حياته وتعليمه
ولد غاري شوارتز في الولايات المتحدة، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة هارفارد. قبل انضمامه إلى جامعة أريزونا، عمل كأستاذ في جامعة ييل، حيث أجرى أبحاثًا حول مجموعة متنوعة من الموضوعات في علم النفس، بما في ذلك الصحة النفسية، والطب السلوكي، وعلم النفس التجريبي. انتقل شوارتز لاحقًا إلى جامعة أريزونا لمتابعة اهتمامه المتزايد بالظواهر النفسية والروحانية.
أبحاثه في مجال التواصل بعد الموت
يركز عمل غاري شوارتز بشكل أساسي على استكشاف إمكانية التواصل مع الأموات من خلال وسطاء نفسيين. وقد قام بتصميم سلسلة من التجارب التي تهدف إلى تقييم دقة المعلومات التي يقدمها الوسطاء النفسيون حول الأفراد المتوفين. تتضمن هذه التجارب عادةً مقارنة المعلومات التي يقدمها الوسطاء النفسيون بمعلومات حول المتوفى تم جمعها من مصادر مستقلة، مثل أفراد العائلة والأصدقاء. يزعم شوارتز أن نتائج هذه التجارب تدعم فرضية أن الوسطاء النفسيين يمكنهم بالفعل الوصول إلى معلومات حول المتوفى، وأن هذا يشير إلى وجود شكل من أشكال الوعي المستمر بعد الموت.
من أبرز التجارب التي أجراها شوارتز سلسلة من التجارب شملت وسيطين نفسيين مشهورين، هما سوزان نورثروب وجون إدوارد. في هذه التجارب، طُلب من الوسطاء النفسيين تقديم معلومات حول أفراد متوفين لم يلتقوا بهم من قبل. تم تقييم دقة المعلومات التي قدمها الوسطاء النفسيون من قبل لجنة من المحكمين المستقلين. وفقًا لشوارتز، أظهرت نتائج هذه التجارب أن الوسطاء النفسيين كانوا قادرين على تقديم معلومات دقيقة حول المتوفى بمعدل أعلى بكثير من الصدفة، مما يشير إلى أنهم كانوا بالفعل يتواصلون مع الأموات.
انتقادات لأبحاثه
أثارت أبحاث غاري شوارتز في مجال التواصل بعد الموت انتقادات واسعة النطاق من قبل العديد من العلماء والباحثين. يجادل النقاد بأن تجارب شوارتز تفتقر إلى الضوابط المنهجية الصارمة اللازمة لإجراء بحث علمي موثوق به. على وجه الخصوص، يشير النقاد إلى أن تجارب شوارتز غالبًا ما تعتمد على تفسيرات ذاتية للمعلومات التي يقدمها الوسطاء النفسيون، وأنها لا تستبعد بشكل كاف احتمال وجود تفسيرات بديلة، مثل القراءة الباردة أو الاحتيال.
بالإضافة إلى ذلك، يجادل النقاد بأن تجارب شوارتز غالبًا ما تعاني من مشكلة “التحقق بأثر رجعي”، حيث يتم تفسير المعلومات التي يقدمها الوسطاء النفسيون على أنها دقيقة حتى لو كانت غامضة أو عامة. على سبيل المثال، إذا قدم وسيط نفسي بيانًا عامًا مثل “أرى شخصًا متوفى كان يعاني من مشاكل في التنفس”، فقد يتم تفسير ذلك على أنه دقيق إذا كان المتوفى قد عانى من الربو أو التهاب رئوي. يجادل النقاد بأن هذه الأنواع من التفسيرات بأثر رجعي تجعل من الصعب تحديد ما إذا كان الوسطاء النفسيون يقدمون بالفعل معلومات دقيقة حول المتوفى، أو ما إذا كانوا ببساطة يقدمون تخمينات مدروسة.
علاوة على ذلك، يرى بعض النقاد أن شوارتز لديه تحيز تأكيدي، مما يعني أنه يميل إلى التركيز على الأدلة التي تدعم معتقداته الحالية ويتجاهل الأدلة التي تتعارض معها. يزعم النقاد أن هذا التحيز التأكيدي قد أثر على تصميم وتفسير تجارب شوارتز، وأنه قد أدى به إلى المبالغة في تقدير أهمية النتائج التي حصل عليها.
