<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد بشير العظمة في دمشق عام 1910، ونشأ في أسرة دمشقية عريقة. تلقى تعليمه الأولي في مدارس دمشق، ثم التحق بالجامعة السورية (جامعة دمشق حالياً) لدراسة الطب. نبغ في دراسته وتخرج طبيباً متميزاً، مما أهله لممارسة المهنة والعمل في خدمة المجتمع.
مسيرته الطبية
بعد تخرجه، عمل بشير العظمة كطبيب في عدة مستشفيات ومراكز صحية في دمشق. اكتسب سمعة طيبة كطبيب ماهر ومتفان في عمله، وكان يتميز بإنسانيته وتعاطفه مع مرضاه. لم يقتصر عمله على معالجة المرضى، بل كان يسعى أيضاً إلى نشر الوعي الصحي وتثقيف الناس حول أهمية الوقاية من الأمراض.
دخوله المعترك السياسي
لم يقتصر اهتمام بشير العظمة على المجال الطبي، بل كان لديه اهتمام بالشأن العام والقضايا السياسية. في فترة الخمسينيات والستينيات، انخرط في العمل السياسي، وانضم إلى بعض الأحزاب والحركات الوطنية التي كانت تسعى إلى تحقيق الاستقلال والوحدة العربية. كان يؤمن بأهمية التغيير والإصلاح السياسي، وكان يسعى إلى المساهمة في بناء دولة سورية حديثة ومزدهرة.
رئاسة الوزراء
في 16 أبريل 1962، تم تكليف بشير العظمة بتشكيل حكومة جديدة في سوريا، وذلك في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة. كانت سوريا تعاني من حالة من عدم الاستقرار السياسي، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وتزايد التوترات الإقليمية. تولى العظمة مهمة رئاسة الوزراء في محاولة لإعادة الاستقرار إلى البلاد وتحقيق بعض الإصلاحات الضرورية.
واجهت حكومة بشير العظمة تحديات كبيرة خلال فترة حكمها القصيرة. من بين هذه التحديات:
- الأزمات الاقتصادية: كانت سوريا تعاني من نقص في الموارد وتدهور في الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتدهور مستوى معيشة المواطنين.
- الانقسامات السياسية: كانت هناك انقسامات حادة بين مختلف القوى السياسية في سوريا، مما جعل من الصعب تحقيق توافق وطني حول القضايا الرئيسية.
- التوترات الإقليمية: كانت سوريا محاطة بالعديد من الدول التي كانت تعاني من صراعات ونزاعات، مما أثر على الأمن والاستقرار في سوريا.
حاول بشير العظمة وحكومته مواجهة هذه التحديات من خلال اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير، مثل:
- تحسين العلاقات مع الدول العربية: سعى العظمة إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية الأخرى، وخاصة مصر والعراق، وذلك بهدف تحقيق الوحدة العربية والتصدي للتحديات المشتركة.
- إجراء إصلاحات اقتصادية: حاولت حكومة العظمة إجراء بعض الإصلاحات الاقتصادية، مثل تشجيع الاستثمار الخاص وتحسين إدارة الموارد، وذلك بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة.
- الحفاظ على الأمن والاستقرار: عملت حكومة العظمة على الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، وذلك من خلال تعزيز قوات الأمن ومكافحة الجريمة والإرهاب.
على الرغم من جهود حكومة بشير العظمة، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق الاستقرار الكامل والتغلب على جميع التحديات التي واجهتها. في 14 سبتمبر 1962، تم إسقاط حكومة العظمة في انقلاب عسكري، وذلك بعد فترة حكم استمرت حوالي خمسة أشهر.
ما بعد رئاسة الوزراء
بعد الإطاحة بحكومته، ابتعد بشير العظمة عن العمل السياسي المباشر، وعاد إلى ممارسة مهنة الطب. استمر في العمل كطبيب في دمشق، وكان يتمتع بسمعة طيبة ومحبة الناس. ظل مهتماً بالشأن العام والقضايا السياسية، وكان يحرص على متابعة الأحداث والتعبير عن آرائه ومواقفه.
وفاته
توفي بشير العظمة في دمشق عام 1992، عن عمر يناهز 82 عاماً. ترك وراءه إرثاً من العمل الطبي والسياسي، ومسيرة حافلة بالإنجازات والتحديات. يعتبره الكثيرون شخصية وطنية بارزة، ساهمت في خدمة سوريا وشعبها.
إرثه
يمكن تلخيص إرث بشير العظمة في النقاط التالية:
- الإسهام في المجال الطبي: قدم بشير العظمة إسهامات كبيرة في المجال الطبي، من خلال عمله كطبيب مخلص ومتفان في خدمة مرضاه.
- السعي إلى تحقيق الاستقرار السياسي: سعى العظمة إلى تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا، وذلك من خلال توليه منصب رئيس الوزراء ومحاولته تحقيق التوافق الوطني والإصلاح السياسي.
- الدفاع عن الوحدة العربية: كان العظمة يؤمن بأهمية الوحدة العربية، وكان يسعى إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية الأخرى لتحقيق هذه الوحدة.
- النزاهة والأخلاق: تميز بشير العظمة بالنزاهة والأخلاق الحميدة، وكان يحظى باحترام وتقدير الجميع.
خاتمة
بشير العظمة شخصية سورية بارزة، جمعت بين العمل الطبي والسياسي. تقلد منصب رئيس الوزراء في فترة حرجة، وسعى جاهداً لتحقيق الاستقرار والإصلاح. على الرغم من التحديات التي واجهته، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ سوريا، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الوطن.