أهداف الاتفاقية رقم 159
تهدف الاتفاقية رقم 159 إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية، بما في ذلك:
- تعزيز المساواة في الفرص: ضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على فرص متساوية في الحصول على عمل، دون أي تمييز بسبب إعاقتهم.
- توفير التأهيل المهني: تقديم برامج تأهيل مهني مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، لمساعدتهم على اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للاندماج في سوق العمل.
- إيجاد فرص عمل مناسبة: تشجيع أصحاب العمل على توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير بيئة عمل داعمة ومناسبة لاحتياجاتهم.
- تعزيز الوعي: رفع مستوى الوعي العام بحقوق وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومكافحة الصور النمطية السلبية التي قد تعيق اندماجهم في المجتمع.
- التعاون والتنسيق: تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية بقضايا الإعاقة، لضمان تقديم خدمات متكاملة وفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة.
أحكام الاتفاقية رقم 159
تتضمن الاتفاقية رقم 159 مجموعة من الأحكام التفصيلية التي تحدد التزامات الدول الأطراف. تشمل هذه الأحكام ما يلي:
المادة 1: تعريف الإعاقة
تُعرّف الاتفاقية الإعاقة بأنها “أي قصور في القدرات البدنية أو الذهنية أو الحسية يحد من قدرة الشخص على أداء عمل ما، أو يقلل من فرصته في الحصول على عمل مناسب”.
المادة 2: السياسة الوطنية
تُلزم الاتفاقية الدول الأطراف بصياغة وتنفيذ سياسة وطنية تهدف إلى تعزيز التأهيل المهني والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة. يجب أن تهدف هذه السياسة إلى ضمان المساواة في الفرص والمعاملة، وتعزيز اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وسوق العمل.
المادة 3: التشاور مع منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة
تؤكد الاتفاقية على أهمية التشاور الوثيق مع منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في صياغة وتنفيذ السياسات والبرامج المتعلقة بالتأهيل المهني والتوظيف. يجب أن يكون للأشخاص ذوي الإعاقة دور فعال في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.
المادة 4: التدابير التشريعية والإدارية
تُلزم الاتفاقية الدول الأطراف باتخاذ التدابير التشريعية والإدارية اللازمة لتنفيذ أحكام الاتفاقية. قد تشمل هذه التدابير سن قوانين تحظر التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف، وإنشاء برامج تأهيل مهني مدعومة من الدولة، وتقديم حوافز لأصحاب العمل لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
المادة 5: التأهيل المهني
تؤكد الاتفاقية على أهمية توفير برامج تأهيل مهني مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، مع مراعاة احتياجاتهم الفردية وقدراتهم. يجب أن تهدف هذه البرامج إلى تزويد الأشخاص ذوي الإعاقة بالمهارات والمعرفة اللازمة للاندماج في سوق العمل، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الاعتماد على الذات.
المادة 6: فرص العمل
تُلزم الاتفاقية الدول الأطراف بتشجيع أصحاب العمل على توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير بيئة عمل داعمة ومناسبة لاحتياجاتهم. قد يشمل ذلك توفير التسهيلات اللازمة، مثل تعديل مكان العمل أو توفير التكنولوجيا المساعدة.
المادة 7: التوعية
تؤكد الاتفاقية على أهمية رفع مستوى الوعي العام بحقوق وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومكافحة الصور النمطية السلبية التي قد تعيق اندماجهم في المجتمع. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم حملات توعية عامة، وتضمين قضايا الإعاقة في المناهج التعليمية، وتشجيع وسائل الإعلام على تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة.
المادة 8: التعاون الدولي
تشجع الاتفاقية الدول الأطراف على التعاون مع بعضها البعض ومع المنظمات الدولية في مجال التأهيل المهني والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة. يمكن أن يشمل ذلك تبادل الخبرات والمعلومات، وتقديم المساعدة الفنية والمالية للدول النامية.
أهمية الاتفاقية رقم 159
تكمن أهمية الاتفاقية رقم 159 في كونها أداة دولية هامة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال التوظيف. تساهم الاتفاقية في تحقيق المساواة في الفرص والمعاملة، وتوفير الدعم اللازم للأشخاص ذوي الإعاقة للحصول على عمل لائق ومستدام. كما تساعد الاتفاقية في رفع مستوى الوعي العام بحقوق وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومكافحة الصور النمطية السلبية التي قد تعيق اندماجهم في المجتمع.
من خلال التصديق على الاتفاقية رقم 159 وتنفيذ أحكامها، تلتزم الدول الأطراف باتخاذ خطوات ملموسة لتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم من المشاركة الكاملة في المجتمع وسوق العمل. وهذا بدوره يعود بالنفع على المجتمع ككل، حيث يساهم في زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاقية
على الرغم من أهمية الاتفاقية رقم 159، إلا أن تنفيذها يواجه العديد من التحديات في مختلف البلدان. تشمل هذه التحديات ما يلي:
- نقص الوعي: قد يكون هناك نقص في الوعي بحقوق وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يؤدي إلى التمييز ضدهم في التوظيف.
- الصور النمطية السلبية: قد توجد صور نمطية سلبية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يجعل أصحاب العمل مترددين في توظيفهم.
- نقص الموارد: قد يكون هناك نقص في الموارد المتاحة لبرامج التأهيل المهني والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة.
- صعوبة الوصول: قد يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبة في الوصول إلى أماكن العمل ووسائل النقل، مما يعيق قدرتهم على الحصول على عمل.
- التشريعات غير الكافية: قد تكون التشريعات الوطنية غير كافية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف.
للتغلب على هذه التحديات، يجب على الدول الأطراف اتخاذ خطوات فعالة لتعزيز الوعي بحقوق وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومكافحة الصور النمطية السلبية، وزيادة الموارد المتاحة لبرامج التأهيل المهني والتوظيف، وتحسين إمكانية الوصول إلى أماكن العمل ووسائل النقل، وسن تشريعات قوية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف.
دور منظمات المجتمع المدني
تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا هامًا في تعزيز تنفيذ الاتفاقية رقم 159. يمكن لهذه المنظمات أن تساهم في رفع مستوى الوعي بحقوق وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم الدعم والمساعدة لهم، ومراقبة تنفيذ الحكومات لأحكام الاتفاقية، والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المحافل الدولية.
من خلال العمل مع الحكومات والمنظمات الدولية، يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تساهم في تحقيق تقدم ملموس في مجال التأهيل المهني والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة.
خاتمة
تعتبر اتفاقية التأهيل المهني والتوظيف (الأشخاص ذوو الإعاقة)، 1983، وثيقة دولية أساسية لضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الحصول على فرص عمل متساوية ولائقة. تتطلب الاتفاقية من الدول المصادقة عليها وضع سياسات وتشريعات تهدف إلى تعزيز التأهيل المهني، وتوفير فرص العمل، ومكافحة التمييز. على الرغم من وجود تحديات في تنفيذ هذه الاتفاقية، فإنها تظل أداة قوية لتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من المشاركة الكاملة في المجتمع وسوق العمل.