حياته المبكرة وتعليمه
ولد ناهيد كولينوفيتش في بيهاتش، البوسنة والهرسك، في 5 يوليو 1929، لعائلة كرواتية بارزة. والده نوريه كولينوفيتش، كان محاميًا وسياسيًا بارزًا، شغل منصب وزير في حكومة دولة كرواتيا المستقلة خلال الحرب العالمية الثانية. أثرت خلفية عائلته بشكل كبير على نظرته السياسية وتوجهاته المستقبلية.
تلقى ناهيد تعليمه المبكر في بيهاتش، لكن الحرب العالمية الثانية عطلت دراسته. بعد الحرب، واجهت عائلته اضطهادًا شديدًا من قبل النظام الشيوعي اليوغوسلافي بسبب دور والده في دولة كرواتيا المستقلة. أجبر هذا الوضع العائلة على الفرار إلى الخارج.
الهجرة والنشاط السياسي
هاجرت عائلة كولينوفيتش إلى الأرجنتين في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، حيث استقرت في بوينس آيرس. هناك، انخرط ناهيد بسرعة في الأنشطة السياسية بين المغتربين الكرواتيين. أصبح عضوًا نشطًا في المنظمات القومية الكرواتية التي سعت إلى استقلال كرواتيا عن يوغوسلافيا.
تميزت كتابات كولينوفيتش في المنشورات الكرواتية المهاجرة بنبرة قوية ولا هوادة فيها. انتقد بشدة النظام الشيوعي اليوغوسلافي، واتهمهم بارتكاب جرائم ضد الشعب الكرواتي. دافع عن استقلال كرواتيا الكامل وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية.
بالإضافة إلى كتاباته، شارك كولينوفيتش أيضًا في تنظيم فعاليات ومظاهرات سياسية. لعب دورًا رئيسيًا في إنشاء منظمات كرواتية مهاجرة تهدف إلى الضغط على الحكومات الغربية لدعم قضية الاستقلال الكرواتي.
العمل الصحفي والإعلامي
كان ناهيد كولينوفيتش شخصية بارزة في الصحافة الكرواتية المهاجرة. عمل كمحرر وكاتب عمود في العديد من المنشورات البارزة، بما في ذلك Hrvatska sloboda و Hrvatska stranka prava. كانت كتاباته قوية ومؤثرة، مما أكسبه تقديرًا وإعجابًا بين المغتربين الكرواتيين.
من خلال كتاباته، سعى كولينوفيتش إلى الحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية الكرواتية حية بين المغتربين. دافع عن أهمية اللغة الكرواتية والتاريخ الكرواتي والتقاليد الكرواتية. كما شجع المغتربين الكرواتيين على البقاء متحدين ونشطين في السعي لتحقيق الاستقلال الكرواتي.
غالبًا ما انتقد كولينوفيتش وسائل الإعلام الغربية لما اعتبره تغطية متحيزة وغير دقيقة ليوغوسلافيا. جادل بأن وسائل الإعلام الغربية كانت تروج للدعاية الشيوعية وتتجاهل معاناة الشعب الكرواتي.
الجدل والانتقادات
كان ناهيد كولينوفيتش شخصية مثيرة للجدل، وأثارت آرائه القومية المتطرفة الكثير من الجدل. اتهمه منتقدوه بالتعصب والتحريض على الكراهية. كما اتهموه بتجاهل أو تبرير الفظائع التي ارتكبتها دولة كرواتيا المستقلة خلال الحرب العالمية الثانية.
دافع كولينوفيتش عن نفسه ضد هذه الاتهامات، بحجة أنه كان ببساطة يدافع عن حقوق الشعب الكرواتي. وأكد أنه كان من حق الكرواتيين أن يقرروا مصيرهم وأن يكون لديهم دولتهم المستقلة. كما جادل بأن الانتقادات الموجهة إلى دولة كرواتيا المستقلة كانت مبالغ فيها ومدفوعة بدوافع سياسية.
على الرغم من الجدل الدائر حوله، ظل كولينوفيتش شخصية مؤثرة في الأوساط الكرواتية المهاجرة. كان يُنظر إليه على أنه مدافع شرس عن القضية الكرواتية، وكان يحظى باحترام وإعجاب العديد من الكرواتيين.
ظروف وفاته
توفي ناهيد كولينوفيتش بشكل مأساوي في 30 يونيو 1969، في ظروف غامضة. عُثر عليه ميتًا في شقته في بوينس آيرس، وكانت هناك علامات تدل على العنف. لم يتم حل القضية رسميًا، لكن العديد من المغتربين الكرواتيين يعتقدون أنه اغتيل من قبل عملاء يوغوسلافيين.
أثارت وفاة كولينوفيتش صدمة وغضبًا في الأوساط الكرواتية المهاجرة. كان يُنظر إليه على أنه شهيد القضية الكرواتية، وتعهد أتباعه بمواصلة نضاله من أجل الاستقلال الكرواتي.
إرثه وتأثيره
لا يزال ناهيد كولينوفيتش شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الكرواتي. يعتبره البعض بطلاً قوميًا، بينما يراه البعض الآخر متعصبًا متطرفًا. ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثيره على الحركة القومية الكرواتية.
ساهمت كتابات كولينوفيتش وخطبه في الحفاظ على الهوية الوطنية الكرواتية حية بين المغتربين خلال فترة الحكم الشيوعي. كما لعب دورًا رئيسيًا في تنظيم المغتربين الكرواتيين والضغط على الحكومات الغربية لدعم قضية الاستقلال الكرواتي.
بعد سقوط الشيوعية واستقلال كرواتيا في عام 1991، تمت إعادة تقييم إرث ناهيد كولينوفيتش. تم الاعتراف به لدوره في النضال من أجل الاستقلال الكرواتي، ولكن لا تزال آرائه القومية المتطرفة تثير الجدل.
خاتمة
ناهيد كولينوفيتش شخصية معقدة ومثيرة للجدل في التاريخ الكرواتي. كان كاتب عمود صحفي ومحررًا كرواتيًا مهاجرًا، معروفًا بآرائه القومية المتطرفة ومعارضته الشديدة للنظام الشيوعي في يوغوسلافيا. على الرغم من الجدل الدائر حوله، لعب كولينوفيتش دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الوطنية الكرواتية حية بين المغتربين وفي الضغط من أجل الاستقلال الكرواتي. تبقى وفاته غامضة، ولا يزال إرثه موضوع نقاش وجدل في كرواتيا.