مقدمة
تعتبر أغنية “المترو” (بالإنجليزية: The Metro)، والتي تم نشرها أيضًا تحت عنوان “Metro”، أغنية صدرت عام 1981 كتبها جون كروفورد لفرقته الموسيقية برلين (Berlin). حققت الأغنية نجاحًا كبيرًا، وأصبحت من أبرز أغاني الموجة الجديدة (New Wave) في الثمانينيات. تتميز الأغنية بكلماتها المؤثرة وألحانها السينثسيزرية المميزة التي تعكس أجواء الوحدة والعزلة في المدينة الحديثة.
خلفية عن الأغنية
كتب جون كروفورد أغنية “المترو” بعد تجربة شخصية له في أحد أنظمة المترو في أوروبا. استوحى كروفورد فكرة الأغنية من شعوره بالعزلة والانفصال عن الآخرين أثناء تنقله في المترو. أراد أن يعكس في الأغنية هذا الشعور بالضياع والوحدة الذي يختبره الكثير من الناس في المدن الكبيرة.
تم إصدار الأغنية لأول مرة كجزء من ألبوم فرقة برلين عام 1982 بعنوان “Pleasure Victim”. ومع ذلك، لم تحقق الأغنية نجاحًا كبيرًا في البداية. في عام 1986، أعادت الفرقة تسجيل الأغنية وإصدارها كجزء من ألبومها “Count Three & Pray”. هذه المرة، حققت الأغنية نجاحًا ساحقًا، وصعدت إلى قوائم الأغاني في جميع أنحاء العالم.
التركيبة الموسيقية والكلمات
تتميز أغنية “المترو” بتركيبة موسيقية فريدة تجمع بين عناصر الموجة الجديدة والسينثبوب (Synth-pop). تستخدم الأغنية بشكل مكثف آلات السينثسيزر لخلق جو من الغموض والتشويق. كما تتميز الأغنية بإيقاعها الراقص الذي يدعو المستمع إلى التفاعل معها.
تتحدث كلمات الأغنية عن شعور الوحدة والعزلة في المدينة الحديثة. تصف الكلمات شخصًا يتنقل في المترو، ويشعر بالانفصال عن الآخرين. تعكس الكلمات أيضًا شعور الضياع وعدم الانتماء الذي يختبره الكثير من الناس في المدن الكبيرة. من أبرز مقاطع الأغنية:
“I remember standing by the wall
And the cars went shooting by like dreams
Dreams of glory, they don’t mean a thing”
يعبر هذا المقطع عن الشعور بالضياع والإحباط الذي يختبره الشخص في المدينة. الأحلام والطموحات تبدو بعيدة المنال وغير ذات قيمة في هذا العالم القاسي.
النجاح والتأثير
حققت أغنية “المترو” نجاحًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم. صعدت الأغنية إلى قوائم الأغاني في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا. كما حصلت الأغنية على العديد من الجوائز والتقديرات.
تعتبر أغنية “المترو” من أبرز أغاني الموجة الجديدة في الثمانينيات. أثرت الأغنية على العديد من الفنانين والموسيقيين، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. تعتبر الأغنية رمزًا للوحدة والعزلة في المدينة الحديثة، وتعكس تجربة الكثير من الناس في هذا العالم.
تفسيرات ومعاني الأغنية
تم تفسير أغنية “المترو” بعدة طرق مختلفة. يرى البعض أن الأغنية تتحدث عن الوحدة والعزلة في المدينة الحديثة. بينما يرى البعض الآخر أن الأغنية تتحدث عن الضياع وعدم الانتماء.
بغض النظر عن التفسير، فإن أغنية “المترو” تعكس تجربة الكثير من الناس في هذا العالم. الأغنية تتحدث عن المشاعر الإنسانية الأساسية، مثل الوحدة والعزلة والضياع. هذه المشاعر عالمية وتتجاوز الحدود الثقافية واللغوية.
