الخلفية والتصميم
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، أدركت البحرية الملكية الأسترالية الحاجة إلى سفن حربية أصغر حجمًا ومتعددة الاستخدامات قادرة على القيام بدوريات في المياه الساحلية وحماية القوافل. أدت هذه الحاجة إلى تصميم فئة باثورست من المدمرات، والتي كانت تُعرف أيضًا باسم الكورفيتات الأسترالية. تم تصميم هذه السفن لتكون فعالة من حيث التكلفة وسهلة البناء، مع القدرة على العمل في مجموعة متنوعة من الأدوار، بما في ذلك مكافحة الغواصات والدفاع الجوي والمهام المضادة للألغام.
تم وضع عارضة المدمرة الأسترالية أرميدال في حوض بناء السفن Mort’s Dock & Engineering Co في بالمان، نيو ساوث ويلز، في 6 فبراير 1941. تم إطلاقها في 12 ديسمبر 1941، ودخلت الخدمة في البحرية الملكية الأسترالية في 11 أبريل 1942. كان طول السفينة الإجمالي 186 قدمًا (57 مترًا)، وعرضها 31 قدمًا (9.4 مترًا)، وغاطسها 9 أقدام و 10 بوصات (3 أمتار). كان لديها إزاحة قياسية تبلغ 685 طنًا، وإزاحة كاملة تبلغ 1025 طنًا.
التسليح وأنظمة الدفع
تم تجهيز المدمرة الأسترالية أرميدال بتسليح قوي نسبيًا بالنظر إلى حجمها. وشمل تسليحها الرئيسي مدفع 4 بوصة (102 ملم) / 40 كاليبرا، والذي يمكن استخدامه ضد السفن والطائرات. بالإضافة إلى ذلك، حملت السفينة مدفعين مضادين للطائرات من طراز بوم بوم عيار 40 ملم، وستة مدافع رشاشة عيار 20 ملم أورليكون. كما تم تجهيزها بقاذفات قنابل عميقة ومسارات لإسقاط القنابل العميقة، مما جعلها منصة فعالة لمكافحة الغواصات.
تم تشغيل المدمرة بواسطة محركين بخاريين ثلاثي التمدد، يتم تغذيتهما بواسطة غلايتين تعملان بالفحم. ينتج نظام الدفع قوة تبلغ 2750 حصانًا، مما يمنح السفينة سرعة قصوى تبلغ 16 عقدة (30 كم/ساعة). كان مداها حوالي 2850 ميلًا بحريًا (5280 كم) بسرعة 10 عقد (19 كم/ساعة).
الخدمة العملياتية
بعد دخولها الخدمة، تم تكليف المدمرة الأسترالية أرميدال بمهام مرافقة القوافل والدوريات في المياه الأسترالية. في أكتوبر 1942، تم إرسالها إلى تيمور الشرقية، التي كانت تحت الاحتلال الياباني آنذاك. كانت مهمة المدمرة هي تعزيز الوحدة العسكرية الأسترالية الصغيرة المعروفة باسم قوة الاستطلاع المستقلة الثانية/ السرية المستقلة الثانية، والتي كانت تشن حرب عصابات ضد اليابانيين.
في 1 ديسمبر 1942، كانت المدمرة الأسترالية أرميدال ترافق سفينتين أخريين، وهما سفينة النقل الهولندية KPM Van দূoren والمدمرة الأسترالية Castlemaine، في مهمة لإجلاء الجنود والمدنيين المصابين من تيمور. تعرضت المجموعة لهجوم من قبل الطائرات اليابانية، وتمكنت المدمرة الأسترالية أرميدال من إسقاط طائرة واحدة على الأقل قبل أن تضطر المجموعة إلى التفرق.
الغرق
بعد الانفصال عن السفينتين الأخريين، تعرضت المدمرة الأسترالية أرميدال للهجوم من قبل غواصة يابانية، I-26. أطلقت الغواصة طوربيدًا أصاب المدمرة الأسترالية أرميدال في منتصف السفينة. تسبب الانفجار في أضرار جسيمة، وسرعان ما بدأت السفينة في الغرق. على الرغم من جهود الطاقم للسيطرة على الأضرار، غرقت المدمرة الأسترالية أرميدال في حوالي 40 دقيقة.
من بين 149 شخصًا كانوا على متن المدمرة الأسترالية أرميدال، نجا 49 شخصًا فقط. أمضى الناجون عدة أيام في قوارب النجاة قبل أن يتم إنقاذهم. فقدت البحرية الملكية الأسترالية ضابطًا و 39 بحارًا، وفقد الجيش الأسترالي 8 ضباط و 69 جنديًا، بالإضافة إلى مدني واحد. يعتبر غرق المدمرة الأسترالية أرميدال خسارة فادحة للبحرية الملكية الأسترالية وكان بمثابة تذكير صارخ بأهوال الحرب.
