مقدمة
جوزيف بيز، البارون الثاني جينفورد (1889-1971)، كان نبيلًا بريطانيًا بالوراثة وعضوًا في عائلة بيز البارزة. اشتهر بدوره في السياسة المحلية ومساهماته في مجتمع مقاطعة دورهام، بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بتاريخ عائلته العريق في الصناعة والأعمال الخيرية.
نشأته وتعليمه
ولد جوزيف بيز في عام 1889، ونشأ في كنف عائلة بيز التي كانت تتمتع بمكانة مرموقة في شمال شرق إنجلترا. تلقى تعليمه في مؤسسات مرموقة، مما ساهم في تكوين شخصيته وتوسيع آفاقه. من المرجح أنه درس في مدرسة عامة مرموقة، ربما إيتون أو هارو، قبل الالتحاق بجامعة مرموقة مثل كامبريدج أو أكسفورد. أكسبه تعليمه الواسع فهمًا عميقًا للتاريخ والسياسة والاقتصاد، مما أهله لأدواره المستقبلية في الحياة العامة.
الخلفية العائلية
ينتمي جوزيف بيز إلى عائلة بيز، وهي عائلة كويكرية بارزة لعبت دورًا محوريًا في تطوير صناعة السكك الحديدية في إنجلترا. كان أجداده من رواد صناعة السكك الحديدية، وساهموا بشكل كبير في النمو الاقتصادي لشمال شرق إنجلترا. كان جده، جوزيف بيز، مؤسسًا لشركة السكك الحديدية ستوكتون ودارلينجتون، وهي أول خط سكة حديد عام في العالم يستخدم قاطرات بخارية. كما اشتهرت العائلة بأعمالها الخيرية والتزامها بالعدالة الاجتماعية. كان والده، هربرت بيز، البارون الأول جينفورد، سياسيًا ليبراليًا شغل منصب رئيس مجلس التعليم في عهد رئيس الوزراء هربرت أسكويث. كان لهذه الخلفية العائلية تأثير عميق على حياة جوزيف بيز، حيث غرس فيه قيم الخدمة العامة والعمل الجاد والمسؤولية الاجتماعية.
حياته السياسية
على الرغم من أن جوزيف بيز لم يحقق نفس الشهرة السياسية التي حققها والده، إلا أنه كان نشطًا في السياسة المحلية. ورث لقب بارون جينفورد عام 1927، مما منحه مقعدًا في مجلس اللوردات. استخدم منصته للدفاع عن قضايا تهم مجتمعه، مثل التعليم والرعاية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. كان يتبنى تقليديًا وجهات نظر محافظة، وغالبًا ما يصوت لصالح السياسات التي تعزز الاستقرار والنمو الاقتصادي. كما كان مدافعًا قويًا عن مصالح شمال شرق إنجلترا، وسعى إلى لفت الانتباه إلى التحديات التي تواجه المنطقة.
دوره في المجتمع المحلي
لعب جوزيف بيز دورًا بارزًا في مجتمع مقاطعة دورهام. كان منخرطًا في العديد من المنظمات الخيرية والمجتمعية، وقدم الدعم المالي والمعنوي للمبادرات المحلية. كان مهتمًا بشكل خاص بالتعليم، وعمل كحاكم للعديد من المدارس والكليات المحلية. كما كان منخرطًا في الحفاظ على التراث التاريخي للمنطقة، ودعم ترميم المباني التاريخية والمواقع الهامة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، كان منخرطًا في دعم الفنون والثقافة في المجتمع المحلي، وقدم الدعم المالي للمتاحف والمعارض الفنية وغيرها من المؤسسات الثقافية.
مساهماته في الأعمال
بالإضافة إلى أنشطته السياسية والخيرية، كان جوزيف بيز أيضًا رجل أعمال ناجحًا. شغل مناصب في العديد من الشركات، بما في ذلك شركة Pease and Partners، وهي شركة تعدين فحم كبرى. لعب دورًا في تحديث عمليات الشركة وتوسيع نطاقها. كما كان مهتمًا بتطوير صناعات جديدة في المنطقة، مثل السياحة والتكنولوجيا. كان يعتقد أن شمال شرق إنجلترا لديه الكثير ليقدمه للعالم، وعمل بجد لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة.
حياته الشخصية
تزوج جوزيف بيز من لويزا غويندولين مونتجومري في عام 1912. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال: جون بيز، البارون الثالث جينفورد، وميرييل بيز، وبياتريس بيز. عاش جوزيف بيز حياة هادئة نسبيًا، مفضلاً قضاء وقته مع عائلته وأصدقائه. كان يتمتع بسمعة طيبة باعتباره رجلًا كريمًا ومتواضعًا ومخلصًا لمجتمعه. كان لديه اهتمام كبير بالتاريخ وعلم الأنساب، وقضى الكثير من الوقت في البحث عن تاريخ عائلته. كان أيضًا جامعًا متعطشًا للكتب والتحف، وكان لديه مكتبة واسعة في منزله الريفي.
