<![CDATA[
مقدمة
ألكسيوس الثالث أنجيلوس (باليونانية: Άλέξιος Άγγελος؛ توفي عام 1211)، بالإحياء اللاتيني Alexius III Angelus، كان إمبراطورًا بيزنطيًا من مارس 1195 إلى 17 يوليو 1203. كان عضوًا في سلالة أنجيلوس. تميز عهده بالفساد وعدم الكفاءة، مما أضعف الإمبراطورية البيزنطية وساهم في سقوطها لاحقًا في يد الحملة الصليبية الرابعة.
الخلفية والوصول إلى السلطة
ولد ألكسيوس أنجيلوس حوالي عام 1153، وهو الابن الأكبر لإيزاك أنجيلوس وامرأة غير معروفة. كان ينتمي إلى عائلة أنجيلوس النبيلة، التي ادعت النسب من قسطنطين الأول. كان والده قد انخرط في مؤامرات ضد الإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس، مما أدى إلى سجنه. نجا ألكسيوس من عهد الإرهاب الذي مارسه أندرونيكوس الأول، لكنه ظل شخصية هامشية حتى عام 1195.
في عام 1195، كان شقيق ألكسيوس، الإمبراطور إسحاق الثاني أنجيلوس، في رحلة صيد في تراقيا. استغل ألكسيوس غياب شقيقه وتآمر للاستيلاء على العرش. وبدعم من بعض النبلاء والجنود، أعلن نفسه إمبراطورًا في كيپسيللا. ثم سار بجيشه نحو القسطنطينية، حيث حصل على دعم واسع النطاق من السكان الذين سئموا من سياسات إسحاق الثاني.
دخل ألكسيوس الثالث القسطنطينية دون مقاومة كبيرة، وأُطيح بإسحاق الثاني وسُجن. على الرغم من أن ألكسيوس ادعى أنه ينقذ الإمبراطورية من حكم شقيقه غير الكفء، إلا أن دوافعه الحقيقية كانت مدفوعة بالطموح الشخصي والسعي إلى السلطة. أعمى ألكسيوس الثالث شقيقه المسجون، إسحاق الثاني، في محاولة لإزالة أي تهديد محتمل لعرشه.
عهد ألكسيوس الثالث
تميز عهد ألكسيوس الثالث أنجيلوس بالفساد وسوء الإدارة وعدم الكفاءة العسكرية. بدلاً من معالجة المشاكل الملحة التي تواجه الإمبراطورية البيزنطية، انغمس ألكسيوس في الملذات والترف، وترك إدارة الدولة في أيدي وزرائه ومفضليه الفاسدين.
- الفساد الإداري: تفشى الفساد في جميع مستويات الحكومة. كان المسؤولون يتقاضون الرشاوى بشكل روتيني، وتباع المناصب العامة لأعلى مزايد. أدى ذلك إلى انهيار الخدمات العامة وتآكل ثقة الشعب في الحكومة.
- الضعف المالي: استنفدت سياسات ألكسيوس المالية الخزينة الإمبراطورية. فرض ضرائب باهظة على الشعب، لكن الإيرادات ذهبت إلى جيوب المسؤولين الفاسدين بدلاً من تمويل الجيش أو مشاريع البنية التحتية.
- الجيش الضعيف: أهمل ألكسيوس الجيش البيزنطي، مما أدى إلى إضعافه وتجريده من التنظيم. لم يتم دفع رواتب الجنود بانتظام، وتم استبدالهم في كثير من الأحيان بمرتزقة غير موثوق بهم. أدى ذلك إلى سلسلة من الهزائم العسكرية ضد الأعداء الخارجيين، مثل البلغار والسلاجقة.
- فقدان الأراضي: خلال عهد ألكسيوس الثالث، فقدت الإمبراطورية البيزنطية السيطرة على مناطق شاسعة من أراضيها. تمرد البلغار واستعادوا استقلالهم، بينما غزا السلاجقة المزيد من الأراضي في آسيا الصغرى. كما تعرضت الأراضي البيزنطية الساحلية لغارات متكررة من قبل القراصنة.
