مقدمة
التنبيه الصوتي الإلكتروني (Electronic Voice Alert – EVA) هو نظام تنبيه صوتي كان متاحًا كخيار في العديد من سيارات كرايسلر المبنية على منصة K-car في منتصف الثمانينيات. كان الهدف من هذا النظام هو تنبيه السائق إلى مجموعة متنوعة من المشاكل المحتملة في السيارة، مثل ترك المفاتيح في الإشعال، أو عدم ربط حزام الأمان، أو انخفاض مستوى الوقود. كان النظام يعتبر مبتكرًا في ذلك الوقت، لكنه لم يحقق شعبية واسعة النطاق بسبب طبيعته المزعجة في بعض الأحيان وموثوقيته المحدودة.
آلية عمل التنبيه الصوتي الإلكتروني
يعتمد نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني على وحدة تحكم إلكترونية صغيرة مبرمجة لتشغيل مجموعة من الرسائل الصوتية المسجلة مسبقًا. تتلقى هذه الوحدة إشارات من مجموعة متنوعة من المستشعرات الموجودة في جميع أنحاء السيارة، مثل مستشعر حزام الأمان، ومستشعر مستوى الوقود، ومستشعر المفاتيح في الإشعال. عندما يكتشف أحد هذه المستشعرات حالة تتطلب تنبيهًا، ترسل الوحدة إشارة إلى مكبر صوت صغير موجود عادةً أسفل لوحة القيادة. يقوم مكبر الصوت بتشغيل الرسالة الصوتية المناسبة.
الرسائل الصوتية: كانت الرسائل الصوتية المستخدمة في نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني عبارة عن عبارات بسيطة ومباشرة تهدف إلى لفت انتباه السائق إلى المشكلة. على سبيل المثال، إذا ترك السائق المفاتيح في الإشعال بعد إطفاء المحرك، فسيقوم النظام بتشغيل رسالة تقول: “مفاتيح في الإشعال” (Keys are in the ignition). وبالمثل، إذا لم يقم السائق بربط حزام الأمان، فسيقوم النظام بتشغيل رسالة تقول: “أحكم ربط حزام الأمان” (Please fasten your seatbelts).
أمثلة على الرسائل الصوتية الأخرى:
- “مستوى الوقود منخفض” (A low level of fuel)
- “باب مفتوح” (A door is ajar)
- “تحقق من المصابيح الأمامية” (Check your headlights)
المركبات التي استخدمت نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني
تم تقديم نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني في الأصل في بعض سيارات كرايسلر ودودج في عام 1983. وشملت هذه السيارات:
- كرايسلر ليزر (Chrysler Laser)
- دودج دايتونا (Dodge Daytona)
- كرايسلر إي كلاس (Chrysler E-Class)
- دودج 600 (Dodge 600)
- كرايسلر لوبارون (Chrysler LeBaron)
تم تقديم النظام لاحقًا في مجموعة واسعة من سيارات كرايسلر الأخرى المبنية على منصة K-car، بما في ذلك:
- كرايسلر نيويوركر (Chrysler New Yorker)
- دودج أريس (Dodge Aries)
- بليموث ريلاينت (Plymouth Reliant)
عيوب ومشاكل التنبيه الصوتي الإلكتروني
على الرغم من أن نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني كان يعتبر مبتكرًا في ذلك الوقت، إلا أنه عانى من بعض العيوب والمشاكل التي ساهمت في عدم شعبيته الواسعة النطاق. تشمل هذه العيوب والمشاكل:
الإزعاج: كان العديد من السائقين يجدون الرسائل الصوتية مزعجة للغاية، خاصةً إذا كانت تتكرر باستمرار. على سبيل المثال، إذا كان مستوى الوقود منخفضًا باستمرار، فسيستمر النظام في تشغيل رسالة “مستوى الوقود منخفض” بشكل متكرر، مما قد يكون مزعجًا للغاية.
