مقدمة
سرب مشاة البحرية التكتيكي للحرب الإلكترونية الرابع (VMAQ-4)، والذي يُعرف أيضًا باسم “Old Maids”، كان سربًا تابعًا لقوات مشاة البحرية الأمريكية متخصصًا في الحرب الإلكترونية التكتيكية. تأسس السرب في عام 1952 وتم حله رسميًا في عام 2019، بعد خدمة طويلة ومتميزة في دعم العمليات العسكرية الأمريكية حول العالم.
تاريخ السرب
التأسيس والسنوات الأولى: تأسس سرب VMAQ-4 في الأول من سبتمبر عام 1952 في قاعدة تشري بوينت البحرية الجوية في نورث كارولينا. كان يُعرف في البداية باسم سرب الطائرات المقاتلة لجميع الأحوال الجوية 542 (VMF(AW)-542). في عام 1956، أعيد تصميم السرب ليصبح سرب هجومي لجميع الأحوال الجوية 223 (VMA(AW)-223). ثم في عام 1968، تم تغيير تصنيفه ليصبح سرب الحرب الإلكترونية التكتيكية البحرية 4 (VMAQ-4)، مما يعكس مهمته الجديدة في مجال الحرب الإلكترونية.
فترة حرب فيتنام: خلال حرب فيتنام، لعب سرب VMAQ-4 دورًا حيويًا في دعم العمليات القتالية. تم نشر السرب في قاعدة دا نانغ الجوية في فيتنام الجنوبية، حيث قام بتنفيذ مهام مختلفة، بما في ذلك التشويش على رادارات العدو، وتقديم الدعم الإلكتروني للقوات البرية، وجمع المعلومات الاستخباراتية الإلكترونية. كانت طائرات السرب من طراز EF-10B Skyknight، التي كانت مجهزة بتقنيات تشويش متطورة في ذلك الوقت.
فترة ما بعد فيتنام: بعد انتهاء حرب فيتنام، استمر سرب VMAQ-4 في تقديم الدعم للحرب الإلكترونية في مختلف مناطق العالم. شارك السرب في العديد من العمليات العسكرية والتدريبات المشتركة، مما ساهم في تعزيز قدراته وتحسين أدائه. في عام 1992، انتقل السرب إلى قاعدة مشاة البحرية الجوية في تشري بوينت، نورث كارولينا.
استخدام طائرات EA-6B Prowler: في أواخر سبعينيات القرن الماضي، بدأ سرب VMAQ-4 في استخدام طائرات EA-6B Prowler، وهي طائرة حرب إلكترونية متخصصة قادرة على التشويش على مجموعة واسعة من الترددات الرادارية وتعطيل الاتصالات اللاسلكية للعدو. كانت طائرات EA-6B Prowler بمثابة العمود الفقري لقدرات الحرب الإلكترونية التابعة للسرب لعدة عقود.
العمليات الحديثة: شارك سرب VMAQ-4 في العديد من العمليات العسكرية الحديثة، بما في ذلك حرب الخليج الثانية وعملية حرية العراق وعملية العزم الصلب. قدم السرب الدعم الإلكتروني للقوات الأمريكية وقوات التحالف، مما ساهم في تحقيق النجاح في هذه العمليات. على سبيل المثال، خلال حرب الخليج الثانية، قامت طائرات EA-6B Prowler التابعة للسرب بتشويش فعال على أنظمة الدفاع الجوي العراقية، مما سمح للطائرات المقاتلة الأمريكية بضرب الأهداف العراقية بحرية.
الحل: في عام 2019، تم حل سرب VMAQ-4 رسميًا كجزء من خطة أوسع لتحديث قدرات الحرب الإلكترونية التابعة لقوات مشاة البحرية الأمريكية. تم استبدال طائرات EA-6B Prowler بمنصات حرب إلكترونية جديدة وأكثر تطوراً، مثل طائرات EA-18G Growler التابعة للبحرية الأمريكية.
