نشأة العائلة وبداياتها
تأسست عائلة كوهان على يد جيري كوهان وزوجته هيلين كوهان. كان جيري كوهان ممثلاً ومغنياً وراقصاً، بينما كانت هيلين راقصة ومغنية. تزوج الاثنان في عام 1874، وبدأا في تقديم عروض مشتركة في مسارح صغيرة في جميع أنحاء نيويورك. وسرعان ما اكتسبا شعبية كبيرة، وبدأوا في توسيع نطاق عروضهم لتشمل المزيد من العروض الفودفيل.
في عام 1885، انضم إلى العائلة ابنهما جورج مايكل كوهان، الذي كان في السابعة من عمره فقط. بدأ جورج الصغير في تعلم الحيل والرقص والغناء، وسرعان ما أصبح جزءًا لا يتجزأ من العرض. في وقت لاحق، انضمت إلى العائلة ابنتهما جوزفين، مما أدى إلى تكوين مجموعة “عائلة كوهان الأربعة” الشهيرة.
صعودهم إلى الشهرة
بدأت عائلة كوهان الأربعة في اكتساب شهرة واسعة في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر. تميزت عروضهم بالحيوية والطاقة، وكانوا يجمعون بين الغناء والرقص والتمثيل والكوميديا. كان جورج الصغير هو النجم الصاعد في العائلة، حيث كان يتمتع بشخصية جذابة وموهبة فنية كبيرة.
في عام 1890، كتب جورج كوهان الأب مسرحية بعنوان “الفتيان الصغار”، والتي أصبحت ضربة كبيرة للعائلة. ساهمت هذه المسرحية في ترسيخ مكانة عائلة كوهان في عالم الفودفيل، وفتحت لهم الأبواب للعديد من الفرص الجديدة.
انتقلوا في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر إلى نيويورك، حيث أقاموا في نهاية المطاف مسرحهم الخاص. تميزت عروضهم في نيويورك بالاحترافية والإبداع، وحظيت بإعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء. أصبحوا من بين الأسماء الأكثر شهرة في عالم الترفيه الأمريكي.
أعمالهم الفنية البارزة
قدمت عائلة كوهان العديد من العروض المسرحية الناجحة، والتي تركت بصمة كبيرة في تاريخ الفودفيل والمسرح الأمريكي. من أبرز هذه الأعمال:
- الفتيان الصغار (The Little Gophers): وهي مسرحية كوميدية كتبها جورج كوهان الأب، واشتهرت بأغانيها ورقصاتها المبهجة.
- أربعة كوهان (The Four Cohans): كان هذا اسم العرض الذي قدموه كعائلة، وشمل مزيجًا من الغناء والرقص والتمثيل.
- جورج إم. كوهان (George M. Cohan): بعد أن كبر جورج مايكل، بدأ في كتابة وإنتاج عروضه الخاصة، والتي غالبًا ما كانت تتناول مواضيع وطنية.
تميزت عروضهم بأسلوبهم الخاص، الذي جمع بين الفكاهة والوطنية والعاطفة. كانت أغانيهم ورقصاتهم سهلة الحفظ، وكانت تدور حول مواضيع تهم الجمهور الأمريكي.
تأثيرهم على المسرح الأمريكي
تركت عائلة كوهان تأثيرًا كبيرًا على تطور المسرح الأمريكي. فقد ساهموا في:
- تطوير الفودفيل: رفعوا مستوى الفودفيل، وجعلوه أكثر احترافية وإبداعًا.
- تعزيز الوطنية: قدموا عروضًا ذات طابع وطني، مما ساهم في تعزيز حب الوطن في نفوس الجماهير.
- تأسيس المسرح الموسيقي: ساهم جورج إم. كوهان في تطوير المسرح الموسيقي، ووضع الأسس لعروض برودواي الحديثة.
- إلهام الأجيال القادمة: ألهموا العديد من الفنانين والممثلين، ومهدوا الطريق لنجوم المستقبل.
بفضل أعمالهم الرائعة، أصبحوا من بين أهم الشخصيات في تاريخ المسرح الأمريكي.
شخصيات بارزة في عائلة كوهان
كانت كل من شخصيات العائلة مهمة، لكن بعضها برز بشكل خاص:
- جيري كوهان (Jerry Cohan): الأب، كان ممثلاً وكاتباً بارزاً، وساهم في كتابة العديد من العروض.
- هيلين كوهان (Helen Cohan): الأم، كانت راقصة ومغنية موهوبة، وكانت تشارك في العروض.
- جورج مايكل كوهان (George M. Cohan): الابن، أصبح أسطورة في برودواي، وكتب وأنتج العديد من العروض الناجحة.
- جوزفين كوهان (Josephine Cohan): الابنة، كانت راقصة ومغنية، وشاركت في عروض العائلة.
جمع هؤلاء الأفراد بين المواهب والعمل الجاد، مما أدى إلى نجاح عائلة كوهان.
