نشأتها وبداياتها
ولدت إليزابيث بلايث سلوتر في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ونشأت في بيئة شجعتها على الاهتمام بالفنون والتمثيل. بدأت حياتها المهنية في سن مبكرة، حيث عملت كراقصة في عروض الفودفيل قبل أن تتجه إلى السينما. كان جمالها اللافت وشخصيتها الجذابة من العوامل التي ساعدتها على لفت انتباه المنتجين والمخرجين.
مسيرتها الفنية في السينما الصامتة
بدأت بيتي بلايث مسيرتها السينمائية في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، وسرعان ما حققت نجاحاً ملحوظاً في الأفلام الصامتة. تميزت بقدرتها على تجسيد شخصيات متنوعة، من الفتاة الرومانسية إلى المرأة القوية والمستقلة. من أبرز أفلامها في هذه الفترة:
- The Queen of Sheba (1921): لعبت فيه دور الملكة بلقيس، واشتهر الفيلم بإنتاجه الضخم ومشاهده الجريئة التي أثارت ضجة كبيرة.
- Chu-Chin-Chow (1923): فيلم مغامرات خيالي نال استحسان النقاد والجمهور.
- She (1925): فيلم خيال علمي مقتبس من رواية شهيرة، قدمت فيه بلايث أداءً مميزاً.
كانت بيتي بلايث معروفة بجرأتها في اختيار الأدوار، ولم تتردد في تقديم مشاهد تعتبر جريئة بالنسبة لعصرها. هذا الأمر جعلها محط أنظار الجمهور ووسائل الإعلام، وساهم في بناء شهرتها كنجمة سينمائية متميزة.
الانتقال إلى السينما الناطقة
مع ظهور السينما الناطقة في أواخر العشرينات من القرن الماضي، واجهت بيتي بلايث تحديات جديدة. لم يكن صوتها مناسباً لجميع الأدوار، مما أثر على مسيرتها المهنية. ومع ذلك، لم تستسلم وحاولت التكيف مع التغيرات في صناعة السينما.
شاركت بلايث في عدة أفلام ناطقة، ولكنها لم تحقق نفس النجاح الذي حققته في السينما الصامتة. من بين الأفلام التي شاركت فيها في هذه الفترة:
- Show Girl (1928)
- Sunny Skies (1930)
- The Scarlet Empress (1934)
على الرغم من تراجع شهرتها في السينما الناطقة، إلا أن بيتي بلايث استمرت في العمل كممثلة، وشاركت في العديد من الأدوار الثانوية في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
حياتها الشخصية
تزوجت بيتي بلايث مرتين. زواجها الأول كان من المخرج بول سكاردون في عام 1924، وانتهى بالطلاق في عام 1931. ثم تزوجت من الدكتور آرثر سميث في عام 1932، واستمر زواجهما حتى وفاته في عام 1961. لم يكن لدى بيتي بلايث أطفال.
كانت بيتي بلايث امرأة مستقلة وقوية، واهتمت بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. كانت أيضاً ناشطة في الأعمال الخيرية والإنسانية، وشاركت في العديد من المبادرات التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين.
إرثها وتأثيرها
تركت بيتي بلايث بصمة واضحة في تاريخ السينما الأمريكية. كانت من أوائل النجمات اللواتي كسرن القواعد التقليدية للجمال والجرأة في السينما. ساهمت في تغيير صورة المرأة في السينما، وقدمت شخصيات نسائية قوية ومستقلة.
لا تزال أفلام بيتي بلايث تحظى بشعبية كبيرة بين محبي السينما الكلاسيكية. تعتبر من الرموز الهامة في تاريخ السينما الصامتة، وتستحق التقدير والاحترام لمساهمتها في تطوير هذه الصناعة.
تكريمها وجوائزها
على الرغم من أن بيتي بلايث لم تفز بالعديد من الجوائز خلال حياتها المهنية، إلا أنها حصلت على تقدير متزايد بعد وفاتها. تم تكريمها في العديد من المهرجانات السينمائية، وتم عرض أفلامها في العديد من المتاحف ودور السينما حول العالم.
في عام 1960، حصلت بيتي بلايث على نجمة في ممر الشهرة في هوليوود، تكريماً لمساهمتها في صناعة السينما. تعتبر هذه النجمة دليلاً على تأثيرها الدائم في تاريخ السينما الأمريكية.
الأفلام والبرامج التلفزيونية
شاركت بيتي بلايث في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية على مدار مسيرتها المهنية. من بين أبرز أعمالها:
- The Queen of Sheba (1921)
- Chu-Chin-Chow (1923)
- She (1925)
- Show Girl (1928)
- Sunny Skies (1930)
- The Scarlet Empress (1934)
- My Little Chickadee (1940)
- Mildred Pierce (1945)
- The Helen Morgan Story (1957)
بالإضافة إلى الأفلام، شاركت بيتي بلايث في العديد من البرامج التلفزيونية، بما في ذلك:
- Lux Video Theatre
- The Loretta Young Show
- Perry Mason
تنوعت أدوار بيتي بلايث بين الدراما والكوميديا والخيال العلمي، مما يدل على موهبتها وقدرتها على التكيف مع مختلف أنواع الأدوار.
آخر سنواتها ووفاتها
قضت بيتي بلايث سنواتها الأخيرة في هوليوود، حيث استمرت في العمل كممثلة حتى وقت قريب من وفاتها. توفيت في 7 أبريل 1972 عن عمر يناهز 78 عاماً، ودفنت في مقبرة فورست لون ميموريال بارك في غلينديل بولاية كاليفورنيا.
خاتمة
بيتي بلايث كانت ممثلة أمريكية رائدة في عصر السينما الصامتة، اشتهرت بأدوارها الجريئة والمثيرة. على الرغم من أن شهرتها تراجعت مع ظهور السينما الناطقة، إلا أنها تركت إرثاً هاماً في تاريخ السينما، وساهمت في تغيير صورة المرأة في السينما. ستظل بيتي بلايث رمزاً للجمال والجرأة والاستقلالية في تاريخ السينما الأمريكية.