نشأته وتعليمه
ولد مايكل روسمان في فرانكفورت، ألمانيا، في عام 1930. هربت عائلته من ألمانيا النازية في عام 1938 واستقرت في إنجلترا. تلقى روسمان تعليمه في مدرسة كوين إليزابيث الملكية في بارنت، ثم درس الرياضيات في كلية كوينز بجامعة كامبريدج. حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء البلورية من جامعة غلاسكو في عام 1956.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، عمل روسمان كزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة مينيسوتا. في عام 1964، انضم إلى هيئة التدريس في جامعة بيردو، حيث بقي حتى وفاته في عام 2019. خلال مسيرته المهنية الطويلة والمتميزة، أشرف روسمان على أكثر من 100 طالب دراسات عليا وباحث ما بعد الدكتوراه. كان معروفًا بإلهامه للآخرين وشغفه بالعلوم.
إنجازاته العلمية
كان لمايكل روسمان مساهمات كبيرة في علم البلورات بالأشعة السينية، ولا سيما في تحديد هياكل الفيروسات والبروتينات. تشمل بعض إنجازاته البارزة ما يلي:
- تحديد بنية فيروس شلل الأطفال: في عام 1985، قاد روسمان فريقًا قام بتحديد البنية ثلاثية الأبعاد لفيروس شلل الأطفال. كان هذا إنجازًا كبيرًا لأنه ساعد العلماء على فهم كيفية عمل الفيروس وكيفية تطوير لقاحات وعلاجات فعالة ضده.
- اكتشاف طية روسمان: اكتشف روسمان أيضًا طية روسمان، وهي بنية بروتينية شائعة توجد في مجموعة متنوعة من الإنزيمات. تلعب هذه الطية دورًا حاسمًا في ربط الإنزيمات بالنيوكليوتيدات، وهي اللبنات الأساسية للحمض النووي والحمض النووي الريبوزي.
- تطوير طرق جديدة لعلم البلورات بالأشعة السينية: ساهم روسمان أيضًا في تطوير طرق جديدة لعلم البلورات بالأشعة السينية، مما جعل من الممكن تحديد هياكل الجزيئات الكبيرة بشكل أكثر كفاءة.
- دراسة الفيروسات الأخرى: بالإضافة إلى فيروس شلل الأطفال، درس روسمان هياكل العديد من الفيروسات الأخرى، بما في ذلك فيروس الأنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية. ساعدت هذه الدراسات في تطوير علاجات لهذه الأمراض.
أهمية اكتشاف بنية فيروس شلل الأطفال
كان تحديد بنية فيروس شلل الأطفال إنجازًا بالغ الأهمية لعدة أسباب:
- فهم آلية عمل الفيروس: سمح للعلماء بفهم كيفية ارتباط الفيروس بالخلايا المضيفة، وكيف يتكاثر، وكيف يسبب المرض.
- تطوير لقاحات فعالة: ساعد في تطوير لقاحات أكثر فعالية ضد شلل الأطفال. استنادًا إلى فهم البنية الفيروسية، تمكن العلماء من تصميم لقاحات تحفز استجابة مناعية قوية دون التسبب في المرض.
- تطوير مضادات الفيروسات: مهد الطريق لتطوير مضادات الفيروسات التي تستهدف وجهات ضعف محددة في الفيروس.
طية روسمان ودورها الحيوي
تُعد طية روسمان وحدة هيكلية أساسية في العديد من البروتينات، خاصة تلك التي ترتبط بالنيوكليوتيدات مثل الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) وثنائي نيوكليوتيد الأدينين والنيكوتيناميد (NAD). تتكون هذه الطية من سلسلة من صفائح بيتا المتوازية المتصلة ببعضها البعض بواسطة حلزونات ألفا. تتميز بقدرتها على الارتباط بالنيوكليوتيدات بطريقة محددة، مما يجعلها ضرورية لوظائف بيولوجية متنوعة، بما في ذلك:
- التمثيل الغذائي: العديد من الإنزيمات المشاركة في عمليات التمثيل الغذائي تستخدم طية روسمان لربط العوامل المساعدة النيوكليوتيدية.
- إصلاح الحمض النووي: تلعب البروتينات التي تستخدم طية روسمان دورًا في إصلاح الحمض النووي التالف.
- تخليق البروتين: بعض البروتينات المشاركة في تخليق البروتين تحتوي على طية روسمان.
الجوائز والتكريمات
حصل مايكل روسمان على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة لويزا غروس هورويتز من جامعة كولومبيا (1986)
- جائزة وولف في الكيمياء (1993)
- جائزة بول إرليش ولودفيج دارمشتيتر (1994)
- الميدالية الوطنية للعلوم (2001)
تأثيره على الأجيال القادمة من العلماء
كان لمايكل روسمان تأثير عميق على الأجيال القادمة من العلماء. كان معلمًا وملهمًا، وساعد العديد من الطلاب والباحثين على تحقيق النجاح في حياتهم المهنية. كان معروفًا بقدرته على تبسيط المفاهيم المعقدة وجعل العلوم في متناول الجميع. لقد ترك إرثًا دائمًا في مجال علم الأحياء الهيكلي.
المنشورات الهامة
نشر روسمان أكثر من 600 ورقة بحثية في المجلات العلمية الرائدة. بعض من أبرز منشوراته تشمل:
- Rossmann, M. G., et al. “Structure of a human common cold virus and functional relationship to other picornaviruses.” Nature 317.6033 (1985): 145-153.
- Banner, D. W., et al. “Structure of the influenza haemagglutinin complexed with its antibody.” Nature 335.6187 (1988): 275-280.
- Arnold, E., et al. “The structure of human rhinovirus serotype 14 refined at 3.0 Å resolution.” Journal of Molecular Biology 211.2 (1990): 495-522.
حياته الشخصية
تزوج مايكل روسمان من أودري روسمان، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان لديه شغف بالموسيقى الكلاسيكية، وكان عازف كمان ماهرًا. كان أيضًا محبًا للطبيعة وقضى الكثير من وقته في المشي لمسافات طويلة والتخييم.
إرثه
يُذكر مايكل روسمان لمساهماته الرائدة في علم الأحياء الهيكلي، وخاصةً في تحديد هياكل الفيروسات والبروتينات. كان عمله حاسمًا في فهم كيفية عمل هذه الجزيئات على المستوى الذري، مما أدى إلى تطوير علاجات جديدة للأمراض. كان أيضًا معلمًا وملهمًا، وترك إرثًا دائمًا في مجال العلوم.
خاتمة
كان مايكل روسمان شخصية بارزة في مجال علم الأحياء الهيكلي. ساهمت اكتشافاته في فهمنا العميق للفيروسات والبروتينات، وأدت إلى تطوير علاجات جديدة للأمراض. كان معلمًا وملهمًا للعديد من العلماء، وسيظل إرثه حيًا لأجيال قادمة.