إرثه
توفي جوزيف بيز، البارون الثاني جينفورد، في عام 1971 عن عمر يناهز 82 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في مجتمع مقاطعة دورهام. يُذكر بإسهاماته في السياسة المحلية والأعمال الخيرية والأعمال. كان مثالاً للنبيل المسؤول الذي استخدم منصبه لخدمة مجتمعه. لا تزال عائلة بيز تلعب دورًا نشطًا في شمال شرق إنجلترا، وتواصل دعم العديد من القضايا التي كان جوزيف بيز شغوفًا بها.
أزمة الكساد الكبير
شهدت فترة ولاية جوزيف بيز كبارون جينفورد الثاني أزمة الكساد الكبير التي بدأت في عام 1929. تركت هذه الأزمة الاقتصادية العالمية تأثيرًا عميقًا على شمال شرق إنجلترا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الصناعات الثقيلة مثل تعدين الفحم وبناء السفن. شهدت المنطقة ارتفاعًا حادًا في معدلات البطالة والفقر، مما أدى إلى معاناة واسعة النطاق. استجاب جوزيف بيز لهذه الأزمة من خلال دعم المبادرات المحلية التي تهدف إلى تخفيف حدة الفقر وخلق فرص عمل جديدة. كما دعا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لدعم الصناعات المتعثرة في المنطقة. كان يعتقد أن الحل يكمن في تنويع الاقتصاد وخلق صناعات جديدة يمكن أن توفر فرص عمل بديلة.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، لعب جوزيف بيز دورًا في دعم المجهود الحربي. تطوع للخدمة في الدفاع المدني، وساعد في تنظيم الدفاعات المحلية ضد الغارات الجوية. كما دعم ماليًا المنظمات التي تقدم الدعم للجنود وعائلاتهم. كان يعتقد أن بريطانيا كانت تخوض حربًا عادلة ضد الفاشية، وكان مصممًا على فعل كل ما في وسعه للمساعدة في تحقيق النصر. بعد الحرب، دعم جهود إعادة الإعمار، وعمل على إعادة بناء المجتمعات التي دمرتها الحرب.
فترة ما بعد الحرب
شهدت فترة ما بعد الحرب تغييرات كبيرة في المجتمع البريطاني. شهدت البلاد توسعًا في دولة الرفاهية، مع توفير خدمات جديدة مثل الرعاية الصحية المجانية والتعليم الشامل. دعم جوزيف بيز هذه التغييرات، معتقدًا أنها ستساعد في خلق مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا. ومع ذلك، كان أيضًا حريصًا على الحفاظ على القيم التقليدية، مثل العمل الجاد والاعتماد على الذات. كان يعتقد أن دولة الرفاهية يجب أن توفر شبكة أمان لأولئك الذين هم في حاجة إليها، ولكن لا ينبغي أن تثبط عزيمة الناس عن العمل وكسب لقمة العيش.
العلاقات الدولية
كان جوزيف بيز مهتمًا بالعلاقات الدولية، وكان يعتقد أن بريطانيا يجب أن تلعب دورًا رائدًا في العالم. دعم إنشاء الأمم المتحدة، وكان يعتقد أنها يمكن أن تساعد في الحفاظ على السلام ومنع الحروب المستقبلية. كما كان مؤيدًا قويًا للكومنولث، وكان يعتقد أنه يمكن أن يكون قوة للخير في العالم. كان يعتقد أن بريطانيا لديها التزام بمساعدة الدول النامية، ودعم جهود توفير المساعدة الإنسانية والتنمية الاقتصادية.
اهتماماته الأخرى
بالإضافة إلى أنشطته السياسية والخيرية والتجارية، كان لدى جوزيف بيز عدد من الاهتمامات الأخرى. كان جامعًا متعطشًا للكتب والتحف، وكان لديه مكتبة واسعة في منزله الريفي. كان أيضًا مهتمًا بالتاريخ وعلم الأنساب، وقضى الكثير من الوقت في البحث عن تاريخ عائلته. كان أيضًا بستانيًا متحمسًا، وكان يستمتع بقضاء الوقت في العمل في حديقته.
خاتمة
كان جوزيف بيز، البارون الثاني جينفورد، شخصية بارزة في شمال شرق إنجلترا خلال القرن العشرين. لعب دورًا مهمًا في السياسة المحلية والأعمال الخيرية والأعمال. يُذكر بإسهاماته في مجتمعه والتزامه بالخدمة العامة. كان مثالًا للنبيل المسؤول الذي استخدم منصبه لخدمة الآخرين.