دفاع شوارتز عن أبحاثه
يدافع غاري شوارتز عن أبحاثه بقوة، ويجادل بأن الانتقادات الموجهة إليه غير عادلة وغير دقيقة. يزعم شوارتز أنه قام بتصميم تجاربه بعناية لتقليل احتمال وجود تفسيرات بديلة، وأنه قام بتضمين ضوابط منهجية صارمة للتأكد من أن النتائج التي حصل عليها موثوقة. على وجه الخصوص، يشير شوارتز إلى أنه قام بتضمين لجان من المحكمين المستقلين لتقييم دقة المعلومات التي يقدمها الوسطاء النفسيون، وأنه قام بتحليل البيانات التي تم جمعها من تجاربه باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة.
بالإضافة إلى ذلك، يجادل شوارتز بأن الانتقادات الموجهة إلى أبحاثه غالبًا ما تستند إلى سوء فهم لطبيعة الظواهر النفسية والروحانية. يزعم شوارتز أن هذه الظواهر معقدة ومتعددة الأوجه، وأنه لا يمكن فهمها بشكل كامل باستخدام الأساليب العلمية التقليدية. يجادل شوارتز بأنه من الضروري تطوير أساليب بحث جديدة ومبتكرة لدراسة هذه الظواهر، وأنه يجب أن نكون منفتحين على إمكانية وجود أشكال من الوعي والواقع تتجاوز فهمنا الحالي.
يؤكد شوارتز أيضًا أن أبحاثه لها آثار مهمة على فهمنا للوعي والموت والحياة الآخرة. يزعم شوارتز أن نتائج أبحاثه تشير إلى أن الوعي قد يستمر بعد الموت، وأن التواصل مع الأموات ممكن. يجادل شوارتز بأن هذه النتائج يمكن أن توفر الراحة والأمل للأشخاص الذين فقدوا أحباءهم، وأنها يمكن أن تساعدنا على فهم أفضل لطبيعة الوجود البشري.
مؤلفاته
ألف غاري شوارتز العديد من الكتب حول مواضيع علم النفس، والروحانية، والتواصل بعد الموت. من بين أبرز مؤلفاته:
- The Afterlife Experiments: Breakthrough Evidence of Life After Death (2002)
- The Truth About Medium: Extraordinary Experiments with the Real Allison DuBois (2005)
- An Hour to Live, An Hour to Love: The True Story of the Best Hour of Our Lives (2011)
- Super Synchronicity: Harnessing the Power of Coincidence to Create Your Best Life (2014)
تعكس هذه الكتب اهتمامات شوارتز المتنوعة ورغبته في استكشاف الإمكانات غير المستكشفة للعقل البشري والكون. غالبًا ما تجمع كتبه بين الأبحاث العلمية والحكايات الشخصية، مما يجعلها في متناول القراء المهتمين بمجموعة واسعة من الخلفيات.
تأثيره وإرثه
على الرغم من الجدل المحيط بأبحاثه، فقد كان لغاري شوارتز تأثير كبير على مجال علم النفس الباراسيكولوجي والروحانية. لقد ألهمت أبحاثه العديد من الأشخاص لاستكشاف الظواهر النفسية والروحانية، وقد ساهم في زيادة الوعي العام بإمكانية التواصل بعد الموت. سواء اتفق المرء مع استنتاجاته أم لا، لا يمكن إنكار أن غاري شوارتز شخصية مؤثرة ومثيرة للجدل في عالم علم النفس.
خاتمة
غاري شوارتز هو عالم نفس مثير للجدل يشتهر بعمله في مجال تجارب التواصل بعد الموت. على الرغم من أن أبحاثه أثارت انتقادات واسعة النطاق، إلا أنه يظل شخصية مؤثرة في مجال علم النفس الباراسيكولوجي والروحانية. سواء اتفق المرء مع استنتاجاته أم لا، لا يمكن إنكار أن غاري شوارتز قد ساهم في زيادة الوعي العام بإمكانية التواصل بعد الموت، وأنه قد ألهم العديد من الأشخاص لاستكشاف الظواهر النفسية والروحانية.