النشأة والتكوين
تأسست فرقة لوس نيكيس في عام 1980 في ألكالا دي إيناريس، وهي مدينة تقع بالقرب من مدريد. كان المؤسسون الأوائل هم إميليو إستراذا (غناء)، خواكين ديمتريو (جيتار)، أرتورو بيريز (جيتار)، ودانيال بالما (باس). في البداية، كان أسلوبهم الموسيقي متأثرًا بشكل كبير بفرق البانك روك البريطانية والأمريكية مثل “الرامونيس” و “ذا كلاش”.
في عام 1981، انضم مانيول بولين، الذي كان يعمل سابقًا في فرقة “لاس راناس”، إلى الفرقة كعازف على الدرامز. بهذا التشكيل، بدأت لوس نيكيس في تطوير أسلوبها الموسيقي الخاص، والذي يجمع بين إيقاعات البانك روك السريعة، والألحان البسيطة، والكلمات الساخرة التي تتناول مواضيع الحياة اليومية.
الصعود إلى الشهرة
بدأت لوس نيكيس في اكتساب شعبية في أوساط حركة “لا موفيدا مادريلينيّا”، وهي حركة ثقافية وفنية ظهرت في مدريد في أوائل الثمانينيات، وشملت مجالات مثل الموسيقى، والفن، والأدب، والأزياء. تميزت هذه الحركة بروح التحرر، والتجريب، والاحتفال بالشباب.
في عام 1985، أصدرت لوس نيكيس ألبومها الأول بعنوان “Los Nikis”. حقق الألبوم نجاحًا كبيرًا، وأصبح من كلاسيكيات موسيقى البوب بانك الإسبانية. تضمن الألبوم أغاني مثل “El Imperio Contraataca” (الإمبراطورية ترد)، و “La Mona” (القردة)، و “Enrique el Ultrasur” (إنريكي المتطرف الجنوبي)، والتي أصبحت من بين أشهر أغاني الفرقة.
بعد النجاح الكبير لألبومهم الأول، أصدرت لوس نيكيس أربعة ألبومات أخرى في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات: “Medicina Nuclear” (الطب النووي) في عام 1986، و “Roma no paga traidores” (روما لا تدفع للخونة) في عام 1987، و “Marines a pleno sol” (مشاة البحرية تحت الشمس الساطعة) في عام 1988، و “Submarines a pleno sol” (غواصات تحت الشمس الساطعة) في عام 1990.
واصلت الفرقة تقديم عروض حية في جميع أنحاء إسبانيا، وشاركت في العديد من المهرجانات الموسيقية. تميزت عروضهم بطاقتها العالية، وروح الدعابة، والتفاعل مع الجمهور.
الأسلوب الموسيقي
يمكن وصف أسلوب لوس نيكيس الموسيقي بأنه مزيج من البوب بانك، والروك الساخر، وموسيقى الموجة الجديدة. تتميز أغانيهم بإيقاعات سريعة، وألحان بسيطة، وكلمات ساخرة تتناول مواضيع الحياة اليومية، مثل الحب، والصداقة، والعمل، والمدرسة، والمشاكل الاجتماعية.
تأثرت لوس نيكيس بالعديد من الفرق الموسيقية، بما في ذلك “الرامونيس”، و “ذا كلاش”، و “ذا جام”، و “ذا سيكس بيستولز”. ومع ذلك، تمكنت الفرقة من تطوير أسلوبها الخاص، والذي يميزها عن غيرها من فرق البوب بانك.
تعتبر كلمات أغاني لوس نيكيس من أهم عناصر جاذبية الفرقة. فهي مكتوبة بأسلوب بسيط ومباشر، ولكنها مليئة بالدعابة والسخرية. تتناول الأغاني مواضيع مختلفة، ولكنها تركز بشكل خاص على الحياة اليومية للشباب الإسباني في الثمانينيات.
الأغاني الأكثر شهرة
- El Imperio Contraataca (الإمبراطورية ترد): أغنية ساخرة تتناول حرب النجوم والإمبراطورية.
- La Mona (القردة): أغنية تتحدث عن قردة تهرب من حديقة الحيوان.
- Enrique el Ultrasur (إنريكي المتطرف الجنوبي): أغنية تتناول مشجع كرة قدم متعصب.
- Venganza (الانتقام): أغنية تتحدث عن الانتقام من شخص خانك.
- El Plan (الخطة): أغنية تتناول خطة لسرقة بنك.
التأثير والإرث
تركت لوس نيكيس بصمة واضحة في تاريخ موسيقى البوب بانك الإسبانية. تعتبر الفرقة من رواد هذا النوع الموسيقي في إسبانيا، وقد ألهمت العديد من الفرق الموسيقية الأخرى.
تعتبر أغاني لوس نيكيس من كلاسيكيات موسيقى البوب بانك الإسبانية، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. تستمر الفرقة في تقديم عروض حية بشكل متقطع، وتشارك في العديد من المهرجانات الموسيقية.
بالإضافة إلى تأثيرها الموسيقي، كان للوس نيكيس أيضًا تأثير ثقافي واجتماعي. ساهمت الفرقة في الترويج لثقافة الشباب، والتعبير عن آرائهم ومخاوفهم. كما ساهمت في نشر الوعي حول بعض القضايا الاجتماعية، مثل العنف، والتمييز، والتطرف.
الفرقة بعد الانفصال
توقفت لوس نيكيس عن العمل كفرقة في أوائل التسعينيات، لكن أعضاءها استمروا في ممارسة الموسيقى في مشاريع مختلفة.
إميليو إستراذا: تابع مسيرته الموسيقية كمغني منفرد، وأصدر عدة ألبومات. كما عمل كمنتج موسيقي لفرق أخرى.
خواكين ديمتريو: انضم إلى فرقة “Los Coyotes” وواصل العمل كموسيقي.
أرتورو بيريز: عمل كصحفي موسيقي وكاتب.
دانيال بالما: عمل كمهندس صوت ومنتج موسيقي.
مانيول بولين: واصل العزف على الدرامز في فرق مختلفة.
عودة محتملة؟
على الرغم من عدم وجود أي خطط رسمية لعودة لوس نيكيس، إلا أن هناك دائمًا أملًا في أن تجتمع الفرقة مرة أخرى لتقديم عروض حية أو تسجيل ألبوم جديد. في السنوات الأخيرة، شارك بعض أعضاء الفرقة في مشاريع موسيقية مشتركة، مما يشير إلى أنهم ما زالوا يحتفظون بعلاقة جيدة.
خاتمة
لوس نيكيس فرقة بوب بانك إسبانية مهمة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الموسيقى الإسبانية. بأسلوبهم الموسيقي الفريد، وكلماتهم الساخرة، وعروضهم الحية المفعمة بالحيوية، استطاعوا أن يخلقوا قاعدة جماهيرية واسعة، وأن يلهموا العديد من الفرق الموسيقية الأخرى. لا تزال أغانيهم تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتعتبر من كلاسيكيات موسيقى البوب بانك الإسبانية.