اكتشاف وتسمية الجورافيناتور
تم اكتشاف أحفورة الجورافيناتور في عام 2003 في محجر بالقرب من بلدة بورشيت في منطقة جورا في بافاريا. تم استخراج العينة من طبقة صخرية من الحجر الجيري تعود إلى العصر الجوراسي المتأخر. تم وصف هذا الديناصور لأول مرة في عام 2006 من قبل علماء الحفريات الألمانيين أورليش أوبرندورفر وأوليفر راوهات وهانس بيتر شرودر. الاسم العام “جورافيناتور” مشتق من “جورا”، في إشارة إلى منطقة جورا حيث تم العثور على الأحفورة، و “فيناثور” اللاتينية، والتي تعني “الصياد”. أما الاسم المحدد “ستايكي” فيشير إلى موقع الاكتشاف، وهو ستايكنبرغ.
الوصف التشريحي للجوارفيناتور
على الرغم من أن العينة المعروفة من الجورافيناتور هي لشاب، إلا أنها توفر معلومات قيمة حول هذا الديناصور. تشير التقديرات إلى أن الطول الإجمالي للجورافيناتور البالغ كان سيبلغ حوالي 75 سم، مما يجعله ديناصورًا صغيرًا نسبيًا. فيما يلي بعض السمات التشريحية الرئيسية:
- الجمجمة: الجمجمة محفوظة بشكل سيئ، ولكنها تظهر بعض السمات المميزة للثيروبودات، مثل وجود فتحات في الجمجمة لتخفيف الوزن.
- الأسنان: الأسنان صغيرة ومنحنية وحادة، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم للإمساك بالفريسة وتقطيعها.
- العمود الفقري: يتكون العمود الفقري من فقرات عنقية وصدرية وعجزية وذيلية. الفقرات خفيفة الوزن ومبنية بشكل يسمح بالحركة والمرونة.
- الأطراف الأمامية: الأطراف الأمامية قصيرة نسبيًا ولها ثلاثة أصابع مزودة بمخالب. يشير هذا إلى أن الأطراف الأمامية ربما كانت تستخدم للإمساك بالفريسة أو للتوازن.
- الأطراف الخلفية: الأطراف الخلفية طويلة وقوية، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم للركض والقفز.
- الجلد: أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في الجورافيناتور هو وجود آثار للجلد الأحفوري. تظهر هذه الآثار أن جزءًا من الذيل كان مغطى بحراشف، بينما كان الجزء الآخر عاريًا. هذا يشير إلى أن الجورافيناتور ربما كان لديه نوع من التغطية الجلدية المعقدة.
التصنيف
تم تصنيف الجورافيناتور في الأصل على أنه ثيروبود سيلوروصوري، وهي مجموعة من الديناصورات الثيروبودية التي تشمل الطيور الحديثة. ومع ذلك، فإن العلاقات التطورية الدقيقة للجورافيناتور لا تزال موضع نقاش. تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يكون عضوًا بدائيًا في السيلوروصوريات، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنه قد يكون أكثر ارتباطًا بالكومپسوگناثيدات، وهي مجموعة أخرى من الثيروبودات الصغيرة.
دراسة لاحقة في عام 2020 اقترحت أنه قد يكون مرتبطًا بديناصورات الهاتشلي، وهي مجموعة غامضة من الديناصورات من العصر الطباشيري المتأخر في رومانيا. إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون هذا تغييرًا كبيرًا في فهمنا للعلاقات التطورية للجورافيناتور.
علم الأحياء القديمة
باعتباره ديناصورًا صغيرًا، من المحتمل أن الجورافيناتور كان صيادًا رشيقًا يتغذى على الحشرات والسحالي والثدييات الصغيرة الأخرى. تشير الأطراف الخلفية الطويلة والقوية إلى أنه كان قادرًا على الركض بسرعة والقفز للإمساك بالفريسة. من المحتمل أن يكون وجود الحراشف على الذيل قد وفر له بعض الحماية من الحيوانات المفترسة.