المهام والقدرات
كانت المهمة الرئيسية لسرب VMAQ-4 هي تقديم الدعم الإلكتروني التكتيكي للقوات البرية والبحرية والجوية التابعة لقوات مشاة البحرية الأمريكية. شملت هذه المهمة مجموعة واسعة من المهام والقدرات، بما في ذلك:
- التشويش على رادارات العدو: كانت طائرات EA-6B Prowler قادرة على التشويش على مجموعة واسعة من الترددات الرادارية، مما يعطل قدرة العدو على تتبع الطائرات والصواريخ وتوجيهها.
- تعطيل الاتصالات اللاسلكية للعدو: كانت طائرات EA-6B Prowler قادرة على تعطيل الاتصالات اللاسلكية للعدو، مما يعطل قدرته على تنسيق العمليات العسكرية.
- جمع المعلومات الاستخباراتية الإلكترونية: كانت طائرات EA-6B Prowler قادرة على جمع المعلومات الاستخباراتية الإلكترونية، مما يوفر للقادة العسكريين معلومات قيمة حول قدرات العدو ونواياه.
- تقديم الدعم الإلكتروني للقوات البرية: كان سرب VMAQ-4 قادرًا على تقديم الدعم الإلكتروني للقوات البرية، مما يساعدها على تجنب الكشف عنها من قبل العدو وتعطيل اتصالاته.
الطائرات المستخدمة
استخدم سرب VMAQ-4 مجموعة متنوعة من الطائرات على مر السنين، بما في ذلك:
- EF-10B Skyknight: كانت هذه الطائرة تستخدم خلال حرب فيتنام. كانت مجهزة بتقنيات تشويش متطورة في ذلك الوقت.
- EA-6B Prowler: كانت هذه الطائرة بمثابة العمود الفقري لقدرات الحرب الإلكترونية التابعة للسرب لعدة عقود. كانت قادرة على التشويش على مجموعة واسعة من الترددات الرادارية وتعطيل الاتصالات اللاسلكية للعدو.
التراث والتأثير
ترك سرب VMAQ-4 إرثًا دائمًا في مجال الحرب الإلكترونية التابعة لقوات مشاة البحرية الأمريكية. لعب السرب دورًا حيويًا في دعم العمليات العسكرية الأمريكية حول العالم لعدة عقود، وساهم في تطوير تكتيكات وتقنيات الحرب الإلكترونية. كان السرب أيضًا بمثابة منصة تدريب للعديد من الطيارين وضباط الحرب الإلكترونية، الذين واصلوا خدمة بلادهم في مناصب قيادية.
كان لسرب VMAQ-4 تأثير كبير على تطور الحرب الإلكترونية في الجيش الأمريكي. طور السرب تكتيكات وتقنيات جديدة للحرب الإلكترونية، وساهم في تحسين قدرات الحرب الإلكترونية التابعة للقوات الأمريكية. كان السرب أيضًا بمثابة نموذج للوحدات الأخرى العاملة في مجال الحرب الإلكترونية.
الأوسمة والجوائز
حصل سرب VMAQ-4 على العديد من الأوسمة والجوائز طوال تاريخه، بما في ذلك:
- وحدة الاستحقاق التابعة للبحرية
- جائزة وحدة الاستحقاق المشتركة
- وسام خدمة الدفاع الوطني
- وسام حرب فيتنام
خاتمة
كان سرب مشاة البحرية التكتيكي للحرب الإلكترونية الرابع (VMAQ-4) وحدة متميزة خدمت الولايات المتحدة بشرف لعدة عقود. من خلال مهمته المتخصصة في الحرب الإلكترونية، قدم السرب دعمًا حاسمًا للقوات الأمريكية في العمليات القتالية حول العالم. على الرغم من حل السرب في عام 2019، إلا أن إرثه سيستمر في التأثير على مجال الحرب الإلكترونية في قوات مشاة البحرية الأمريكية لسنوات قادمة.