نشأته وحياته المبكرة
ولد رون كاري في لونغ آيلاند سيتي، نيويورك، ونشأ في عائلة من الطبقة العاملة. انضم إلى فريق العمل رقم 804 التابع للاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات في سن 17 عامًا، حيث كان يعمل سائق شاحنة لشركة يونايتد بارسل سيرفيس (UPS). سرعان ما أصبح ناشطًا في الاتحاد، وعمل على تحسين ظروف العمل لأعضائه.
في عام 1967، انتُخب كاري رئيسًا لفريق العمل رقم 804. وخلال فترة ولايته، قام بتحويل فريق العمل المحلي إلى قوة تقدمية ومؤثرة. اشتهر كاري بنزاهته وتفانيه في خدمة أعضاء الاتحاد. قاد العديد من الإضرابات الناجحة وحارب الفساد داخل الاتحاد.
الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات
في أوائل التسعينيات، كان الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات يعاني من الفساد والانحدار. كانت قيادة الاتحاد متورطة في العديد من مخططات الاحتيال والاختلاس، وفقد الاتحاد الكثير من قوته السياسية والاقتصادية. في عام 1991، قرر كاري الترشح لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات على برنامج إصلاحي.
واجه كاري معارضة قوية من القيادة القائمة في الاتحاد، التي كانت تسيطر على موارد الاتحاد وشبكة واسعة من المؤيدين. ومع ذلك، تمكن كاري من حشد دعم واسع النطاق من أعضاء الاتحاد الذين سئموا من الفساد وأرادوا تغييرًا حقيقيًا. اعتمدت حملته على الترويج الشفافية المالية وإنهاء المحسوبية وإعادة التفاوض بشأن العقود.
في انتخابات عام 1991، هزم كاري الرئيس الحالي للاتحاد، ويليام مكارثي، بفارق كبير. كان فوز كاري بمثابة صدمة كبيرة للمؤسسة العمالية، واعتُبر بداية حقبة جديدة للاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات.
رئاسة الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات
بعد توليه منصبه، شرع كاري في تنفيذ برنامج إصلاحي شامل. قام بتعيين فريق جديد من المسؤولين الملتزمين بالنزاهة والشفافية، وأطلق سلسلة من التحقيقات في الفساد داخل الاتحاد. بالإضافة إلى ذلك قام رون كاري بـ:
- إصلاحات ديمقراطية: قام بتوسيع حقوق التصويت للأعضاء وإنشاء إجراءات أكثر ديمقراطية لاتخاذ القرارات.
- محاربة الفساد: قام بتطهير الاتحاد من العناصر الفاسدة واستعاد ملايين الدولارات من الأموال المختلسة.
- المفاوضة الجماعية: قاد الاتحاد في سلسلة من المفاوضات الجماعية الناجحة، مما أدى إلى تحسين الأجور والمزايا وظروف العمل للأعضاء.
- الإضراب ضد شركة UPS عام 1997: قاد إضرابًا ناجحًا ضد شركة UPS في عام 1997، والذي فاز بمكاسب كبيرة للأعضاء وأظهر قوة الاتحاد المتجددة.
أحد أبرز إنجازات كاري كرئيس للاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات كان قيادة الإضراب ضد شركة UPS في عام 1997. كان الإضراب بمثابة اختبار حقيقي لقوة الاتحاد المتجددة، وفاز بمكاسب كبيرة للأعضاء، بما في ذلك زيادة الأجور وتحسين المزايا والحماية من الاستعانة بمصادر خارجية.
خلال فترة ولايته، سعى كاري إلى تعزيز الروابط مع الحركات العمالية الدولية الأخرى. لقد أدرك أن الشركات أصبحت عابرة للحدود بشكل متزايد وأن التعاون الدولي ضروري لحماية حقوق العمال في جميع أنحاء العالم. وشارك في العديد من المبادرات التي تهدف إلى دعم العمال في البلدان النامية وتعزيز معايير العمل العادلة على مستوى العالم.
فضيحة التبرعات غير القانونية للحملات الانتخابية وعزله
في عام 1997، بدأت وزارة العدل الأمريكية تحقيقًا في مزاعم بأن حملة كاري لإعادة انتخابه عام 1996 تلقت تبرعات غير قانونية من مصادر خارجية. وخلص التحقيق إلى أن مستشارين مقربين من كاري قاموا بتحويل مئات الآلاف من الدولارات من أموال الاتحاد إلى حملته من خلال شبكة من القنوات السرية.
نفى كاري بشدة أي علم له بالمخطط، لكن هيئة مستقلة عينتها الحكومة وجدت أنه مذنب بارتكاب مخالفات مالية. في عام 1997، تم عزله من منصبه كرئيس للاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات، ومُنع من تولي أي منصب في الاتحاد في المستقبل. في عام 2001، أدين كاري بتهمة الحنث باليمين والكذب على المحققين الفيدراليين.
أدت فضيحة التبرعات غير القانونية للحملات الانتخابية إلى تلطيخ إرث كاري، على الرغم من أنه لا يزال يُذكر من قبل العديدين لدوره في إصلاح الاتحاد ومحاربة الفساد. يرى البعض أن عزله كان نتيجة لمؤامرة من قبل معارضيه داخل الاتحاد الذين عارضوا إصلاحاته. يعتقد آخرون أنه كان مسؤولاً عن أفعال مستشاريه المقربين، حتى لو لم يكن على علم مباشر بالمخطط.
تأثيره وإرثه
على الرغم من الجدل الذي أحاط بنهاية فترة ولايته، يُنظر إلى رون كاري عمومًا على أنه شخصية مهمة في تاريخ الحركة العمالية الأمريكية. يُنسب إليه الفضل في إعادة تنشيط الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات وجعله قوة أكثر ديمقراطية وفعالية للدفاع عن حقوق العمال. ألهمت قيادته جيلًا جديدًا من النشطاء العماليين، ولا تزال إصلاحاته تؤثر على الاتحاد حتى اليوم.
توفي رون كاري في 11 ديسمبر 2008، عن عمر يناهز 72 عامًا. وترك وراءه زوجته وابنته وثلاثة أحفاد. ولا يزال إرثه موضوع نقاش وجدل، لكن لا شك في أنه ترك بصمة لا تُمحى على الحركة العمالية الأمريكية.
خاتمة
كان رون كاري زعيمًا عماليًا مثيرًا للجدل ترك بصمة لا تُمحى على الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات والحركة العمالية الأمريكية. قاد إصلاحات ديمقراطية كبيرة وحارب الفساد وأعاد تنشيط قوة الاتحاد في المفاوضة الجماعية. ومع ذلك، انتهت فترة ولايته بفضيحة تبرعات غير قانونية للحملات الانتخابية أدت إلى عزله من منصبه. على الرغم من الجدل الذي أحاط بنهاية فترة ولايته، يُنظر إليه عمومًا على أنه شخصية مهمة في تاريخ الحركة العمالية الأمريكية.