السيرة الذاتية
توفا هارتمان هي ابنة الحاخام ديفيد هارتمان، مؤسس معهد شالوم هارتمان في القدس. نشأت في بيئة دينية ليبرالية شجعتها على التفكير النقدي والمشاركة الفعالة في الحياة الدينية. تلقت تعليمها في جامعة ماكجيل في مونتريال، حيث حصلت على درجة البكالوريوس، ثم أكملت دراساتها العليا في جامعة تمبل، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة الدينية.
بعد حصولها على الدكتوراه، عادت هارتمان إلى إسرائيل وانضمت إلى معهد شالوم هارتمان، حيث عملت كباحثة ومحاضرة. أسست هناك “مركز المرأة والقيادة” الذي يهدف إلى تمكين النساء في المجتمع الديني والقيادي. من خلال هذا المركز، طورت برامج تعليمية وتدريبية تهدف إلى تعزيز دور المرأة في القيادة الدينية والاجتماعية.
بالإضافة إلى عملها في معهد شالوم هارتمان، شغلت هارتمان مناصب أكاديمية في عدة مؤسسات تعليمية أخرى، بما في ذلك الجامعة العبرية في القدس. في عام 2017، تم تعيينها عميدة للعلوم الإنسانية في كلية أونو الأكاديمية، وهي كلية رائدة في إسرائيل تهدف إلى توفير التعليم العالي للطلاب من جميع الخلفيات.
الفكر النسوي اليهودي
تعتبر توفا هارتمان من أبرز الشخصيات في مجال الفكر النسوي اليهودي المعاصر. تركز أبحاثها وكتاباتها على استكشاف دور المرأة في الدين اليهودي، وتحدي المفاهيم التقليدية حول السلطة والقيادة. تؤكد هارتمان على أهمية إعطاء المرأة صوتًا في تفسير النصوص الدينية وتطوير الممارسات الدينية.
تستند هارتمان في فكرها إلى مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك النصوص الدينية اليهودية، والفلسفة النسوية، والتجارب الشخصية. تجادل بأن الدين اليهودي لديه القدرة على أن يكون قوة إيجابية في حياة المرأة، ولكن هذا يتطلب إعادة تفسير بعض النصوص والمفاهيم التقليدية.
تنتقد هارتمان بشدة التمييز ضد المرأة في المجتمع الديني، وتدعو إلى المساواة بين الجنسين في جميع جوانب الحياة الدينية. تؤمن بأن المرأة يجب أن تكون قادرة على المشاركة الكاملة في الطقوس الدينية، وأن تتقلد مناصب قيادية في المجتمع الديني.
من بين الأفكار الرئيسية التي تروج لها هارتمان:
- أهمية التعليم الديني للمرأة: تؤكد هارتمان على أن التعليم الديني هو حق أساسي للمرأة، وأنه ضروري لتمكينها من فهم دينها والمشاركة الفعالة في الحياة الدينية.
- تحدي المفاهيم التقليدية حول السلطة: تدعو هارتمان إلى إعادة النظر في المفاهيم التقليدية حول السلطة في الدين اليهودي، وإلى إيجاد طرق جديدة لتقاسم السلطة بين الرجال والنساء.
- إعادة تفسير النصوص الدينية: تجادل هارتمان بأن العديد من النصوص الدينية اليهودية يمكن تفسيرها بطرق مختلفة، وأن التفسيرات النسوية يمكن أن تكشف عن معاني جديدة ومهمة.
- أهمية التجربة الشخصية: تؤكد هارتمان على أن التجربة الشخصية للمرأة يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من الفهم الديني.
مؤلفات
ألفت توفا هارتمان العديد من الكتب والمقالات حول الفكر النسوي اليهودي. من بين أبرز مؤلفاتها:
- “Feminism Encounters Traditional Judaism: Resistance and Accommodation” (النسوية تواجه اليهودية التقليدية: المقاومة والتكيف)
- “Are You Not a Jew: Zionist Thought and the Making of Modern Jewish Identity” (ألست يهوديًا: الفكر الصهيوني وتكوين الهوية اليهودية الحديثة)
تُرجمت أعمالها إلى عدة لغات، وتُستخدم على نطاق واسع في الدورات الدراسية والورش التدريبية حول الفكر النسوي اليهودي.
الجوائز والتكريمات
حصلت توفا هارتمان على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماتها في مجال الفكر النسوي اليهودي. من بين هذه الجوائز:
- جائزة كوهين للكتب اليهودية
- جائزة ليونارد أبرامسون
- جائزة جمعية الدراسات اليهودية
كما تم تكريمها من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات النسوية والدينية تقديرًا لجهودها في تعزيز دور المرأة في المجتمع.
المساهمة في المجتمع
تتجاوز مساهمات توفا هارتمان المجال الأكاديمي. تعمل بنشاط في المجتمع لتعزيز الحوار بين مختلف الجماعات الدينية والاجتماعية. تشارك في العديد من المبادرات التي تهدف إلى مكافحة التمييز والعنف ضد المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين. تعتبر قدوة للكثير من النساء اللواتي يسعين إلى تحقيق التوازن بين الحياة الدينية والاجتماعية والمهنية.
كما أنها تلعب دورًا هامًا في تشجيع الشباب على المشاركة في الحياة الدينية والاجتماعية. تؤمن بأن الشباب لديهم القدرة على إحداث تغيير إيجابي في العالم، وأن الدين يمكن أن يكون قوة دافعة لتحقيق هذا التغيير.
من خلال عملها في كلية أونو الأكاديمية، تسعى هارتمان إلى توفير التعليم العالي للطلاب من جميع الخلفيات، وتشجيعهم على التفكير النقدي والإبداعي. تؤمن بأن التعليم هو المفتاح لبناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة.
تأثيرها على الجيل القادم
أثرت توفا هارتمان بشكل كبير على الجيل القادم من المفكرين والقادة الدينيين. ألهمت العديد من النساء والرجال على حد سواء لاستكشاف إمكانات الدين اليهودي كقوة إيجابية في العالم. من خلال كتاباتها ومحاضراتها وعملها في المجتمع، ساهمت في تغيير الطريقة التي يفكر بها الناس في الدين والجنس والمجتمع.
تعتبر هارتمان نموذجًا يحتذى به للعديد من النساء اللواتي يسعين إلى تحقيق النجاح في المجال الأكاديمي والديني والاجتماعي. تجسد القيم التي تدافع عنها، وتعمل بلا كلل من أجل تحقيق عالم أكثر عدلاً ومساواة.
خاتمة
توفا هارتمان هي شخصية مؤثرة في مجال الفكر اليهودي النسوي. من خلال أبحاثها وكتاباتها وعملها في المجتمع، ساهمت في تغيير الطريقة التي يفكر بها الناس في الدين والجنس والمجتمع. تعتبر قدوة للكثير من النساء اللواتي يسعين إلى تحقيق التوازن بين الحياة الدينية والاجتماعية والمهنية، وتعمل بلا كلل من أجل تحقيق عالم أكثر عدلاً ومساواة. تظل مساهماتها مصدر إلهام للأجيال القادمة من المفكرين والقادة الدينيين.