فترة حكمه المبكرة
تولى نيكوميدس الثالث الحكم في فترة مضطربة. كانت مملكة بيثينيا، الواقعة في شمال غرب الأناضول، تواجه ضغوطًا متزايدة من جيرانها، وخاصة مملكة البنطس القوية بقيادة ميثراداتس السادس. سعى نيكوميدس الثالث إلى الحفاظ على استقلال مملكته من خلال الدبلوماسية والتحالفات، لكن التحديات كانت كبيرة.
بدأ حكمه بمحاولة لضم بافلاجونيا، وهي منطقة تقع شرق بيثينيا. ومع ذلك، واجه معارضة قوية من ميثراداتس السادس ملك البنطس، الذي كان لديه أيضًا طموحات في المنطقة. أدى هذا التنافس إلى صراع مسلح قصير الأمد، انتهى بانتصار ميثراداتس وإجبار نيكوميدس على التخلي عن مطالبه في بافلاجونيا.
الصراع مع ميثراداتس السادس
كان التنافس بين نيكوميدس الثالث وميثراداتس السادس سمة بارزة في فترة حكمهما. سعى ميثراداتس إلى توسيع نفوذه في منطقة البحر الأسود والأناضول، بينما كان نيكوميدس مصممًا على الحفاظ على استقلال بيثينيا. اتخذ الصراع بينهما أشكالًا مختلفة، بما في ذلك المناورات الدبلوماسية والتحالفات العسكرية والحروب بالوكالة.
في عام 102 قبل الميلاد، غزا ميثراداتس كابادوكيا، وهي مملكة تقع جنوب بيثينيا، وتنصيب ابنه أرياراتس حاكمًا عليها. استأنف الكابادوكيون المخلوعون إلى روما، التي كانت قوة متزايدة في المنطقة. تدخل الرومان وأجبروا ميثراداتس على الانسحاب من كابادوكيا وإعادة أرياراتس إلى عرشه.
ومع ذلك، لم يدم هذا السلام طويلاً. بتشجيع من ميثراداتس، قام تيجرانس العظيم ملك أرمينيا بغزو كابادوكيا عام 97 قبل الميلاد، وأطاح بأرياراتس وتنصيب ابنه حاكمًا عليها. مرة أخرى، استأنف الكابادوكيون إلى روما. أرسل الرومان مبعوثًا، لوسيوس كورنيليوس سولا، لإعادة أرياراتس إلى عرشه. نجح سولا في مهمته، لكن الوضع في المنطقة ظل متوترًا.
الإطاحة به واستعادته
في عام 94 قبل الميلاد، قام ميثراداتس السادس بالإطاحة بنيكوميدس الثالث من عرشه بمساعدة زوجة نيكوميدس، نيسيا. تم استبدال نيكوميدس بابن ميثراداتس، سقراط شريستوس. فر نيكوميدس إلى روما لطلب المساعدة.
استجاب مجلس الشيوخ الروماني لنداء نيكوميدس وأرسل جيشًا بقيادة مانيوس أكويليوس لإعادة نيكوميدس إلى عرشه. نجح أكويليوس في طرد سقراط شريستوس وإعادة نيكوميدس إلى بيثينيا عام 91 قبل الميلاد.
فترة حكمه اللاحقة
بعد استعادته للعرش، واصل نيكوميدس الثالث حكم بيثينيا حتى وفاته حوالي عام 94 قبل الميلاد. خلال هذه الفترة، سعى إلى تعزيز مملكته وتقوية علاقاته مع روما. كان يعلم أن دعم روما ضروري لبقاء بيثينيا في مواجهة طموحات ميثراداتس السادس.
خلف نيكوميدس الثالث ابنه نيكوميدس الرابع، الذي واجه أيضًا تحديات كبيرة خلال فترة حكمه. في نهاية المطاف، ورث نيكوميدس الرابع مملكته إلى روما في عام 74 قبل الميلاد، مما أدى إلى دمج بيثينيا في الجمهورية الرومانية كمقاطعة.
إرثه: على الرغم من فترة حكمه المضطربة، يُذكر نيكوميدس الثالث باعتباره حاكمًا سعى إلى الحفاظ على استقلال بيثينيا في مواجهة القوى الأجنبية. كانت تحالفاته مع روما حاسمة لبقاء مملكته، وفي النهاية، مهدت الطريق لاندماج بيثينيا في العالم الروماني.
- التحالفات الدبلوماسية: سعى نيكوميدس الثالث إلى إقامة تحالفات دبلوماسية لتعزيز موقع بيثينيا في المنطقة.
- العلاقات مع روما: كانت علاقاته مع روما حاسمة لبقاء مملكته، وفي النهاية، مهدت الطريق لاندماج بيثينيا في العالم الروماني.
- الصراع مع البنطس: يمثل صراعه مع ميثراداتس السادس صراعًا طويل الأمد بين بيثينيا ومملكة البنطس القوية.
خاتمة
كان نيكوميدس الثالث ملكًا لبيثينيا حكم في فترة مضطربة تميزت بالصراعات مع ميثراداتس السادس ملك البنطس. على الرغم من الإطاحة به لفترة وجيزة، تمكن من استعادة عرشه بمساعدة روما. كانت فترة حكمه مهمة للحفاظ على استقلال بيثينيا ووضع الأساس لاندماجها في الجمهورية الرومانية لاحقًا. لقد سعى جاهداً للحفاظ على استقلال مملكته من خلال الدبلوماسية والتحالفات في مواجهة التحديات الكبيرة.