مقدمة
مسرح فيفيان بومونت هو مسرح برودواي يقع في مجمع مركز لينكولن للفنون المسرحية، تحديدًا في 150 شارع 65 الغربي في الجانب الغربي العلوي من مانهاتن، نيويورك. يعتبر هذا المسرح جزءًا لا يتجزأ من مشهد الفنون المسرحية في المدينة، ويتميز بتاريخه الغني وتصميمه المعماري الفريد، فضلاً عن العروض المسرحية المتميزة التي استضافها على مر السنين.
تاريخ المسرح
بدأ التخطيط لإنشاء مسرح فيفيان بومونت في منتصف الخمسينيات كجزء من مشروع مركز لينكولن للفنون المسرحية الأوسع نطاقًا. تم تسمية المسرح على اسم فيفيان بومونت ألين، وهي ممثلة وفاعلة خير تبرعت بمبلغ كبير من المال لتمويل المشروع. افتتح المسرح أبوابه رسميًا في 21 أكتوبر 1965، بعرض مسرحية “دون رودريجو” للمخرج ألبرتو خينستيرا.
في السنوات الأولى من وجوده، واجه المسرح بعض التحديات في إيجاد هوية فنية واضحة. تولى العديد من المديرين الفنيين قيادة المسرح في فترات مختلفة، وحاول كل منهم تقديم رؤية فنية فريدة. من بين هؤلاء المديرين: إيلia كازان وروبرت وايتهيد، وجوليوس رودهيل، وبو براندون، ولينكولن سنتر ثياتر كومباني.
على مر العقود، استضاف مسرح فيفيان بومونت مجموعة واسعة من الإنتاجات المسرحية، بما في ذلك المسرحيات الكلاسيكية والمسرحيات الموسيقية والعروض التجريبية. بعض الإنتاجات البارزة التي عُرضت على خشبة المسرح تشمل:
- Sweet Charity (1966): مسرحية موسيقية من إخراج بوب فوس.
- Hamlet (1975): من بطولة سام واترستون.
- Anything Goes (1987): مسرحية موسيقية حائزة على جائزة توني.
- Contact (2000): مسرحية موسيقية راقصة حائزة على جائزة توني.
- Oslo (2017): مسرحية حائزة على جائزة توني وبوليتزر.
التصميم المعماري
يتميز مسرح فيفيان بومونت بتصميمه المعماري الفريد الذي صممه المهندس المعماري الفنلندي الأمريكي الشهير إيرو سارينين. يتميز المسرح بواجهة زجاجية ضخمة تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى الردهة، مما يخلق أجواءً مشرقة وجذابة. يشتهر المسرح أيضًا بتصميمه الداخلي الذي يتضمن استخدامًا مكثفًا للخرسانة المكشوفة والأشكال الهندسية الجريئة.
يتسع المسرح لحوالي 1100 مقعدًا، مما يجعله أحد أكبر مسارح برودواي. تم تصميم المسرح بمرونة كبيرة، مما يسمح بتكوينات مختلفة للمسرح، بما في ذلك المسرح التقليدي ذي الإطار الأمامي والمسرح الدائري والمسرح ذي النهاية المفتوحة. تتيح هذه المرونة للمخرجين والمصممين استكشاف مجموعة متنوعة من الأساليب المسرحية.
لينكولن سنتر ثياتر
في عام 1985، تولت شركة لينكولن سنتر ثياتر كومباني إدارة مسرح فيفيان بومونت. تحت قيادة المدير الفني أندريه بيش والمدير التنفيذي برنارد جيرتزلر، شهد المسرح فترة من الازدهار الفني والنجاح التجاري. ركزت الشركة على إنتاج المسرحيات الكلاسيكية والمعاصرة ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى تطوير أعمال جديدة.
تشتهر شركة لينكولن سنتر ثياتر بالتزامها بتعزيز التنوع والشمول في إنتاجاتها. تسعى الشركة جاهدة لتقديم قصص تعكس مجموعة واسعة من وجهات النظر والخلفيات الثقافية. كما أنها تقدم مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية والتوعوية للشباب والكبار.
