حياتها المبكرة
على الرغم من أن تفاصيل حياة مارغريت هيوز المبكرة ليست موثقة بشكل كامل، إلا أنه يُعتقد أنها ولدت في وستمنستر، لندن، حوالي عام 1630. لا تتوفر معلومات كثيرة عن خلفيتها العائلية أو تعليمها. ومع ذلك، من الواضح أنها كانت تتمتع بجمال ملحوظ وحضور قوي، وهما الصفتان اللتان ساهمتا بلا شك في نجاحها اللاحق على المسرح.
بداية المسيرة الفنية
ظهرت مارغريت هيوز على المسرح في فترة انتقالية في تاريخ المسرح الإنجليزي. بعد فترة حظر فرضته الحكومة التطهيرية، استأنف المسرح نشاطه في عام 1660 مع استعادة الملكية. كان تشارلز الثاني مؤيدًا قويًا للفنون، وأدى إحياء المسرح إلى فترة من الابتكار والتجريب. كان أحد أهم التغييرات هو السماح للنساء بالظهور على خشبة المسرح، وهو ما كان يُعتبر سابقًا أمرًا غير لائق.
غالبًا ما يُنسب الفضل إلى مارغريت هيوز باعتبارها أول ممثلة محترفة تظهر على المسرح الإنجليزي. كان أول ظهور مؤكد لها في دور ديسبونا في مسرحية “عطيل” لشكسبير في 8 ديسمبر 1660، في مسرح فير ستريت. على الرغم من أن بعض المصادر تشير إلى ممثلات أخريات ربما ظهرن قبلها، إلا أن هيوز هي أول ممثلة يُسجل ظهورها بشكل قاطع وموثق في دور معين.
كان ظهورها في دور ديسبونا بمثابة لحظة فاصلة في تاريخ المسرح. لقد تحدت التقاليد طويلة الأمد وفتحت الباب أمام النساء الأخريات لدخول عالم التمثيل. سرعان ما أصبحت هيوز واحدة من أشهر الممثلات في عصرها، واشتهرت بجمالها وموهبتها وقدرتها على تجسيد مجموعة واسعة من الشخصيات.
أدوارها البارزة
لعبت مارغريت هيوز العديد من الأدوار البارزة خلال مسيرتها المهنية. بعض أدوارها الأكثر شهرة تشمل:
- ديسبونا في “عطيل” لشكسبير: كما ذكرنا سابقًا، كان هذا الدور بمثابة بدايتها التاريخية على المسرح الإنجليزي.
- أوفيليا في “هاملت” لشكسبير: قدمت هيوز أداءً مؤثرًا لشخصية أوفيليا، الفتاة الشابة البريئة التي تدمرها الأحداث المأساوية في المسرحية.
- يوريديس في “إعادة يوريديس” لجيمس شيرلي: أظهرت هيوز تنوعها في هذا الدور، حيث جسدت شخصية يوريديس القوية والمستقلة.
- سانشا في “الرحلة الإسبانية” لفيليب ماسينجر: لعبت هيوز دورًا كوميديًا في هذه المسرحية، مما يدل على قدرتها على التعامل مع مجموعة متنوعة من الأنواع المسرحية.
بالإضافة إلى هذه الأدوار، ظهرت هيوز في العديد من المسرحيات الأخرى لكتاب مسرحيين بارزين في عصرها، بما في ذلك بن جونسون وجون درايدن وويليام ويشرلي. لقد عملت مع بعض من أعظم الممثلين والمخرجين في عصرها، وساعدت في تشكيل مسار المسرح الإنجليزي.
علاقتها بالأمير روبرت
كانت مارغريت هيوز على علاقة طويلة الأمد بالأمير روبرت من بالاتينات، ابن أخت تشارلز الأول وابن عم تشارلز الثاني. بدأت علاقتهما في حوالي عام 1669 واستمرت حتى وفاة الأمير روبرت في عام 1682. أنجبت هيوز ابنة للأمير روبرت، تدعى روبرتا، ولدت في عام 1673.