تشير حقيقة أن العينة المعروفة هي لشاب إلى أن الجورافيناتور ربما كان لديه معدل نمو سريع. ربما كان هذا تكيفًا للبقاء على قيد الحياة في بيئة مليئة بالحيوانات المفترسة.
الأهمية الأحفورية
الجورافيناتور مهم لعدة أسباب:
- يوفر نظرة ثاقبة على تنوع الديناصورات الثيروبودية الصغيرة في العصر الجوراسي المتأخر.
- يساعد على فهم العلاقات التطورية بين السيلوروصوريات والثيروبودات الأخرى.
- يوفر معلومات حول التغطية الجلدية للديناصورات.
- يشير إلى أن بعض الديناصورات ربما كانت لديها معدلات نمو سريعة.
البيئة القديمة
تم العثور على الجورافيناتور في تكوين سولنهوفن، وهو تكوين جيولوجي معروف بترسباته الأحفورية الرائعة. خلال العصر الجوراسي المتأخر، كانت منطقة سولنهوفن عبارة عن بحيرة ضحلة دافئة محاطة بجزر صغيرة. كانت البحيرة مالحة للغاية، مما أدى إلى الحفاظ على الأحافير بشكل جيد للغاية. بالإضافة إلى الجورافيناتور، تم العثور على العديد من الأحافير الأخرى في سولنهوفن، بما في ذلك الأسماك والزواحف البحرية والحشرات والنباتات.
البيئة التي عاش فيها الجورافيناتور كانت متنوعة وغنية بالحياة. كانت الديناصورات الأخرى التي عاشت في نفس المنطقة تشمل الأركيوبتركس (وهو طائر مبكر)، والكومپسوگناثوس (وهو ثيروبود صغير آخر)، والبلصورات (وهي زواحف بحرية).
الجدل حول الريش
منذ اكتشافه، أثيرت أسئلة حول ما إذا كان الجورافيناتور يمتلك ريشًا. تشير آثار الجلد المحفوظة إلى أن جزءًا على الأقل من جسمه كان مغطى بالحراشف. ومع ذلك، فإن غياب الريش المحفوظ لا يستبعد احتمال وجوده في أجزاء أخرى من الجسم. من المعروف أن العديد من السيلوروصوريات، بما في ذلك بعض الكومپسوگناثيدات، كانت تمتلك ريشًا، لذا فمن المعقول أن الجورافيناتور ربما كان يمتلك ريشًا أيضًا، على الأقل في مرحلة ما من حياته.
النقاش حول الريش في الجورافيناتور يسلط الضوء على التحديات في تفسير السجل الأحفوري. في حين أن الأحافير يمكن أن توفر معلومات قيمة حول مظهر وسلوك الحيوانات المنقرضة، إلا أنها غالبًا ما تكون غير مكتملة. في حالة الجورافيناتور، فإن الاكتشافات المستقبلية لأحافير أكثر اكتمالاً أو مع الحفاظ على الريش يمكن أن تساعد في حل هذا الجدل.
خاتمة
الجورافيناتور هو ديناصور ثيروبودي صغير من العصر الجوراسي المتأخر في ألمانيا. على الرغم من أن العينة المعروفة هي لشاب، إلا أنها توفر معلومات قيمة حول هذا الديناصور. تم تصنيف الجورافيناتور في الأصل على أنه ثيروبود سيلوروصوري، ولكن العلاقات التطورية الدقيقة له لا تزال موضع نقاش. يوفر هذا الديناصور نظرة ثاقبة على تنوع الديناصورات الثيروبودية الصغيرة في العصر الجوراسي المتأخر، ويساعد على فهم العلاقات التطورية بين السيلوروصوريات والثيروبودات الأخرى، ويوفر معلومات حول التغطية الجلدية للديناصورات.