أهداف الاتفاقية
تهدف اتفاقية إحصاءات العمل، 1985 إلى تحقيق الأهداف الرئيسية التالية:
- توفير إطار عمل دولي موحد: تهدف الاتفاقية إلى توحيد مفاهيم ومصطلحات وأساليب جمع البيانات المتعلقة بإحصاءات العمل، مما يتيح مقارنة البيانات بين مختلف البلدان والمناطق.
- تحسين جودة إحصاءات العمل: تشجع الاتفاقية الدول الأعضاء على اعتماد أفضل الممارسات في جمع البيانات ومعالجتها وتحليلها ونشرها، وذلك لضمان دقة وموثوقية الإحصاءات.
- توسيع نطاق إحصاءات العمل: تدعو الاتفاقية الدول الأعضاء إلى جمع ونشر بيانات حول مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بالعمل، بما في ذلك العمالة والبطالة والأجور وساعات العمل وتكاليف العمالة والسلامة والصحة المهنية.
- تعزيز استخدام إحصاءات العمل: تشجع الاتفاقية الدول الأعضاء على استخدام إحصاءات العمل في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، ورصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الموضوعات التي تغطيها الاتفاقية
تغطي اتفاقية إحصاءات العمل، 1985 مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بالعمل، بما في ذلك:
- السكان النشطون اقتصادياً: يشمل هذا الموضوع بيانات حول عدد السكان في سن العمل، ومعدلات المشاركة في القوى العاملة، وتوزيع السكان النشطين اقتصادياً حسب الجنس والفئة العمرية والمستوى التعليمي.
- العمالة: يشمل هذا الموضوع بيانات حول عدد العاملين، ومعدلات التوظيف، وتوزيع العاملين حسب القطاع الاقتصادي والمهنة ووضع التوظيف (مثل العاملين بأجر، والعاملين لحسابهم الخاص، وأصحاب العمل).
- البطالة: يشمل هذا الموضوع بيانات حول عدد العاطلين عن العمل، ومعدلات البطالة، وتوزيع العاطلين عن العمل حسب الجنس والفئة العمرية والمستوى التعليمي ومدة البطالة.
- الأجور: يشمل هذا الموضوع بيانات حول متوسط الأجور، وتوزيع الأجور، والحد الأدنى للأجور، والفروق في الأجور بين الجنسين والفئات المهنية.
- ساعات العمل: يشمل هذا الموضوع بيانات حول متوسط ساعات العمل الأسبوعية، وتوزيع ساعات العمل، والعمل بدوام جزئي، والعمل الإضافي.
- تكاليف العمالة: يشمل هذا الموضوع بيانات حول إجمالي تكاليف العمالة التي يتحملها أصحاب العمل، بما في ذلك الأجور والمرتبات والمساهمات في الضمان الاجتماعي والمزايا الأخرى.
- السلامة والصحة المهنية: يشمل هذا الموضوع بيانات حول الحوادث المهنية والأمراض المهنية، وتدابير السلامة والصحة المهنية المتخذة في أماكن العمل.
- القطاع غير المنظم: يشمل هذا الموضوع بيانات حول العمالة في القطاع غير المنظم، وظروف العمل في هذا القطاع، والمساهمة الاقتصادية للقطاع غير المنظم.
التزامات الدول الأعضاء
تتطلب اتفاقية إحصاءات العمل، 1985 من الدول الأعضاء الالتزام بما يلي:
- جمع ونشر إحصاءات عمل منتظمة: يجب على الدول الأعضاء جمع ونشر إحصاءات عمل منتظمة حول الموضوعات التي تغطيها الاتفاقية.
- استخدام مفاهيم ومصطلحات موحدة: يجب على الدول الأعضاء استخدام مفاهيم ومصطلحات موحدة في جمع البيانات المتعلقة بإحصاءات العمل، وذلك لضمان قابلية البيانات للمقارنة بين مختلف البلدان.
- ضمان جودة إحصاءات العمل: يجب على الدول الأعضاء اتخاذ التدابير اللازمة لضمان دقة وموثوقية إحصاءات العمل، بما في ذلك استخدام أفضل الممارسات في جمع البيانات ومعالجتها وتحليلها ونشرها.
- نشر البيانات في الوقت المناسب: يجب على الدول الأعضاء نشر البيانات المتعلقة بإحصاءات العمل في الوقت المناسب، وذلك لتمكين المستخدمين من اتخاذ قرارات مستنيرة.
- التعاون مع منظمة العمل الدولية: يجب على الدول الأعضاء التعاون مع منظمة العمل الدولية في مجال إحصاءات العمل، بما في ذلك تبادل المعلومات والخبرات والمشاركة في تطوير المعايير الدولية.