الموثوقية: لم يكن نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني موثوقًا به دائمًا. في بعض الحالات، قد يتعطل النظام ويتوقف عن العمل تمامًا. في حالات أخرى، قد يقوم النظام بتشغيل رسائل خاطئة أو غير دقيقة.
الصيانة: قد يكون إصلاح نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني مكلفًا وصعبًا. غالبًا ما كان من الضروري استبدال وحدة التحكم الإلكترونية بالكامل إذا كانت هناك مشكلة في النظام.
التقدم التكنولوجي: مع مرور الوقت، أصبحت أنظمة التنبيه الصوتي الإلكترونية قديمة وغير ضرورية. ظهرت تقنيات جديدة وأكثر تطوراً، مثل شاشات العرض الرقمية ولوحات العدادات الذكية، التي يمكنها عرض معلومات السيارة بشكل أكثر وضوحًا وإيجازًا.
التأثير على ثقافة السيارات
على الرغم من عيوبه ومشاكله، لعب نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني دورًا صغيرًا ولكنه ملحوظ في ثقافة السيارات في الثمانينيات. أصبح النظام مرادفًا لسيارات كرايسلر المبنية على منصة K-car، وغالبًا ما يتم تذكره بحنين من قبل عشاق السيارات الكلاسيكية. حتى أن بعض الأشخاص قاموا بتعديل سياراتهم الحديثة لتشمل أصوات تنبيهات مشابهة كتذكير بالماضي.
كرايسلر ودودج
ترتبط هذه التكنولوجيا ارتباطًا وثيقًا بعلامتي كرايسلر ودودج، حيث كانت السيارات التابعة لهما هي الأكثر استخدامًا لهذا النظام في ذلك الوقت. كان الهدف هو توفير تجربة قيادة أكثر أمانًا وراحة للسائق، من خلال تنبيهه إلى المشاكل المحتملة في السيارة. ومع ذلك، كما ذكرنا سابقًا، لم يتم تحقيق النجاح المتوقع بسبب بعض العيوب والمشاكل التي واجهت النظام.
التطورات اللاحقة
مع تطور التكنولوجيا، تم استبدال نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني بأنظمة أكثر تطوراً وفعالية. أصبحت شاشات العرض الرقمية ولوحات العدادات الذكية هي المعيار في معظم السيارات الحديثة. هذه الأنظمة قادرة على عرض معلومات السيارة بشكل أكثر وضوحًا وإيجازًا، بالإضافة إلى توفير مجموعة متنوعة من الميزات الأخرى، مثل نظام الملاحة والترفيه.
بدائل حديثة
توجد اليوم العديد من البدائل الحديثة لنظام التنبيه الصوتي الإلكتروني. تشمل هذه البدائل:
- شاشات العرض الرقمية: تعرض هذه الشاشات معلومات السيارة بشكل مرئي وواضح.
- لوحات العدادات الذكية: توفر هذه اللوحات معلومات أكثر تفصيلاً حول حالة السيارة.
- أنظمة التنبيه المتقدمة: تستخدم هذه الأنظمة مجموعة متنوعة من المستشعرات والخوارزميات لاكتشاف المشاكل المحتملة في السيارة وتنبيه السائق.
- تطبيقات الهاتف الذكي: يمكن لبعض تطبيقات الهاتف الذكي الاتصال بسيارتك وعرض معلومات حول حالتها وتنبيهك إلى أي مشاكل محتملة.
خاتمة
كان نظام التنبيه الصوتي الإلكتروني (Electronic Voice Alert) نظامًا مبتكرًا في وقته، لكنه لم يحقق شعبية واسعة النطاق بسبب طبيعته المزعجة في بعض الأحيان وموثوقيته المحدودة. ومع ذلك، فقد لعب دورًا صغيرًا ولكنه ملحوظ في ثقافة السيارات في الثمانينيات، وغالبًا ما يتم تذكره بحنين من قبل عشاق السيارات الكلاسيكية. مع تطور التكنولوجيا، تم استبدال هذا النظام بأنظمة أكثر تطوراً وفعالية توفر معلومات أكثر دقة وراحة للسائق.