأفكار الماركسية اللينينية. تأثر بشكل خاص بأعمال كارل ماركس وفريدريك إنجلز وفلاديمير لينين، وقرر تكريس حياته للنضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.
انضمامه إلى الحزب الشيوعي البرتغالي
في بداية الخمسينيات، انضم كارلوس أبويم إنجلز إلى الحزب الشيوعي البرتغالي، الذي كان يعمل في السرية بسبب القمع الشديد من قبل نظام سالازار. سرعان ما برز كعضو نشط ومؤثر في الحزب، وشارك في تنظيم المظاهرات والإضرابات والأنشطة السرية الأخرى. بفضل ذكائه الحاد وقدرته على التحليل، تمكن من تقديم مساهمات قيمة في تطوير استراتيجية الحزب وتكتيكاته.
النضال ضد الديكتاتورية
خلال فترة حكم سالازار، تعرض كارلوس أبويم إنجلز للاضطهاد والملاحقة من قبل الشرطة السرية (بيد). اعتقل عدة مرات وسجن لفترات طويلة بسبب أنشطته السياسية. على الرغم من ذلك، لم يتراجع عن مبادئه ولم يتوقف عن النضال ضد الديكتاتورية. كان يعتبر من قبل زملائه في الحزب الشيوعي البرتغالي رمزًا للصمود والإصرار.
لعب كارلوس أبويم إنجلز دورًا هامًا في تنظيم المقاومة السرية ضد نظام سالازار. شارك في طباعة وتوزيع المنشورات السرية، وتجنيد أعضاء جدد في الحزب، وجمع التبرعات لدعم أنشطة الحزب. كان أيضًا على اتصال وثيق بالمنظمات الشيوعية الأخرى في أوروبا، وتبادل المعلومات والخبرات معهم.
بعد ثورة القرنفل
بعد ثورة القرنفل في عام 1974، التي أطاحت بنظام سالازار، خرج كارلوس أبويم إنجلز من السجن وأصبح شخصية عامة. انتخب عضوًا في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستورًا جديدًا للبرتغال. دافع في الجمعية التأسيسية عن حقوق العمال والفلاحين، وعن تأميم الصناعات الرئيسية، وعن إنشاء دولة اشتراكية في البرتغال.
على الرغم من أن الحزب الشيوعي البرتغالي لم يتمكن من تحقيق أهدافه بالكامل بعد ثورة القرنفل، إلا أن كارلوس أبويم إنجلز استمر في الدفاع عن مبادئه الاشتراكية. عمل كأستاذ جامعي في جامعة لشبونة، وكتب العديد من الكتب والمقالات حول السياسة والاقتصاد والفلسفة. كان أيضًا متحدثًا بارعًا ومحاضرًا مطلوبًا، وسافر إلى العديد من البلدان لإلقاء المحاضرات حول الاشتراكية والنضال ضد الإمبريالية.
إسهاماته الفكرية
ترك كارلوس أبويم إنجلز إرثًا فكريًا هامًا. ساهم في تطوير النظرية الماركسية اللينينية من خلال تحليل الواقع البرتغالي وتقديم حلول للمشاكل التي تواجهها البلاد. كان يعتقد أن الاشتراكية هي الحل الوحيد لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في البرتغال. انتقد بشدة الرأسمالية والإمبريالية، ودعا إلى إقامة نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وإنصافًا.
من بين أهم أعمال كارلوس أبويم إنجلز:
- “البرتغال: الأزمة والثورة”: في هذا الكتاب، يحلل أبويم إنجلز الأسباب الجذرية للأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البرتغال في ظل نظام سالازار، ويقدم رؤية اشتراكية للخروج من الأزمة.
- “الماركسية والمسألة الوطنية”: في هذا الكتاب، يناقش أبويم إنجلز العلاقة بين الماركسية والمسألة الوطنية، ويدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- “العالم المعاصر: التحديات والفرص”: في هذا الكتاب، يحلل أبويم إنجلز التطورات الرئيسية في العالم المعاصر، ويقدم رؤية اشتراكية لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص.
كان كارلوس أبويم إنجلز مفكرًا أصيلًا ومبتكرًا. لم يكتف بتكرار الأفكار الماركسية اللينينية، بل سعى إلى تطويرها وتكييفها مع الواقع البرتغالي والعالمي. كان أيضًا شخصية مثيرة للجدل، وتعرض لانتقادات من قبل خصومه السياسيين. على الرغم من ذلك، فقد ترك بصمة واضحة في تاريخ البرتغال الفكري والسياسي.
حياته الشخصية
تزوج كارلوس أبويم إنجلز وأنجب أطفالًا. كان معروفًا بتواضعه وتفانيه في عمله. كان أيضًا محبًا للقراءة والموسيقى والفن. توفي في لشبونة في 13 فبراير 2002 عن عمر يناهز 72 عامًا.
إرثه
لا يزال كارلوس أبويم إنجلز يُذكر كواحد من أبرز المفكرين الشيوعيين في البرتغال. أعماله لا تزال تُلهم المناضلين من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة في جميع أنحاء العالم. يعتبر أيضًا رمزًا للصمود والإصرار في مواجهة القمع والظلم.
خاتمة
كان كارلوس أبويم إنجلز شخصية بارزة في تاريخ البرتغال الحديث. لعب دورًا هامًا في النضال ضد الديكتاتورية وفي بناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة. ترك إرثًا فكريًا هامًا سيستمر في إلهام الأجيال القادمة. كان مناضلاً ملتزمًا ومفكرًا أصيلًا ورجلاً متواضعًا. سيظل يُذكر دائمًا كواحد من أعظم الشيوعيين البرتغاليين.