نشأته وتعليمه
ولد لورانس مونرو كلاوبر في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، ونشأ في بيئة شجعته على استكشاف الطبيعة والاهتمام بالعلوم. تلقى تعليمه في المدارس المحلية، ثم التحق بجامعة ستانفورد، حيث درس الهندسة الكهربائية. على الرغم من تخصصه في الهندسة، لم يتخل كلاوبر عن شغفه بعلم الحيوان، وقضى الكثير من وقته في دراسة الزواحف والبرمائيات.
حياته المهنية
بعد تخرجه من جامعة ستانفورد، انضم كلاوبر إلى شركة سان دييغو للغاز والكهرباء، حيث أمضى معظم حياته المهنية. تدرج في المناصب داخل الشركة حتى وصل إلى منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي. على الرغم من مسؤولياته الكبيرة في الشركة، لم يتوقف كلاوبر عن أبحاثه في علم الزواحف، واستمر في جمع العينات ودراستها في أوقات فراغه. كان معروفًا بقدرته الفائقة على التوفيق بين حياته المهنية ومتطلبات البحث العلمي.
إسهاماته في علم الزواحف
تعتبر إسهامات لورانس مونرو كلاوبر في علم الزواحف هائلة ومتنوعة، وقد ترك بصمة لا تُمحى في هذا المجال. ركزت أبحاثه بشكل خاص على الأفاعي الجرسية، حيث قام بدراسة تفصيلية لتصنيفها وتوزيعها الجغرافي وسلوكها وسمومها. نشر كلاوبر العديد من المقالات العلمية والكتب التي تعتبر مراجع أساسية للباحثين والمهتمين بعلم الأفاعي.
من أبرز إسهاماته:
- كتاب “الأفاعي الجرسية: دراسات حول تطور الأنواع الفرعية، وتوزيعها الجغرافي، وعلم وظائف الأعضاء”: يعتبر هذا الكتاب تحفة فنية في علم الزواحف، وهو عبارة عن دراسة شاملة ومفصلة للأفاعي الجرسية. نُشر الكتاب في الأصل في عام 1956، وتمت مراجعته وتحديثه عدة مرات، ولا يزال يعتبر المرجع الأساسي في هذا المجال.
- تصنيف الأفاعي الجرسية: قام كلاوبر بمراجعة شاملة لتصنيف الأفاعي الجرسية، وقدم تصنيفات جديدة تعتمد على دراسات تفصيلية للشكل الخارجي والتركيب الداخلي لهذه الأفاعي.
- دراسة سموم الأفاعي الجرسية: أجرى كلاوبر أبحاثًا مكثفة على سموم الأفاعي الجرسية، وقام بتحليل تركيبها الكيميائي وتأثيراتها الفيزيولوجية. ساهمت هذه الأبحاث في تطوير مضادات السموم المستخدمة لعلاج ضحايا لدغات الأفاعي.
- جمع العينات: قام كلاوبر بجمع آلاف العينات من الزواحف والبرمائيات من مختلف أنحاء العالم، وأضافها إلى مجموعته الخاصة، التي تعتبر الآن واحدة من أكبر المجموعات الخاصة في العالم. تبرع كلاوبر بمجموعته هذه لمتحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو، حيث لا تزال تُستخدم في الأبحاث والدراسات العلمية.
متحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو
كان لورانس مونرو كلاوبر شخصية بارزة في متحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو، حيث شغل منصب أمين الزواحف والبرمائيات لسنوات عديدة. ساهم كلاوبر بشكل كبير في تطوير قسم الزواحف والبرمائيات في المتحف، وقام بتوسيع مجموعته وإثرائها بالعديد من العينات النادرة والقيمة. كما قام بتدريب العديد من الطلاب والباحثين الذين أصبحوا فيما بعد علماء بارزين في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، تبرع كلاوبر بمكتبته الخاصة ومجموعته الكبيرة من الكتب والمقالات العلمية للمتحف، مما ساهم في تعزيز مكانته كمركز بحثي رائد في علم الزواحف.
جوائز وتكريمات
تقديرًا لإسهاماته الهائلة في علم الزواحف، حصل لورانس مونرو كلاوبر على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- ميدالية جمعية علماء الزواحف والبرمائيات: تعتبر هذه الميدالية أرفع جائزة تمنحها الجمعية، وقد مُنحت لكلاوبر تقديرًا لإسهاماته المتميزة في علم الزواحف والبرمائيات.
- عضوية فخرية في العديد من الجمعيات العلمية: تم انتخاب كلاوبر كعضو فخري في العديد من الجمعيات العلمية المرموقة، تقديرًا لمكانته المتميزة في المجتمع العلمي.
- تكريم من جامعة سان دييغو: حصل كلاوبر على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة سان دييغو، تقديرًا لإسهاماته في خدمة المجتمع المحلي ودعمه للتعليم والبحث العلمي.
إرثه
لا يزال إرث لورانس مونرو كلاوبر حيًا حتى اليوم، ولا تزال أعماله تُستخدم وتُستشهد بها على نطاق واسع في الأبحاث والدراسات العلمية. يعتبر كلاوبر مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بعلم الأفاعي، وخاصةً الأفاعي الجرسية. كما يُذكر كلاوبر كشخصية بارزة في المجتمع المحلي في سان دييغو، حيث ساهم في تطوير المدينة ودعم المؤسسات العلمية والثقافية فيها.
خاتمة
كان لورانس مونرو كلاوبر عالم زواحف بارزًا ورائدًا في دراسة الأفاعي الجرسية. بفضل تفانيه وعمله الدؤوب، ترك كلاوبر بصمة لا تُمحى في علم الزواحف، ولا تزال أعماله تلهم الأجيال القادمة من العلماء والباحثين. بالإضافة إلى ذلك، كان كلاوبر شخصية بارزة في المجتمع المحلي في سان دييغو، حيث ساهم في تطوير المدينة ودعم المؤسسات العلمية والثقافية فيها.