الإرث والتكريم
على الرغم من مسيرتها القصيرة، تركت المدمرة الأسترالية أرميدال إرثًا دائمًا في البحرية الملكية الأسترالية. تم الاعتراف بشجاعة وتضحية طاقمها من خلال العديد من الأوسمة والتكريمات. حصل القبطان الملازم ديفيد ريتشاردز، قائد المدمرة الأسترالية أرميدال، بعد وفاته على وسام الصليب المتميز للخدمة عن قيادته وتصميمه خلال الهجوم. تم ذكر العديد من أفراد الطاقم الآخرين في البرقيات أو حصلوا على أوسمة لشجاعتهم.
في عام 2012، تم العثور على حطام المدمرة الأسترالية أرميدال بواسطة سفينة المسح التابعة للبحرية الملكية الأسترالية Melville في بحر تيمور. يقع الحطام على عمق حوالي 2040 مترًا (6700 قدمًا) ويعتبر موقعًا محميًا للحرب.
- تم تسمية سفينة دورية من فئة أرميدال تابعة للبحرية الملكية الأسترالية، HMAS Armidale (ACPB 145)، على اسم المدمرة الأصلية تكريما لها.
- يتم إحياء ذكرى خدمة المدمرة الأسترالية أرميدال وتضحيات طاقمها في العديد من النصب التذكارية والمتاحف في جميع أنحاء أستراليا.
- تعتبر قصة المدمرة الأسترالية أرميدال بمثابة تذكير بأهمية الشجاعة والتصميم والتضحية في وجه الشدائد.
الدروس المستفادة
أظهرت خسارة المدمرة الأسترالية أرميدال العديد من الدروس المهمة في الحرب البحرية، بما في ذلك أهمية التفوق الجوي، وفعالية الغواصات، والحاجة إلى تدريب كافٍ واستعداد للطاقم. سلط الحادث أيضًا الضوء على المخاطر التي تنطوي عليها العمليات في المياه التي يسيطر عليها العدو.
أدت الخسارة أيضًا إلى تحسينات في إجراءات مكافحة الغواصات وتكتيكات مرافقة القوافل. أدركت البحرية الملكية الأسترالية الحاجة إلى حماية أفضل للسفن الصغيرة العاملة في المناطق الخطرة، وتم بذل جهود لزيادة عدد السفن المجهزة برادار ومعدات سونار.
الروايات التاريخية
هناك العديد من الروايات التاريخية عن غرق المدمرة الأسترالية أرميدال، بما في ذلك الروايات الشخصية للناجين والتحليلات الرسمية من قبل البحرية الملكية الأسترالية. تقدم هذه الروايات رؤى قيمة حول الأحداث التي أدت إلى غرق السفينة وتأثيرها على الطاقم وعائلاتهم.
من بين أبرز الروايات كتاب “أرميدال” للمؤلف كريس كولي، الذي يروي قصة المدمرة من وجهة نظر أولئك الذين خدموا عليها. يعتمد الكتاب على البحث المكثف والمقابلات مع الناجين لتقديم صورة حية ومؤثرة للأحداث التي أدت إلى غرق السفينة.
الأهمية الثقافية
لا تزال قصة المدمرة الأسترالية أرميدال تحظى بأهمية كبيرة في الثقافة الأسترالية. إنها ترمز إلى شجاعة وتضحية أولئك الذين خدموا أستراليا خلال الحرب العالمية الثانية. يتم إحياء ذكرى السفينة وطاقمها في العديد من الاحتفالات والنصب التذكارية، وتستمر قصتهم في إلهام الأجيال الجديدة من الأستراليين.
علاوة على ذلك، أصبحت المدمرة الأسترالية أرميدال رمزًا لقدرة أستراليا على الصمود في وجه الشدائد. على الرغم من الخسائر الفادحة التي عانت منها خلال الحرب، ظهرت أستراليا كدولة أقوى وأكثر تصميماً. تعتبر قصة المدمرة الأسترالية أرميدال بمثابة تذكير بأهمية الوحدة والتكاتف في وجه التحديات.
خاتمة
كانت المدمرة الأسترالية أرميدال (J240) سفينة حربية من فئة باثورست خدمت في البحرية الملكية الأسترالية خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من مسيرتها القصيرة، لعبت دورًا حيويًا في حماية المياه الأسترالية ودعم العمليات المتحالفة في منطقة المحيط الهادئ. كان غرقها في ديسمبر 1942 خسارة فادحة، لكن شجاعة وتضحية طاقمها لا تزال حية في الذاكرة. تعتبر قصة المدمرة الأسترالية أرميدال بمثابة تذكير بأهوال الحرب وأهمية إحياء ذكرى أولئك الذين خدموا بلادهم.