يمكن اعتبار الأغنية بمثابة انعكاس للواقع الاجتماعي والاقتصادي في الثمانينيات. كانت تلك الفترة فترة تحولات كبيرة في العالم، وشهدت زيادة في التوسع الحضري والتصنيع. أدت هذه التحولات إلى تفاقم مشاعر الوحدة والعزلة لدى الكثير من الناس.
الأغنية في الثقافة الشعبية
ظهرت أغنية “المترو” في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو. كما تم استخدام الأغنية في العديد من الإعلانات التجارية. هذا يدل على الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها الأغنية وتأثيرها على الثقافة الشعبية.
من أبرز الأفلام التي ظهرت فيها الأغنية فيلم “Valley Girl” عام 1983. كما ظهرت الأغنية في المسلسل التلفزيوني “Miami Vice”.
تعتبر أغنية “المترو” جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية في الثمانينيات. الأغنية تذكرنا بتلك الحقبة الزمنية وتعكس روحها.
أغاني أخرى لفرقة برلين
بالإضافة إلى أغنية “المترو”، أصدرت فرقة برلين العديد من الأغاني الناجحة الأخرى، بما في ذلك:
- “Sex (I’m A…)”
- “Take My Breath Away” (من فيلم Top Gun)
- “No More Words”
تعتبر فرقة برلين من أبرز فرق الموجة الجديدة في الثمانينيات. ساهمت الفرقة في تشكيل المشهد الموسيقي في تلك الفترة ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
كيفية تأثير “المترو” على الموسيقى
أثرت أغنية “المترو” على العديد من الفنانين والموسيقيين. ألهمت الأغنية العديد من الفرق الموسيقية لتجربة أنواع جديدة من الموسيقى. كما ساهمت الأغنية في تعزيز شعبية الموجة الجديدة والسينثبوب.
يمكن سماع تأثير أغنية “المترو” في العديد من الأغاني الحديثة. تستخدم العديد من الفرق الموسيقية نفس الأساليب الموسيقية التي استخدمتها فرقة برلين في أغنية “المترو”.
تعتبر أغنية “المترو” علامة فارقة في تاريخ الموسيقى. الأغنية ساهمت في تشكيل المشهد الموسيقي ولا تزال تلهم الفنانين والموسيقيين حتى اليوم.
النسخ الأخرى للأغنية (Covers)
تمت إعادة إنتاج أغنية “المترو” من قبل العديد من الفنانين الآخرين. كل نسخة تعطي الأغنية لمسة فريدة من نوعها، مما يبرز جوانب مختلفة من الأغنية الأصلية.
من بين أبرز الفنانين الذين قاموا بإعادة إنتاج الأغنية:
- System of a Down
- Paris Hilton
- Alkaline Trio
توضح هذه النسخ المختلفة كيف يمكن للأغنية أن تتكيف مع مختلف الأنواع الموسيقية والأذواق.
تأثير الأغنية على الموضة
ارتبطت أغنية “المترو” بشكل وثيق بالموضة في الثمانينيات. كانت الأغنية تعكس أسلوب الملابس والشعر والمكياج في تلك الفترة.
انتشرت موضة الملابس الداكنة والمكياج الجريء والشعر المنتفخ بفضل أغنية “المترو” وفرقة برلين. كما ساهمت الأغنية في تعزيز شعبية موسيقى الموجة الجديدة التي كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالموضة.
لا يزال تأثير أغنية “المترو” على الموضة محسوسًا حتى اليوم. تستوحي العديد من العلامات التجارية والمصممين من أسلوب الثمانينيات الذي ارتبط بالأغنية.
خاتمة
تبقى أغنية “المترو” لفرقة برلين تحفة فنية تعبر عن الوحدة والعزلة في الحياة الحضرية. بفضل كلماتها المؤثرة وألحانها المميزة، استطاعت الأغنية أن تلامس قلوب الملايين من الناس حول العالم. لا تزال الأغنية تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتعتبر رمزًا للثمانينيات وموسيقى الموجة الجديدة.