مقدمة
لواء كامينسكي، المعروف أيضًا باسم لواء العاصفة Waffen-Sturm-Brigade RONA، كان تشكيلًا تعاونيًا خلال الحرب العالمية الثانية، يتألف بشكل أساسي من مواطنين روس من منطقة لوكات ذاتية الحكم. تأسس هذا اللواء في البداية كوحدة لمكافحة الحزبية، ثم تطور ليصبح قوة عسكرية أكبر تحت قيادة كونستانتين فوسكوبويينيك ثم برونيسلاف كامينسكي. ارتبط اللواء بالجيش الألماني، وشارك في عمليات مختلفة على الجبهة الشرقية، قبل أن يتم حله لاحقًا في عام 1944.
التأسيس والتكوين
تعود جذور لواء كامينسكي إلى منطقة لوكات ذاتية الحكم، وهي منطقة صغيرة في غرب روسيا كانت تحت السيطرة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. في هذه المنطقة، سعى السكان المحليون إلى إقامة إدارة ذاتية تحت الحماية الألمانية. قاد كونستانتين فوسكوبويينيك هذه الحركة، وشكل وحدة مسلحة لمكافحة الحزبية، أي المقاومة السوفيتية. بعد وفاة فوسكوبويينيك في عام 1942، تولى برونيسلاف كامينسكي القيادة، وقام بتوسيع الوحدة لتشمل المزيد من المتطوعين، بمن فيهم أسرى الحرب السوفييت السابقون والسكان المحليون المناهضون للشيوعية.
تميزت هذه الوحدة في بدايتها بالتنظيم البدائي والاعتماد على الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من الجيش الأحمر. ومع ذلك، مع مرور الوقت، تلقت الوحدة دعمًا من الألمان، بما في ذلك الأسلحة والذخيرة والتدريب. أدى هذا الدعم إلى تحسين فعاليتها القتالية وجعلها قوة يعتد بها في المنطقة.
العمليات والأنشطة
شارك لواء كامينسكي في مجموعة متنوعة من العمليات على الجبهة الشرقية. في البداية، كانت مهام اللواء تتركز على مكافحة الحزبية وحماية خطوط الإمداد الألمانية. ومع ذلك، توسعت مهام اللواء لاحقًا لتشمل عمليات هجومية ضد القوات السوفيتية.
- مكافحة الحزبية: كانت هذه المهمة الرئيسية للواء في المراحل الأولى من وجوده. قام اللواء بدوريات في المناطق التي يسيطر عليها، وشن غارات على معسكرات المقاومة، واعتقل أو قتل المتعاونين المزعومين مع المقاومة.
- حماية خطوط الإمداد: قام اللواء بحراسة خطوط السكك الحديدية والطرق التي كانت تستخدم لنقل الإمدادات الألمانية إلى الجبهة. هذا ساعد في الحفاظ على تدفق الإمدادات وتقليل الهجمات من قبل المقاومة.
- العمليات الهجومية: شارك اللواء في عدة عمليات هجومية ضد القوات السوفيتية، بما في ذلك معركة كورسك في عام 1943. خلال هذه العمليات، أظهر اللواء قتالية عالية، ولكنه عانى أيضًا من خسائر فادحة.
جرائم الحرب والفظائع
تورط لواء كامينسكي في العديد من جرائم الحرب والفظائع خلال فترة وجوده. ارتكب أفراد اللواء أعمال قتل وتعذيب واغتصاب ونهب ضد المدنيين، وخاصة في المناطق التي كانت تعتبر معاقل للمقاومة. كانت هذه الأعمال مدفوعة في كثير من الأحيان بالكراهية الأيديولوجية والرغبة في الانتقام من أولئك الذين يعتقدون أنهم متعاونون مع السوفيات.
تشمل بعض أبرز الفظائع التي ارتكبها لواء كامينسكي ما يلي:
- مذبحة براسوركا: في عام 1942، قام أفراد اللواء بقتل أكثر من 2000 مدني في قرية براسوركا في بيلاروسيا. كان الضحايا من اليهود والغجر وغيرهم من الأشخاص الذين اعتبرهم اللواء “أعداء الشعب”.
- قمع انتفاضة وارسو: في عام 1944، شارك اللواء في قمع انتفاضة وارسو، وهي محاولة من قبل المقاومة البولندية لتحرير وارسو من الاحتلال الألماني. خلال هذه العملية، ارتكب أفراد اللواء فظائع واسعة النطاق ضد المدنيين البولنديين، بما في ذلك القتل والاغتصاب والنهب.
أدت هذه الأعمال الوحشية إلى تلطيخ سمعة اللواء وتسببت في استياء واسع النطاق داخل صفوف الجيش الألماني. حتى أن بعض الضباط الألمان طالبوا بحل اللواء ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
النهاية والحل
بسبب الفظائع التي ارتكبها، بالإضافة إلى عدم الانضباط العام، قرر الألمان حل لواء كامينسكي في عام 1944. تم إلقاء اللوم على كامينسكي نفسه في هذه الفظائع وأمر بإعدامه. ومع ذلك، هناك جدل حول ما إذا كان هذا الإعدام قد تم بالفعل أم لا.
تم نقل بقايا اللواء إلى وحدات أخرى، وتم دمج معظمهم في جيش التحرير الروسي (ROA) بقيادة الجنرال أندريه فلاسوف. استمرت هذه الوحدات في القتال إلى جانب الألمان حتى نهاية الحرب.
الإرث والذاكرة
لا يزال لواء كامينسكي يمثل رمزًا للخيانة والتعاون مع العدو في روسيا وبيلاروسيا وبولندا. تُعتبر جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبها اللواء جزءًا مظلمًا من تاريخ الحرب العالمية الثانية، وهي بمثابة تذكير بمخاطر التطرف الأيديولوجي والعنف العرقي.
في السنوات الأخيرة، كانت هناك محاولات من قبل بعض الجماعات اليمينية المتطرفة لتبييض صورة لواء كامينسكي وتصويره على أنه قوة مناهضة للشيوعية. ومع ذلك، فإن هذه المحاولات قوبلت بإدانة واسعة النطاق من قبل المؤرخين والجمهور.
من المهم أن نتذكر تاريخ لواء كامينسكي بكل تفاصيله، بما في ذلك جرائمه وفظائعه. هذا يساعد على منع تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية في المستقبل.
خاتمة
كان لواء كامينسكي تشكيلًا تعاونيًا مثيرًا للجدل خلال الحرب العالمية الثانية، يتألف من مواطنين روس تعاونوا مع الألمان. شارك اللواء في عمليات عسكرية مختلفة، ولكنه تورط أيضًا في جرائم حرب وفظائع واسعة النطاق ضد المدنيين. أدى ذلك في النهاية إلى حل اللواء وإعدام قائده. يبقى لواء كامينسكي رمزًا للخيانة وجرائم الحرب، ويجب تذكره كتحذير من مخاطر التطرف والعنف.