إرثهم وتأثيرهم المستمر
لا يزال إرث عائلة كوهان حيًا حتى اليوم. ألهمت أعمالهم العديد من الفنانين والممثلين، ولا تزال عروضهم تعرض على المسارح في جميع أنحاء العالم. يحتفل بهم كرواد في مجال الترفيه، وكأشخاص تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ المسرح الأمريكي.
كما تم تكريم جورج إم. كوهان بالعديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك نجمة على ممشى المشاهير في هوليوود. يتم تذكر عائلة كوهان كرمز للعائلة والموهبة والعمل الجاد.
مسيرة جورج إم. كوهان الفردية
بعد النجاح الذي حققته عائلة كوهان، بدأ جورج إم. كوهان في مسيرة فردية مذهلة. كتب ولحن ومثل في العديد من العروض المسرحية الناجحة. من بين أشهر أعماله:
- “عزيزي صاحب السعادة” (“Little Johnny Jones”): مسرحية موسيقية وطنية أصبحت رمزًا للمسرح الأمريكي.
- “أنا أشتري أمريكا” (“I’m a Yankee Doodle Dandy”): أغنية وطنية أصبحت من أشهر الأغاني في الولايات المتحدة.
- “أنت في الحب” (“You’re a Grand Old Flag”): أغنية وطنية أخرى، والتي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة.
ساهمت هذه الأعمال في ترسيخ مكانة جورج إم. كوهان كأحد أعظم الكتاب والملحنين والممثلين في تاريخ المسرح الأمريكي.
العناصر التي ساهمت في نجاحهم
تضافرت عدة عوامل لنجاح عائلة كوهان:
- الموهبة: كان أفراد العائلة يتمتعون بمواهب فنية متعددة، من الغناء والرقص إلى التمثيل والكتابة.
- العمل الجماعي: عمل أفراد العائلة معًا كفريق، مما سمح لهم بتحقيق أقصى إمكاناتهم.
- العمل الجاد: كرسوا وقتهم وجهودهم لتقديم أفضل العروض الممكنة.
- الجمهور: عرفوا كيفية جذب الجماهير، وكيفية تقديم العروض التي يحبونها.
- التجديد: لم يترددوا في تجربة أساليب جديدة، وتحديث عروضهم لتلبية احتياجات الجمهور المتغيرة.
بفضل هذه العوامل، تمكنوا من البقاء في القمة لسنوات عديدة.
أهمية عائلة كوهان في تاريخ الترفيه
تمثل عائلة كوهان نقطة تحول في تاريخ الترفيه الأمريكي. لقد:
- أعادوا تعريف الفودفيل: رفعوا مستوى الفودفيل، وجعلوه أكثر احترافية وإبداعًا.
- أثروا في المسرح الموسيقي: ساهم جورج إم. كوهان في تطوير المسرح الموسيقي، ووضع الأسس لعروض برودواي الحديثة.
- شجعوا الوطنية: قدموا عروضًا ذات طابع وطني، مما ساهم في تعزيز حب الوطن في نفوس الجماهير.
- ألهوا الأجيال: قدموا الترفيه الذي استمتعت به ملايين الجماهير.
يعتبر إرثهم جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الأمريكية.
عائلة كوهان في الثقافة الشعبية
لا يزال اسم عائلة كوهان يتردد في الثقافة الشعبية حتى اليوم. فقد ظهرت شخصياتهم وأعمالهم في:
- الأفلام: تم إنتاج أفلام عن حياتهم، مثل فيلم “يوميات يانكي دودل” (“Yankee Doodle Dandy”) الذي يروي قصة حياة جورج إم. كوهان.
- المسلسلات التلفزيونية: ظهروا في العديد من المسلسلات والبرامج الوثائقية.
- المسرحيات: لا تزال مسرحياتهم تعرض على المسارح في جميع أنحاء العالم.
- الموسيقى: لا تزال أغانيهم تذاع على الراديو والتلفزيون.
هذا التقدير المستمر يدل على الأثر العميق الذي تركوه في عالم الترفيه.
خاتمة
عائلة كوهان الأربعة كانت عائلة فودفيل أمريكية أسطورية، تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الترفيه الأمريكي. بفضل مواهبهم المتعددة، وعملهم الجاد، وقدرتهم على جذب الجماهير، تمكنوا من تحقيق شهرة واسعة وتأثير دائم. ساهموا في تطوير الفودفيل والمسرح الموسيقي، وألهموا أجيالًا من الفنانين. لا يزال إرثهم حيًا حتى اليوم، ويحتفل بهم كرواد في عالم الترفيه.
المراجع
- موسوعة بريتانيكا – جورج إم. كوهان
- قاعدة بيانات برودواي (IBDB) – جورج إم. كوهان
- بي بي إس – جورج إم. كوهان
- مكتبة الكونغرس – مجموعة جورج إم. كوهان
“`