أهمية الاتفاقية
تكمن أهمية اتفاقية إحصاءات العمل، 1985 في النقاط التالية:
- توفير قاعدة بيانات موثوقة: تساعد الاتفاقية على توفير قاعدة بيانات موثوقة وشاملة لإحصاءات العمل، مما يتيح للباحثين والمحللين والسياسيين فهم أفضل لسوق العمل والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية.
- دعم اتخاذ القرارات المستنيرة: تساعد إحصاءات العمل على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن السياسات الاقتصادية والاجتماعية، مثل سياسات التوظيف والأجور والحماية الاجتماعية.
- رصد التقدم المحرز: تساعد إحصاءات العمل على رصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل الهدف الثامن المتعلق بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي.
- تعزيز الحوار الاجتماعي: تساعد إحصاءات العمل على تعزيز الحوار الاجتماعي بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال، وذلك من خلال توفير معلومات موضوعية حول قضايا العمل.
- المقارنة الدولية: تسمح الاتفاقية بإجراء مقارنات دولية لإحصاءات العمل، مما يساعد على تحديد أفضل الممارسات وتبادل الخبرات بين مختلف البلدان.
التحديات والصعوبات
على الرغم من أهمية اتفاقية إحصاءات العمل، 1985، إلا أن هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجه تنفيذها في بعض البلدان، بما في ذلك:
- نقص الموارد: قد تعاني بعض البلدان من نقص الموارد المالية والبشرية اللازمة لجمع ونشر إحصاءات عمل دقيقة وموثوقة.
- ضعف القدرات الإحصائية: قد تعاني بعض البلدان من ضعف القدرات الإحصائية، مما يؤثر على جودة إحصاءات العمل.
- صعوبة الوصول إلى بعض الفئات السكانية: قد يكون من الصعب الوصول إلى بعض الفئات السكانية، مثل العاملين في القطاع غير المنظم أو في المناطق النائية، مما يؤثر على شمولية إحصاءات العمل.
- مقاومة بعض أصحاب العمل: قد يتردد بعض أصحاب العمل في تقديم المعلومات المطلوبة لجمع إحصاءات العمل، وذلك خوفاً من الكشف عن معلومات سرية أو من التعرض لعقوبات.
- عدم وجود تنسيق بين الجهات الحكومية: قد يكون هناك نقص في التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة المسؤولة عن جمع ونشر إحصاءات العمل، مما يؤدي إلى تكرار الجهود وتضارب البيانات.
دور منظمة العمل الدولية
تلعب منظمة العمل الدولية (ILO) دوراً هاماً في دعم تنفيذ اتفاقية إحصاءات العمل، 1985، وذلك من خلال:
- تقديم المساعدة الفنية: تقدم منظمة العمل الدولية المساعدة الفنية للبلدان الأعضاء في مجال إحصاءات العمل، بما في ذلك التدريب وبناء القدرات وتطوير المناهج.
- تطوير المعايير الدولية: تقوم منظمة العمل الدولية بتطوير المعايير الدولية المتعلقة بإحصاءات العمل، وذلك لضمان قابلية البيانات للمقارنة بين مختلف البلدان.
- نشر المعلومات: تقوم منظمة العمل الدولية بنشر المعلومات المتعلقة بإحصاءات العمل، بما في ذلك البيانات والتحليلات والدراسات.
- تنظيم المؤتمرات والندوات: تقوم منظمة العمل الدولية بتنظيم المؤتمرات والندوات حول إحصاءات العمل، وذلك لتبادل الخبرات والمعلومات بين الخبراء والممارسين.
- التعاون مع المنظمات الأخرى: تتعاون منظمة العمل الدولية مع المنظمات الأخرى، مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي، في مجال إحصاءات العمل.
خاتمة
تعتبر اتفاقية إحصاءات العمل، 1985 أداة هامة لتحسين جودة إحصاءات العمل على مستوى العالم. من خلال توفير إطار عمل دولي موحد لجمع ونشر البيانات، تساعد الاتفاقية على توفير قاعدة بيانات موثوقة وشاملة لإحصاءات العمل، مما يتيح اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن السياسات الاقتصادية والاجتماعية، ورصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحوار الاجتماعي بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال. على الرغم من وجود بعض التحديات والصعوبات التي تواجه تنفيذ الاتفاقية في بعض البلدان، إلا أن منظمة العمل الدولية تلعب دوراً هاماً في دعم تنفيذها من خلال تقديم المساعدة الفنية وتطوير المعايير الدولية ونشر المعلومات.