الحملة الصليبية الرابعة
كانت الحملة الصليبية الرابعة (1202-1204) بمثابة كارثة على الإمبراطورية البيزنطية. في الأصل، كان الهدف من الحملة الصليبية هو غزو مصر، لكن الصليبيين حوّلوا انتباههم إلى القسطنطينية بسبب سلسلة من الأحداث المعقدة.
- التدخل البندقي: لعبت جمهورية البندقية دورًا حاسمًا في تحويل مسار الحملة الصليبية الرابعة. كان البنادقة يسيطرون على الأسطول الذي نقل الصليبيين إلى الشرق، واستغلوا هذا النفوذ لتعزيز مصالحهم الخاصة.
- مطالبات ألكسيوس الرابع: أقنع ألكسيوس الرابع أنجيلوس، نجل الإمبراطور إسحاق الثاني المخلوع، الصليبيين بمساعدته في استعادة عرشه. وعد ألكسيوس الرابع الصليبيين بمكافآت مالية كبيرة ومساعدات عسكرية إذا ساعدوه في الإطاحة بعمه، ألكسيوس الثالث.
- سقوط القسطنطينية: في عام 1203، وصل الصليبيون إلى القسطنطينية وحاصروا المدينة. هرب ألكسيوس الثالث من المدينة، تاركًا وراءه فراغًا في السلطة. استعاد إسحاق الثاني العرش مؤقتًا بمساعدة الصليبيين، وعُين ابنه ألكسيوس الرابع إمبراطورًا مشاركًا. ومع ذلك، لم يتمكن ألكسيوس الرابع من الوفاء بوعوده للصليبيين، مما أدى إلى مزيد من التوتر.
- نهب القسطنطينية: في عام 1204، اقتحم الصليبيون القسطنطينية ونهبوا المدينة لمدة ثلاثة أيام. تم تدمير الكنائس والأديرة والقصور، وسرقت كنوز فنية وثقافية لا تقدر بثمن. قُتل آلاف المدنيين أو اغتُصبوا أو استُعبدوا.
أدى سقوط القسطنطينية في يد الصليبيين إلى تقسيم الإمبراطورية البيزنطية إلى عدة دول صغيرة متناحرة. تأسست الإمبراطورية اللاتينية في القسطنطينية، بينما أنشأ البيزنطيون حكومات منفية في نيقية وإبيروس وطرابزون. لم يتم استعادة الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 1261، عندما استعاد إمبراطور نيقية، ميخائيل الثامن باليولوج، القسطنطينية.
الفرار والموت
بعد فراره من القسطنطينية عام 1203، حاول ألكسيوس الثالث أن يحشد الدعم لاستعادة عرشه، لكن دون جدوى. تجول في جميع أنحاء اليونان، سعياً للحصول على مساعدة من مختلف الحكام المحليين. في النهاية، تم القبض عليه من قبل بونيفاس من مونفيرات، الذي سجنه. في عام 1211، توفي ألكسيوس الثالث في الأسر.
تراثه
يعتبر ألكسيوس الثالث أنجيلوس على نطاق واسع أحد أسوأ الأباطرة البيزنطيين. كان عهده كارثة على الإمبراطورية البيزنطية، مما أضعفها وساهم في سقوطها لاحقًا في يد الحملة الصليبية الرابعة. يعتبر فساده وسوء إدارته وعدم كفاءته العسكرية بمثابة تحذير للقادة الآخرين.
خاتمة
كان ألكسيوس الثالث أنجيلوس إمبراطورًا بيزنطيًا حكم من 1195 إلى 1203. تميز عهده بالفساد وسوء الإدارة والضعف العسكري، مما أدى إلى سقوط القسطنطينية في يد الحملة الصليبية الرابعة وتقسيم الإمبراطورية البيزنطية. يعتبر ألكسيوس الثالث شخصية سلبية في التاريخ البيزنطي، وغالبًا ما يُستشهد به كمثال على كيف يمكن للحكم غير الكفء أن يدمر دولة قوية.