<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد هانس فريمان في ألمانيا عام 1929. هاجرت عائلته إلى أستراليا عندما كان طفلاً هربًا من الاضطهاد النازي. تلقى فريمان تعليمه في أستراليا، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة سيدني عام 1951. ثم حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من جامعة أكسفورد عام 1957، حيث درس تحت إشراف دوروثي هودجكين، الحائزة على جائزة نوبل في الكيمياء.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، عاد فريمان إلى أستراليا وانضم إلى جامعة سيدني كعضو هيئة تدريس في قسم الكيمياء العضوية. في عام 1968، تم تعيينه أستاذًا للكيمياء غير العضوية الحيوية، وهو أول منصب من نوعه في أستراليا. بقي فريمان في جامعة سيدني حتى تقاعده عام 1994.
خلال مسيرته المهنية الطويلة، قام فريمان بالإشراف على عدد كبير من طلاب الدراسات العليا والباحثين ما بعد الدكتوراه، الذين أصبح العديد منهم قادة في مجالاتهم. كان فريمان معلمًا وباحثًا ملهمًا، وكان له تأثير كبير على تطوير الكيمياء الحيوية غير العضوية في أستراليا والعالم.
إسهاماته العلمية
ركزت أبحاث فريمان على دراسة بنية ووظيفة البروتينات الحاملة للمعادن، وهي بروتينات تحتوي على أيونات معدنية وتلعب أدوارًا حيوية في العمليات البيولوجية. كان فريمان رائدًا في استخدام علم البلورات بالأشعة السينية لتحديد البنى ثلاثية الأبعاد لهذه البروتينات، مما سمح بفهم أعمق لكيفية عملها.
من أبرز إنجازات فريمان اكتشافه لبنية بروتين البلازوسيانين، وهو بروتين نحاسي يلعب دورًا مهمًا في عملية التمثيل الضوئي في النباتات. أظهرت دراسات فريمان أن أيون النحاس في البلازوسيانين مرتبط بالبروتين بطريقة فريدة تسمح له بنقل الإلكترونات بكفاءة عالية. هذا الاكتشاف كان له تأثير كبير على فهمنا لعملية التمثيل الضوئي وكيفية استخدام النباتات للمعادن لإنتاج الطاقة.
بالإضافة إلى دراساته على البلازوسيانين، قام فريمان أيضًا بدراسة عدد من البروتينات الأخرى الحاملة للمعادن، بما في ذلك بروتين السوبر أكسيد ديسموتاز، وهو إنزيم يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. ساهمت أبحاث فريمان في فهمنا لكيفية استخدام المعادن في مجموعة واسعة من العمليات البيولوجية، من نقل الإلكترونات إلى التحفيز الأنزيمي.
التقدير والجوائز
تقديراً لإسهاماته العلمية المتميزة، حصل فريمان على العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك:
- انتخابه كزميل في الأكاديمية الأسترالية للعلوم (FAA)
- تعيينه كعضو في وسام أستراليا (AM)
- جائزة ليكينغ من الجمعية الملكية الكيميائية
- ميدالية ديفيد كريج من الأكاديمية الأسترالية للعلوم
كما حصل فريمان على الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات.
أهم أعماله
- دراسة بنية بروتين البلازوسيانين: اكتشف فريمان البنية ثلاثية الأبعاد لبروتين البلازوسيانين باستخدام علم البلورات بالأشعة السينية، مما أدى إلى فهم كيفية نقل النحاس للإلكترونات في عملية التمثيل الضوئي.
- دراسة بروتين السوبر أكسيد ديسموتاز: ساهم فريمان في فهم دور هذا الإنزيم في حماية الخلايا من الجذور الحرة.
- تطوير علم البلورات البروتينية في أستراليا: لعب فريمان دوراً محورياً في تطوير هذا المجال في أستراليا، وقام بتدريب العديد من العلماء البارزين.
تأثيره على علم الكيمياء الحيوية غير العضوية
كان لهانس فريمان تأثير عميق على مجال الكيمياء الحيوية غير العضوية. بفضل عمله الرائد في تحديد هياكل البروتينات الحاملة للمعادن، أسس فريمان أساسًا قويًا لفهم كيفية استخدام المعادن في العمليات البيولوجية. كما ألهم العديد من الباحثين الشباب لمتابعة مهن في هذا المجال المثير. سيظل إرث فريمان يلهم العلماء لأجيال قادمة.
حياته الشخصية
كان فريمان رجلاً متواضعًا ومتفانيًا في عمله. كان يتمتع بشخصية جذابة وكان محبوبًا من قبل زملائه وطلابه. كان لديه اهتمام كبير بالفنون والموسيقى، وكان يستمتع بقضاء وقته في القراءة والسفر. تزوج فريمان من مارغريت وأنجبا ثلاثة أطفال.
وفاته وإرثه
توفي هانس فريمان في 9 نوفمبر 2008 عن عمر يناهز 79 عامًا. ترك وراءه إرثًا علميًا غنيًا سيستمر في إلهام الباحثين لسنوات عديدة قادمة. يُذكر فريمان كرائد في مجال الكيمياء الحيوية غير العضوية، وكمعلم ملهم، وكرجل نبيل.
خاتمة
كان هانس فريمان عالمًا بارزًا في مجال الكيمياء الحيوية غير العضوية، وقد ساهمت أبحاثه في فهمنا لبنية ووظيفة البروتينات الحاملة للمعادن. كان فريمان رائدًا في استخدام علم البلورات بالأشعة السينية لتحديد البنى ثلاثية الأبعاد لهذه البروتينات، مما سمح بفهم أعمق لكيفية عملها. ترك فريمان إرثًا علميًا غنيًا سيستمر في إلهام الباحثين لسنوات عديدة قادمة.