نشأته وتعليمه
ولد روبرت فوستر كينيدي في بلفاست، أيرلندا، في عام 1884. تلقى تعليمه المبكر في أيرلندا قبل أن ينتقل إلى اسكتلندا لدراسة الطب في جامعة غلاسكو. حصل على شهادة الطب عام 1906. بعد تخرجه، عمل كينيدي في العديد من المستشفيات في المملكة المتحدة قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة في عام 1910.
مسيرته المهنية
بدأ كينيدي مسيرته المهنية في الولايات المتحدة في مستشفى بلفيو في مدينة نيويورك. سرعان ما أثبت نفسه كطبيب أعصاب موهوب، وتم تعيينه رئيسًا لقسم الأعصاب في مستشفى بلفيو في عام 1916. شغل هذا المنصب حتى عام 1947. بالإضافة إلى عمله في مستشفى بلفيو، كان كينيدي أستاذًا في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كورنيل.
خلال الحرب العالمية الأولى، خدم كينيدي في الجيش الأمريكي كضابط طبي. قاد وحدة متخصصة في علاج إصابات الرأس والحبل الشوكي. بعد الحرب، عاد إلى مدينة نيويورك واستأنف عمله في مستشفى بلفيو وجامعة كورنيل.
كان كينيدي طبيبًا وباحثًا غزير الإنتاج. نشر العديد من المقالات العلمية حول مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بعلم الأعصاب، بما في ذلك إصابات الرأس والأورام وأمراض الجهاز العصبي. كما كتب كتابًا مدرسيًا عن علم الأعصاب السريري أصبح مرجعًا قياسيًا في هذا المجال.
كان كينيدي عضوًا في العديد من الجمعيات المهنية، بما في ذلك الكلية الملكية للأطباء في إدنبرة، والجمعية الأمريكية للأعصاب، والأكاديمية الأمريكية للأعصاب. شغل منصب رئيس الجمعية الأمريكية للأعصاب في عام 1939.
متلازمة كينيدي
أشهر إسهامات كينيدي في مجال علم الأعصاب هو وصفه لمتلازمة كينيدي. تتميز هذه المتلازمة بضمور العصب البصري في إحدى العينين مع وذمة حليمة العصب البصري في العين الأخرى، غالبًا ما تكون مصحوبة بورم في الفص الجبهي. قد تشمل الأعراض الأخرى فقدان الشم (فقدان حاسة الشم) والصداع وتغيرات في الشخصية.
تحدث متلازمة كينيدي عادةً بسبب ورم يضغط على العصب البصري في إحدى العينين، مما يؤدي إلى ضموره. في الوقت نفسه، يسبب الورم زيادة في الضغط داخل الجمجمة، مما يؤدي إلى وذمة حليمة العصب البصري في العين الأخرى. ونظرًا لأن الورم يقع غالبًا في الفص الجبهي، فقد يعاني المرضى أيضًا من أعراض عصبية أخرى مرتبطة بهذا الموقع.
من المهم التمييز بين متلازمة كينيدي الحقيقية ومتلازمة كينيدي الكاذبة. تحدث متلازمة كينيدي الكاذبة عندما يكون لدى المريض وذمة حليمة العصب البصري في كلتا العينين وضمور بصري في إحدى العينين، ولكن لا يوجد ورم. قد يكون سبب متلازمة كينيدي الكاذبة مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك التهاب العصب البصري، وارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب، وبعض الأدوية.
يتضمن تشخيص متلازمة كينيدي عادةً فحصًا عصبيًا شاملاً، بما في ذلك اختبار حدة البصر واختبار المجال البصري وتقييم قاع العين. قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى دراسات التصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، لتحديد وجود ورم.
يعتمد علاج متلازمة كينيدي على السبب الكامن وراءها. إذا كان السبب ورمًا، فقد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الورم. قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى علاجات أخرى، مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي.
إنجازات وجوائز
- رئيس قسم الأعصاب في مستشفى بلفيو (1916-1947).
- أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كورنيل.
- خدم في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الأولى.
- رئيس الجمعية الأمريكية للأعصاب (1939).
- وصف متلازمة كينيدي.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج كينيدي من ماي ليندسي في عام 1917. كان لديهم طفلان. توفي كينيدي في عام 1952 عن عمر يناهز 68 عامًا.
إرثه
يُذكر روبرت فوستر كينيدي كطبيب أعصاب بارز ساهم بشكل كبير في فهم وعلاج أمراض الجهاز العصبي. لا يزال وصفه لمتلازمة كينيدي ذا صلة حتى اليوم، ويستمر عمله في إلهام أجيال جديدة من أطباء الأعصاب.
أهم منشوراته
- “Retrobulbar neuritis: A clinical study of its nature and aetiology”. American Journal of Ophthalmology, 1911.
- “Tumours involving the optic nerve”. American Journal of Ophthalmology, 1916.
- “The diagnosis and treatment of head injuries”. JAMA, 1930.
- “Clinical Neurology”. Lippincott, 1934.
خاتمة
كان روبرت فوستر كينيدي طبيب أعصاب بارزًا ترك بصمة واضحة في مجال علم الأعصاب. من خلال عمله السريري وأبحاثه ومنشوراته، ساهم بشكل كبير في فهم وعلاج أمراض الجهاز العصبي. سيظل اسمه مرتبطًا بمتلازمة كينيدي، وهي حالة سريرية مهمة تساعد في تشخيص أورام المخ. لقد كان شخصية مؤثرة في تاريخ علم الأعصاب، وسيظل إرثه يلهم الأطباء والباحثين في المستقبل.