التاريخ المبكر والتأسيس
تعود جذور فوج المدرعات 66 إلى الكتيبة 301 للدبابات، التي تم تنظيمها في 15 يونيو 1917 في كامب مي Meade بولاية ماريلاند. تم تشكيل الكتيبة استجابة لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى والحاجة المتزايدة إلى وحدات مدرعة. تم تجهيز الكتيبة في البداية بدبابات رينو FT الفرنسية، وهي دبابات خفيفة كانت تعتبر في ذلك الوقت من أحدث التقنيات. بعد التدريب المكثف، تم نشر الكتيبة في فرنسا في عام 1918 وشاركت في العديد من المعارك الحاسمة، بما في ذلك هجوم Meuse-Argonne.
بعد الحرب العالمية الأولى، تم حل الكتيبة 301 للدبابات لفترة وجيزة، ولكن تم إعادة تشكيلها في عام 1921 كوحدة من الحرس الوطني. في عام 1940، تم تغيير اسم الكتيبة إلى الكتيبة 66 للدبابات، وتم تعيينها في الفرقة المدرعة السادسة. شكل هذا نقطة تحول حاسمة في تاريخ الفوج، حيث انتقل من قوة صغيرة نسبياً إلى وحدة مدرعة نظامية.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب فوج المدرعات 66 دورًا حاسمًا في حملة أوروبا. هبط الفوج في نورماندي في يونيو 1944 وشارك في القتال العنيف في فرنسا وبلجيكا وألمانيا. كان الفوج جزءًا من الاختراق الناجح لخط سيغفريد، وشارك في معركة الثغرة، وساهم في هزيمة ألمانيا النازية. خلال الحرب، اكتسب الفوج سمعة طيبة بسبب شجاعته وتصميمه، وحصل على العديد من الأوسمة، بما في ذلك وسام الوحدة المتميزة.
من أبرز الأحداث خلال الحرب العالمية الثانية مشاركة الفوج في معركة باستون، حيث تم تطويق الفرقة المدرعة السادسة مع وحدات أخرى من قبل القوات الألمانية. على الرغم من التفوق العددي، تمكنت الفرقة من الصمود وإلحاق خسائر فادحة بالعدو حتى وصول التعزيزات. لعب فوج المدرعات 66 دورًا حيويًا في الدفاع عن باستون، مما ساهم في الانتصار النهائي للحلفاء.
فترة ما بعد الحرب والحروب اللاحقة
بعد الحرب العالمية الثانية، شارك فوج المدرعات 66 في العديد من العمليات والمهام حول العالم. خدم الفوج في ألمانيا كجزء من قوة الاحتلال، وشارك في التدريبات والتمارين في جميع أنحاء أوروبا. في الستينيات، تم نشر الفوج في فيتنام، حيث شارك في القتال ضد قوات فيت كونغ. على الرغم من التحديات الكبيرة، تمكن الفوج من تحقيق النجاح في فيتنام، وحصل على العديد من الأوسمة لشجاعته ومهنيته.
في التسعينيات، شارك الفوج في حرب الخليج كجزء من عملية عاصفة الصحراء. لعب الفوج دورًا رئيسيًا في هزيمة الجيش العراقي، وساهم في تحرير الكويت. بعد حرب الخليج، شارك الفوج في عمليات حفظ السلام في البوسنة وكوسوفو.
في عام 2003، تم نشر الفوج في العراق كجزء من عملية حرية العراق. شارك الفوج في القتال العنيف في جميع أنحاء العراق، ولعب دورًا حاسمًا في هزيمة نظام صدام حسين. بعد سقوط صدام حسين، بقي الفوج في العراق لعدة سنوات، حيث شارك في عمليات حفظ السلام والاستقرار.
التنظيم والوحدات الفرعية
يتكون فوج المدرعات 66 عادة من عدة كتائب، كل منها مجهزة بدبابات أبرامز M1 ومعدات أخرى. يختلف التنظيم الدقيق للفوج اعتمادًا على المهمة والظروف، ولكنه يتضمن عادة العناصر التالية:
- القيادة: تتولى القيادة مسؤولية التخطيط والتنسيق والإشراف على جميع أنشطة الفوج.
- الكتائب المدرعة: هي الوحدات القتالية الرئيسية للفوج، وهي مجهزة بدبابات أبرامز M1 وغيرها من المركبات المدرعة.