كانت العلاقة بين هيوز والأمير روبرت موضوعًا للكثير من التكهنات والشائعات. على الرغم من أن الأمير روبرت لم يتزوج هيوز أبدًا، إلا أنه عاملها باحترام وكرم، وقدم لها الدعم المالي والرعاية. غالبًا ما كانت هيوز تُرى في صحبة الأمير روبرت في المناسبات الاجتماعية، وكانت تعتبر شخصية بارزة في المجتمع الراقي.
بعد وفاة الأمير روبرت، ورثت هيوز جزءًا كبيرًا من ممتلكاته، مما يدل على عمق علاقتهما. كرست هيوز نفسها لتربية ابنتهما روبرتا، التي تلقت تعليمًا جيدًا وأصبحت فيما بعد سيدة نبيلة.
تقاعدها ووفاتها
تقاعدت مارغريت هيوز من المسرح في حوالي عام 1670، ربما بسبب علاقتها بالأمير روبرت والتزاماتها العائلية. بعد تقاعدها، عاشت حياة هادئة نسبيًا، وركزت على تربية ابنتها وإدارة شؤونها المالية.
توفيت مارغريت هيوز في 1 أكتوبر 1719، عن عمر يناهز 89 عامًا. لقد عاشت حياة طويلة ومثيرة للاهتمام، وشهدت العديد من التغييرات الكبيرة في تاريخ إنجلترا والمسرح الإنجليزي. تُذكر هيوز اليوم باعتبارها رائدة في مجال التمثيل النسائي، وامرأة كسرت الحواجز ومهدت الطريق للأجيال القادمة من الممثلات.
إرثها وتأثيرها
لا يمكن المبالغة في تقدير إرث مارغريت هيوز وتأثيرها على المسرح الإنجليزي. لقد كانت رائدة في مجال التمثيل النسائي، وساعدت في تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى النساء في المجتمع. من خلال موهبتها ومثابرتها، أثبتت هيوز أن النساء قادرات على تحقيق النجاح في مجال كان يهيمن عليه الرجال تقليديًا.
لقد فتح ظهور هيوز على المسرح الباب أمام النساء الأخريات لدخول عالم التمثيل، وسرعان ما ظهر جيل جديد من الممثلات الموهوبات. ساهمت هؤلاء النساء في إثراء المشهد المسرحي الإنجليزي وساعدن في جعله أحد أكثر المسارح حيوية وابتكارًا في العالم.
بالإضافة إلى تأثيرها على التمثيل النسائي، ساهمت هيوز أيضًا في تطوير تقنيات التمثيل وأساليبه. كانت ممثلة طبيعية ومعبرة، وقادرة على تجسيد مجموعة واسعة من الشخصيات بإقناع وعمق. ساعدت أساليبها في التمثيل في تحديد مسار التمثيل الإنجليزي للأجيال القادمة.
لا تزال مارغريت هيوز تُذكر اليوم باعتبارها شخصية مهمة في تاريخ المسرح الإنجليزي. لقد كانت امرأة كسرت الحواجز ومهدت الطريق للأجيال القادمة من الممثلات. ستستمر قصتها في إلهام الفنانين والمبدعين لعقود قادمة.
خاتمة
كانت مارغريت هيوز شخصية بارزة في تاريخ المسرح الإنجليزي، اشتهرت بكونها من أوائل النساء اللاتي ظهرن على المسرح بشكل احترافي. تحدت التقاليد وفتحت الباب أمام النساء الأخريات لدخول عالم التمثيل، ولعبت أدوارًا بارزة في مسرحيات شكسبير وكتاب آخرين. بالإضافة إلى مسيرتها الفنية، كانت هيوز على علاقة بالأمير روبرت وأنجبت منه ابنة. تركت مارغريت هيوز إرثًا دائمًا في تاريخ المسرح وتُذكر اليوم باعتبارها رائدة في مجال التمثيل النسائي.