حياته المبكرة ونشأته
ولد جون براين في كيتيرينج، نورثهامبتونشاير. لم تتوفر معلومات تفصيلية عن طفولته المبكرة، ولكن من المعروف أنه نشأ في بيئة دينية، مما ساهم في تكوينه الروحي والفكري. يُعتقد أن عائلته كانت من المعمدانيين، وهو ما يفسر انخراطه المبكر في هذا التيار الديني.
دعي براين إلى الخدمة في سن مبكرة. بدأت موهبته في الوعظ تظهر بوضوح، وسرعان ما أصبح شخصية بارزة في مجتمعه الديني. كانت قدرته على التعبير عن المفاهيم اللاهوتية المعقدة بوضوح وبلاغة تجذب إليه الكثيرين.
مسيرته المهنية
في عام 1730، أصبح براين قسًا لكنيسة المعمدانيين في كورييز هول، لندن. كانت هذه الكنيسة ذات تأثير كبير في المجتمع المعمداني، وقد شكلت قيادته لها علامة فارقة في مسيرته المهنية. استمر في خدمة هذه الكنيسة لمدة 35 عامًا، حتى وفاته في عام 1765.
خلال فترة خدمته الطويلة، أظهر براين التزامًا قويًا بتعاليم الكتاب المقدس. كان يعتقد أن الكتاب المقدس هو السلطة النهائية في كل الأمور المتعلقة بالإيمان والسلوك. كان يركز في عظاته على أهمية النعمة الإلهية والخلاص بالإيمان بيسوع المسيح.
تميزت فترة قيادة براين للكنيسة بالنمو الروحي والعددي. كان يولي اهتمامًا خاصًا بتعليم المؤمنين، وبتشجيعهم على النمو في معرفة الكتاب المقدس. كان أيضًا مهتمًا بالخدمة الاجتماعية، وبتلبية احتياجات الفقراء والمحتاجين في المجتمع.
مؤلفاته
ترك جون براين وراءه مجموعة كبيرة من الكتابات اللاهوتية. تميزت كتاباته بالعمق والدقة والوضوح. كانت تهدف إلى شرح تعاليم الكتاب المقدس بطريقة سهلة الفهم، وإلى الدفاع عن الإيمان المسيحي ضد الاعتراضات المختلفة. من بين أبرز مؤلفاته:
- “دفاع عن عقيدة الضرورة” (A Defence of the Doctrine of Necessity): يعتبر هذا الكتاب من أهم أعمال براين. يدافع فيه عن عقيدة القضاء والقدر، ويشرح كيف تتفق هذه العقيدة مع حرية الإنسان ومسؤوليته.
- “مقالات في مواضيع متنوعة” (Essays on Various Subjects): يتناول هذا الكتاب مجموعة متنوعة من الموضوعات اللاهوتية، مثل طبيعة الله، والخلاص، والكنيسة، والحياة الأبدية.
- “عظات في مناسبات مختلفة” (Sermons on Various Occasions): يضم هذا الكتاب مجموعة من العظات التي ألقاها براين في مناسبات مختلفة. تعكس هذه العظات عمق فهمه للكتاب المقدس وقدرته على تطبيقه على حياة الناس.
- “رسائل إلى أصدقاء” (Letters to Friends): تحتوي هذه الرسائل على رؤى قيمة حول حياة براين وإيمانه. تعكس هذه الرسائل أيضًا اهتمامه بأصدقائه ورغبته في مساعدتهم على النمو في الإيمان.
تُرجمت بعض مؤلفات براين إلى لغات أخرى، ولا تزال تُقرأ حتى اليوم. تعتبر كتاباته مصدر إلهام للكثيرين، وتساعدهم على فهم تعاليم الكتاب المقدس بشكل أعمق.
لاهوته
كان جون براين كالفينيًا متميزًا. آمن بسيادة الله المطلقة في كل الأمور، بما في ذلك الخلاص. كان يعتقد أن الله قد اختار البعض للخلاص قبل تأسيس العالم، وأن هذا الاختيار مبني على نعمته ورحمته، وليس على أي شيء في الإنسان.
كان براين أيضًا مؤمنًا بقيمة النعمة الإلهية. كان يعتقد أن الخلاص هو عطية مجانية من الله، وأن الإنسان لا يستطيع أن يكسبه بأعماله الصالحة. كان يؤكد على أهمية الإيمان بيسوع المسيح كوسيلة وحيدة للخلاص.
بالإضافة إلى ذلك، كان براين مهتمًا بالكنيسة. كان يعتقد أن الكنيسة هي جماعة المؤمنين، وأنها يجب أن تكون مبنية على تعاليم الكتاب المقدس. كان يؤكد على أهمية الوحدة والمحبة بين المؤمنين، وعلى أهمية الخدمة المتبادلة.
تأثيره وإرثه
كان جون براين شخصية مؤثرة في عصره. لعب دورًا مهمًا في تشكيل الفكر المعمداني في القرن الثامن عشر. ألهمت كتاباته وعظاته الكثيرين، وساعدتهم على النمو في الإيمان. لا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم.
يعتبر براين من بين أبرز اللاهوتيين المعمدانيين في التاريخ. تتميز كتاباته بالعمق والدقة والوضوح. كانت تهدف إلى شرح تعاليم الكتاب المقدس بطريقة سهلة الفهم، وإلى الدفاع عن الإيمان المسيحي ضد الاعتراضات المختلفة.
لا يزال الكثيرون يقدرون مساهمات جون براين في اللاهوت المعمداني. تعتبر كتاباته مصدر إلهام للكثيرين، وتساعدهم على فهم تعاليم الكتاب المقدس بشكل أعمق. يعتبره البعض مثالًا للقس الأمين واللاهوتي المخلص.
خاتمة
كان جون براين قسًا وكاتبًا لاهوتيًا إنجليزيًا معمدانيًا متميزًا. اشتهر بخدمته الطويلة في كنيسة كورييز هول، لندن، وبمؤلفاته اللاهوتية الغزيرة. كان كالفينيًا مخلصًا، وآمن بسيادة الله المطلقة في كل الأمور. ترك بصمة واضحة على الفكر المعمداني، ولا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم. يعتبره الكثيرون من بين أبرز اللاهوتيين المعمدانيين في التاريخ.