العروض البارزة
على مر السنين، استضاف مسرح فيفيان بومونت العديد من العروض المسرحية البارزة التي حازت على إشادة النقاد والجمهور على حد سواء. من بين هذه العروض:
- The House of Blue Leaves (1986): مسرحية كوميدية سوداء من تأليف جون جوار.
- Our Town (1989): إحياء لمسرحية ثورنتون وايلدر الكلاسيكية.
- Carousel (1994): إحياء لمسرحية رودجرز وهامرشتاين الموسيقية.
- The King and I (1996): إحياء لمسرحية رودجرز وهامرشتاين الموسيقية.
- Contact (2000): مسرحية موسيقية راقصة من إخراج سوزان سترومان.
- Doubt (2005): مسرحية حائزة على جائزة بوليتزر من تأليف جون باتريك شانلي.
- South Pacific (2008): إحياء لمسرحية رودجرز وهامرشتاين الموسيقية.
- War Horse (2011): مسرحية مقتبسة من رواية مايكل موربورجو.
- Oslo (2017): مسرحية حائزة على جائزة توني وبوليتزر من تأليف ج. ت. روجرز.
أهمية المسرح
يعتبر مسرح فيفيان بومونت معلمًا ثقافيًا هامًا في مدينة نيويورك. فهو ليس مجرد مكان للعروض المسرحية، بل هو أيضًا مركز للمجتمع والإبداع. يساهم المسرح في إثراء الحياة الثقافية للمدينة من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الإنتاجات المسرحية عالية الجودة.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب مسرح فيفيان بومونت دورًا هامًا في دعم الفنانين والمسرحيين. يوفر المسرح فرصًا عمل للعديد من الممثلين والمخرجين والمصممين والفنيين. كما أنه يساعد على تطوير أعمال جديدة من خلال تقديم ورش عمل وقراءات وعروض تجريبية.
يظل مسرح فيفيان بومونت مكانًا حيويًا ونابضًا بالحياة في مشهد الفنون المسرحية في مدينة نيويورك. يستمر المسرح في تقديم عروض مسرحية مبتكرة وملهمة تجذب الجمهور من جميع الأعمار والخلفيات.
التحديات والمستقبل
مثل العديد من المسارح الأخرى، واجه مسرح فيفيان بومونت تحديات كبيرة خلال جائحة كوفيد-19. اضطر المسرح إلى إغلاق أبوابه لفترة طويلة، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة. ومع ذلك، تمكن المسرح من التغلب على هذه التحديات بفضل دعم المتبرعين والرعاة والمجتمع.
يتطلع مسرح فيفيان بومونت إلى المستقبل بتفاؤل. يخطط المسرح لتقديم مجموعة متنوعة من الإنتاجات المسرحية الجديدة في السنوات القادمة. كما يلتزم المسرح بمواصلة تعزيز التنوع والشمول في إنتاجاته وبرامجه.
سيظل مسرح فيفيان بومونت مكانًا هامًا للفنون المسرحية في مدينة نيويورك لسنوات عديدة قادمة. سيستمر المسرح في إلهام وإمتاع الجمهور من خلال تقديم عروض مسرحية عالية الجودة تعكس العالم من حولنا.
خاتمة
مسرح فيفيان بومونت، تحفة معمارية ومركز ثقافي حيوي في قلب مدينة نيويورك، يشهد على قوة الفن المسرحي وقدرته على إلهام وتوحيد الناس. منذ افتتاحه في عام 1965، استضاف المسرح مجموعة واسعة من الإنتاجات المسرحية البارزة، وقدم فرصًا للفنانين والمسرحيين، وساهم في إثراء الحياة الثقافية للمدينة. على الرغم من التحديات التي واجهها على مر السنين، بما في ذلك جائحة كوفيد-19، يظل مسرح فيفيان بومونت مكانًا حيويًا ونابضًا بالحياة، ويتطلع إلى المستقبل بتفاؤل والتزام بتقديم عروض مسرحية مبتكرة وملهمة.