<![CDATA[
الموقع والجغرافيا
تقع كرومهورن في منطقة فريزيا الشرقية، وهي منطقة تاريخية وثقافية تقع على طول ساحل بحر الشمال في شمال غرب ألمانيا. تتميز المنطقة بتضاريسها المسطحة والمستنقعية، والتي تشكلت على مر القرون بفعل الفيضانات المستمرة والتراجع التدريجي لمياه البحر. تقع كرومهورن على وجه التحديد على الضفة الغربية لنهر إمس، بالقرب من مصبه في بحر الشمال. يحدها من الشمال بحر الشمال، ومن الشرق بلدية إمْدن، ومن الجنوب بلدية هيرينفين، ومن الغرب بلدية بوفيرت.
تبلغ مساحة كرومهورن حوالي 159.2 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها واحدة من أكبر البلديات في مقاطعة أوريش. تتكون البلدية من 19 قرية منفصلة، لكل منها طابعها وتاريخها الفريد. تشمل هذه القرى: كانتينغ، و فرازوارت، و غريتزيل، و هاغن، و هاوتهوزن، و هويل، و هومرسم، و ايبوم، و مانسلاغت، و نوشت، و أولديرسوم، و بوبينغوم، و ريسبيرغ، و ستوكوم، و سويهوسن، و التيل، و فيروم، و ووترغانغ، و وورملاغت.
التاريخ
يعود تاريخ منطقة كرومهورن إلى العصور القديمة، حيث كانت المنطقة مأهولة بالسكان الفريزيين. خلال العصور الوسطى، كانت المنطقة مسرحًا للعديد من الصراعات بين مختلف القوى الإقليمية، بما في ذلك كونتات فريزيا الشرقية، وأساقفة مونستر، وهانزا. في القرن الخامس عشر، أصبحت كرومهورن جزءًا من كونتية فريزيا الشرقية، والتي حكمتها عائلة سيركسينا. في عام 1744، سقطت فريزيا الشرقية تحت الحكم البروسي، وفي عام 1815 أصبحت جزءًا من مملكة هانوفر. في عام 1866، ضمت بروسيا هانوفر، وأصبحت كرومهورن جزءًا من الإمبراطورية الألمانية.
خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت القوات الألمانية كرومهورن. بعد الحرب، أصبحت المنطقة جزءًا من ولاية سكسونيا السفلى في ألمانيا الغربية. في العقود الأخيرة، شهدت كرومهورن نموًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا، مدفوعًا بشكل أساسي بالسياحة والزراعة والطاقة المتجددة.
المعالم السياحية
تعتبر كرومهورن وجهة سياحية شهيرة، وذلك بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وقراها الساحرة وتاريخها الغني. تشمل بعض المعالم السياحية الرئيسية في كرومهورن:
- منارة كامبل (Campen Lighthouse): منارة تاريخية تقع في قرية كامبل. تعتبر المنارة واحدة من أطول المنارات في ألمانيا، وتوفر إطلالات بانورامية خلابة على المنطقة المحيطة.
- كنيسة أورغ (Urg Church): كنيسة رومانية قديمة تقع في قرية أورغ. تشتهر الكنيسة بهندستها المعمارية الفريدة ولوحاتها الجدارية التي تعود إلى العصور الوسطى.
- قرية غريتزيل (Greetsiel): قرية صيد ساحرة تشتهر بمينائها التاريخي ومنازلها التقليدية المصنوعة من الطوب الأحمر. تعتبر غريتزيل واحدة من أجمل القرى في فريزيا الشرقية.
- متحف المستنقعات (Moormuseum): متحف يقع في قرية موورهاوسن ويعرض تاريخ وثقافة المستنقعات في فريزيا الشرقية.
- حديقة فاتن الوطنية (Wattenmeer National Park): منطقة محمية طبيعية تقع على طول ساحل بحر الشمال. تعتبر الحديقة موطنًا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات، بما في ذلك الطيور البحرية والفقمات.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد كرومهورن بشكل أساسي على السياحة والزراعة والطاقة المتجددة. تجذب المنطقة أعدادًا كبيرة من السياح كل عام، والذين يأتون للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والقراى الساحرة والأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات والرياضات المائية. تلعب الزراعة أيضًا دورًا مهمًا في اقتصاد كرومهورن، حيث تزرع المحاصيل مثل الذرة والقمح والشعير. في السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة نموًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة، وخاصة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
السكان
يبلغ عدد سكان كرومهورن حوالي 12,000 نسمة. يتكون السكان بشكل أساسي من الفريزيين الشرقيين، وهم مجموعة عرقية ألمانية لها تاريخ وثقافة ولغة فريدة. يتحدث العديد من السكان الفريزية الشرقية، وهي لغة إقليمية معترف بها من قبل الحكومة الألمانية. تتميز المنطقة بمجتمع نابض بالحياة وتقاليد ثقافية غنية، بما في ذلك المهرجانات والاحتفالات المحلية.