- كتائب الدعم: تقدم الدعم اللوجستي والطبي والصيانة للكتائب المدرعة.
- سرايا الاستطلاع: تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية واستطلاع ساحة المعركة.
تعتبر كتائب المدرعات هي العمود الفقري للفوج، حيث تقوم بتنفيذ معظم العمليات القتالية. يتم تدريب هذه الكتائب على القتال في مجموعة متنوعة من البيئات، من الصحاري إلى الغابات إلى المناطق الحضرية. يتم تزويدهم بأحدث التقنيات والأسلحة، وهم قادرون على هزيمة أي عدو.
التدريب والمهارات
يخضع جنود فوج المدرعات 66 لتدريب مكثف لضمان استعدادهم لأي مهمة. يتضمن التدريب مزيجًا من التدريب الفردي والجماعي، ويركز على تطوير المهارات الأساسية مثل الرماية والملاحة والاتصالات. يتم تدريب الجنود أيضًا على تشغيل وصيانة دبابات أبرامز M1 وغيرها من المركبات المدرعة.
بالإضافة إلى التدريب التقني، يتلقى جنود فوج المدرعات 66 أيضًا تدريبًا على القيادة والأخلاق. يتم تعليمهم اتخاذ قرارات صعبة تحت الضغط، والعمل كجزء من فريق، واحترام حقوق الإنسان. هذه المهارات ضرورية للنجاح في ساحة المعركة وخارجها.
يشمل التدريب الذي يتلقاه جنود الفوج ما يلي:
- التدريب الأساسي: يهدف إلى تزويد الجنود بالمهارات والمعرفة الأساسية المطلوبة للخدمة في الجيش.
- التدريب المتقدم: يركز على تطوير المهارات المتخصصة المطلوبة للخدمة في وحدة مدرعة.
- التدريب على الأسلحة: يتضمن تعلم كيفية استخدام وصيانة الأسلحة المختلفة، بما في ذلك دبابات أبرامز M1.
- التدريب على القيادة: يهدف إلى تطوير مهارات القيادة لدى الجنود، وإعدادهم لتولي مناصب قيادية.
- التدريب على الأخلاق: يركز على غرس القيم الأخلاقية لدى الجنود، وتعليمهم كيفية اتخاذ قرارات صعبة في المواقف المعقدة.
الأوسمة والتكريم
حصل فوج المدرعات 66 على العديد من الأوسمة والتكريمات على مر السنين، بما في ذلك وسام الوحدة المتميزة، ونجمة المعركة، ووسام الشرف. تعكس هذه الأوسمة شجاعة وتفاني جنود الفوج وإنجازاتهم المتميزة في ساحة المعركة.
من بين الأوسمة البارزة التي حصل عليها الفوج:
- وسام الوحدة المتميزة: يمنح للوحدات التي أظهرت شجاعة وإنجازات استثنائية في القتال.
- نجمة المعركة: تمنح للجنود الذين شاركوا في معارك مهمة.
- وسام الشرف: هو أعلى وسام عسكري يمكن أن يحصل عليه جندي أمريكي.
تعتبر هذه الأوسمة بمثابة شهادة على التزام الفوج بالتميز وتفانيه في خدمة بلاده.
الشعار والتقاليد
لفوج المدرعات 66 شعار مميز يعكس تاريخه وتقاليده. يتكون الشعار من درع ذهبي يعلوه نسر أمريكي، ويحمل شعار الفوج “الحديد يتقدم”. يرمز الدرع إلى قوة الفوج وحمايته، بينما يمثل النسر الحرية والقوة. يعكس الشعار التزام الفوج بالتقدم المستمر والتفوق في ساحة المعركة.
بالإضافة إلى الشعار، يتمتع الفوج بالعديد من التقاليد التي تميزه عن الوحدات الأخرى. تشمل هذه التقاليد الاحتفالات الخاصة والطقوس العسكرية التي يتم إجراؤها في مناسبات مختلفة. تساهم هذه التقاليد في بناء روح الفريق وتعزيز التماسك بين جنود الفوج.
خاتمة
فوج المدرعات 66 هو وحدة تاريخية ومتميزة في جيش الولايات المتحدة. على مر السنين، شارك الفوج في العديد من الصراعات الكبرى، وحصل على العديد من الأوسمة والتقديرات لشجاعته وإنجازاته. يظل الفوج قوة قتالية مهمة، وهو ملتزم بخدمة بلاده والدفاع عن مصالحها.