نشأته وتعليمه
ولد رام نيواس ميردا في قرية كوشلافا بمنطقة ناغور في ولاية راجستان. تلقى تعليمه المبكر في قريته قبل أن ينتقل إلى جايبور لمتابعة تعليمه العالي. حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة راجستان، ثم درس القانون وحصل على شهادة في القانون أيضًا. أظهر ميردا منذ صغره اهتمامًا بالشؤون العامة ورغبة في خدمة مجتمعه.
بداياته السياسية
بدأ رام نيواس ميردا مسيرته السياسية في الخمسينيات من القرن الماضي. انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الهندي، الذي كان آنذاك القوة السياسية المهيمنة في البلاد. سرعان ما صعد في الرتب، وذلك بفضل تفانيه ومهاراته القيادية. انتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية لولاية راجستان في عام 1957، ومثل دائرة ناغور الانتخابية. كانت هذه بداية فترة طويلة ومتميزة في السياسة التشريعية والتنفيذية.
مسيرته في راجستان
شغل ميردا مناصب وزارية مختلفة في حكومة ولاية راجستان، بما في ذلك وزير الزراعة والري والطاقة. خلال فترة توليه هذه المناصب، قام بتنفيذ العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تحسين حياة المزارعين وتعزيز التنمية الزراعية في الولاية. كان له دور فعال في إنشاء جمعيات تعاونية زراعية وتوفير الدعم المالي والتقني للمزارعين. كما عمل على تحسين البنية التحتية للري وزيادة إنتاج الطاقة في الولاية.
- وزير الزراعة: ركز على تحديث الزراعة وتوفير الدعم للمزارعين.
- وزير الري: عمل على تحسين أنظمة الري وتوسيع نطاقها.
- وزير الطاقة: سعى لزيادة إنتاج الطاقة وتنويع مصادرها.
انتقاله إلى السياسة الوطنية
في عام 1971، انتُخب رام نيواس ميردا عضوًا في لوك سابها (مجلس الشعب) عن دائرة ناغور الانتخابية. مثّل راجستان في البرلمان الوطني لعدة فترات، وأصبح صوتًا مؤثرًا في القضايا الوطنية. خلال فترة وجوده في البرلمان، شغل العديد من المناصب الهامة، بما في ذلك رئيس لجنة الامتيازات ورئيس لجنة القواعد. كما كان عضوًا في العديد من اللجان البرلمانية الأخرى التي تناولت قضايا مختلفة مثل الزراعة والمالية والشؤون الخارجية.
مناصبه الوزارية في الحكومة المركزية
تقلد رام نيواس ميردا عدة مناصب وزارية هامة في حكومة الهند المركزية. شغل منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية في عهد رئيسة الوزراء أنديرا غاندي، ولعب دورًا حاسمًا في إدارة القانون والنظام في البلاد. كما شغل منصب وزير الدولة للدفاع، حيث ساهم في تعزيز القدرات الدفاعية للهند. بالإضافة إلى ذلك، شغل منصب وزير الاتصالات، حيث عمل على توسيع شبكة الاتصالات في البلاد وتحسين خدماتها. من بين المناصب الأخرى التي شغلها منصب وزير الموارد المائية.
- وزير الدولة للشؤون الداخلية: مسؤول عن الأمن الداخلي والقانون والنظام.
- وزير الدولة للدفاع: ساهم في تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد.
- وزير الاتصالات: عمل على توسيع شبكة الاتصالات وتحسين خدماتها.
رئاسة لوك سابها
في عام 1991، انتُخب رام نيواس ميردا بالإجماع رئيسًا للوك سابها، وهو منصب مرموق يعكس ثقة أعضاء البرلمان فيه. خلال فترة رئاسته، حافظ على حياده ونزاهته، وضمن سير أعمال المجلس بسلاسة وفعالية. كان معروفًا بحكمته وعدله في إدارة المناقشات البرلمانية، وحظي باحترام كبير من جميع الأحزاب السياسية. لعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على النظام والانضباط في المجلس، وفي تعزيز الديمقراطية البرلمانية في الهند.
مساهماته في مجال التعاونيات
كان رام نيواس ميردا مدافعًا قويًا عن الحركة التعاونية في الهند. اعتقد أن التعاونيات تلعب دورًا حيويًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة في المناطق الريفية. عمل بلا كلل لتعزيز التعاونيات الزراعية والائتمانية والاستهلاكية، وقدم لها الدعم اللازم من خلال السياسات والبرامج الحكومية. كان له دور فعال في إنشاء العديد من الجمعيات التعاونية الناجحة في ولاية راجستان وفي جميع أنحاء البلاد. كما كان عضوًا نشطًا في العديد من المنظمات التعاونية الدولية، وساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين التعاونيات في مختلف البلدان.
إسهاماته الأخرى
بالإضافة إلى مساهماته السياسية والإدارية، كان رام نيواس ميردا شخصية مثقفة ومحبوبة. كان قارئًا نهمًا ومهتمًا بالأدب والفنون. كتب العديد من المقالات والكتب حول مواضيع مختلفة مثل السياسة والاقتصاد والاجتماع. كان أيضًا خطيبًا مفوهًا، وكان يحظى بشعبية كبيرة في التجمعات العامة. عُرف ميردا بتواضعه ولطفه، وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من جميع الذين عرفوه.
حياته الشخصية
كان رام نيواس ميردا متزوجًا ولديه أطفال. عُرف بحياته الأسرية المستقرة والتزامه بقيم العائلة. كان شخصًا متدينًا ومؤمنًا، ولكنه كان أيضًا متسامحًا ومنفتحًا على الأفكار والمعتقدات المختلفة. كان يحظى بشعبية كبيرة في مجتمعه، وكان دائمًا على استعداد لمساعدة المحتاجين.
وفاته وإرثه
توفي رام نيواس ميردا في 29 يناير 2010 عن عمر يناهز 85 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الخدمة العامة والإنجازات السياسية والإدارية. يُذكر ميردا كواحد من أبرز السياسيين الهنود في جيله، وكمدافع قوي عن مصالح المزارعين والفقراء والمهمشين. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الشعب الهندي كرمز للتفاني والنزاهة والخدمة المتفانية.
الجوائز والتكريمات
حصل رام نيواس ميردا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته في المجتمع. من بين هذه الجوائز:
- بادما بوشان: وهي وسام مدني رفيع المستوى تمنحه حكومة الهند.
- جائزة أفضل برلماني: تقديراً لتميزه في العمل البرلماني.
خاتمة
كان رام نيواس ميردا شخصية بارزة في تاريخ الهند السياسي. من خلال عمله الدؤوب وتفانيه في خدمة الشعب، ترك بصمة لا تُمحى في السياسة الهندية. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من السياسيين والقادة.