النقل
يمكن الوصول إلى كرومهورن بسهولة عن طريق البر والبحر. يقع أقرب مطار في مدينة إمْدن، على بعد حوالي 15 كيلومترًا من كرومهورن. تتوفر أيضًا خدمات القطارات والحافلات المنتظمة إلى كرومهورن من المدن الأخرى في المنطقة. داخل كرومهورن، تتوفر خدمات الحافلات المحلية، ويمكن أيضًا استئجار الدراجات والسيارات.
الثقافة
تتميز كرومهورن بتقاليد ثقافية غنية ومتنوعة. تلعب اللغة الفريزية الشرقية دورًا هامًا في الحياة الثقافية للمنطقة، حيث يتم التحدث بها على نطاق واسع في المنازل والمجتمعات المحلية. تقام العديد من المهرجانات والاحتفالات المحلية على مدار العام، والتي تحتفي بالتاريخ والثقافة الفريزية الشرقية. تشمل هذه المهرجانات مهرجان غريتزيل البحري، ومهرجان كرومهورن الشعبي، ومهرجان عيد الميلاد في كانتينغ. تشتهر المنطقة أيضًا بمطبخها الفريد، والذي يتميز بالأطباق البحرية والمأكولات المحلية مثل “جرونكول” (الكرنب الأخضر) و “بوكويتنهون” (الفطائر المصنوعة من دقيق الحنطة السوداء).
الإدارة
تدار كرومهورن من قبل مجلس بلدي منتخب ورئيس بلدية. يمثل المجلس البلدي مصالح السكان المحليين ويتخذ القرارات المتعلقة بالسياسات المحلية والميزانية. رئيس البلدية هو الرئيس التنفيذي للبلدية وهو مسؤول عن إدارة الشؤون اليومية. تقع كرومهورن ضمن مقاطعة أوريش، والتي تتبع ولاية سكسونيا السفلى في ألمانيا.
التعليم
يوجد في كرومهورن عدد من المدارس الابتدائية والثانوية التي تقدم التعليم للطلاب المحليين. تقع أقرب جامعة في مدينة أولدنبورغ، على بعد حوالي 50 كيلومترًا من كرومهورن. تتوفر أيضًا العديد من المؤسسات التعليمية المهنية والتقنية في المنطقة، والتي تقدم التدريب في مجموعة متنوعة من المجالات.
الرعاية الصحية
يوجد في كرومهورن عدد من الأطباء والممرضات ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين الذين يقدمون الخدمات الطبية للسكان المحليين. يقع أقرب مستشفى في مدينة إمْدن، على بعد حوالي 15 كيلومترًا من كرومهورن. تتوفر أيضًا خدمات الطوارئ الطبية والإسعاف في المنطقة.
البيئة
تلتزم كرومهورن بحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. نفذت البلدية عددًا من المبادرات البيئية، بما في ذلك برامج إعادة التدوير والحفاظ على الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة. تقع المنطقة أيضًا بالقرب من حديقة فاتن الوطنية، وهي منطقة محمية طبيعية ذات أهمية بيئية كبيرة.
خاتمة
كرومهورن هي بلدية ساحرة تقع في منطقة فريزيا الشرقية بألمانيا. تشتهر المنطقة بمناظرها الطبيعية الخلابة وقراها الساحرة وتاريخها الغني. تعتبر كرومهورن وجهة سياحية شهيرة، وتوفر مجموعة متنوعة من الأنشطة والمعالم السياحية للزوار. كما أن المنطقة هي مركز اقتصادي مهم، يعتمد على السياحة والزراعة والطاقة المتجددة. مع مجتمعها النابض بالحياة وتقاليدها الثقافية الغنية، تعد كرومهورن مكانًا رائعًا للعيش والزيارة.