التاريخ
تأسست فرقة الصرخة الجامحة في نوفمبر 2001 في مدينة كونغسفينغر النرويجية. بدأت الفرقة كمشروع موسيقي يجمع بين ثلاثة موسيقيين طموحين، وهم: توري مورستاد (غناء)، وجيرموند برين (غيتار)، وإيفيند هولم (طبول). سعى المؤسسون إلى خلق صوت فريد يدمج بين التقنية العالية للميتال التقدمي، والعمق العاطفي للموسيقى الكلاسيكية، والارتجال الديناميكي لموسيقى الجاز.
في السنوات الأولى، ركزت الفرقة على تطوير أسلوبها الموسيقي الخاص، وكتابة الأغاني الأصلية. قدمت الفرقة العديد من العروض الحية في النوادي والحانات المحلية، مما ساعدها على بناء قاعدة جماهيرية صغيرة ولكن مخلصة.
الأعمال المبكرة
في عام 2006، أصدرت فرقة الصرخة الجامحة أول ألبوم تجريبي لها بعنوان “Something to Make You Bleed”. تلقى الألبوم التجريبي مراجعات إيجابية من النقاد والجمهور على حد سواء، واعتبر بمثابة نقطة انطلاق مهمة في مسيرة الفرقة. أظهر الألبوم التجريبي بوضوح إمكانيات الفرقة وقدرتها على تقديم موسيقى مبتكرة ومثيرة.
بعد إصدار الألبوم التجريبي، بدأت الفرقة في العمل على ألبومها الأول الكامل. استغرقت عملية التسجيل والإنتاج وقتاً طويلاً، حيث أرادت الفرقة التأكد من أن الألبوم يعكس رؤيتها الفنية بشكل كامل. انضم كل من أودون هوفستول (باس) وأندرياس ويوم (كيبورد) إلى الفرقة خلال هذه الفترة، مما أضاف طبقات جديدة من التعقيد والتنوع إلى موسيقاهم.
الألبوم الأول “Artificial Domain”
في عام 2010، أصدرت فرقة الصرخة الجامحة ألبومها الأول الكامل بعنوان “Artificial Domain”. تلقى الألبوم إشادة واسعة من النقاد، واعتبر بمثابة تحفة فنية في عالم الميتال التقدمي. يتميز الألبوم بتركيباته المعقدة، وإيقاعاته المتغيرة، وألحانه المؤثرة. كما يتميز الألبوم بأداء صوتي قوي من توري مورستاد، وعزف غيتار متقن من جيرموند برين.
يستكشف الألبوم مواضيع معقدة مثل التكنولوجيا، والإنسانية، والعلاقة بينهما. يعتبر الألبوم بمثابة رحلة موسيقية تأخذ المستمعين في مغامرة عبر عوالم صوتية متنوعة ومثيرة.
الألبوم الثاني “Solvent”
بعد النجاح الكبير الذي حققه ألبوم “Artificial Domain”، بدأت الفرقة في العمل على ألبومها الثاني. أصدرت الفرقة ألبوم “Solvent” في عام 2014. استمر الألبوم في استكشاف الأساليب الموسيقية المعقدة التي اشتهرت بها الفرقة، ولكنه أضاف أيضًا عناصر جديدة مثل المؤثرات الإلكترونية والتجارب الصوتية. يتميز الألبوم بتركيبات أكثر تجريبية وتعقيدًا، مع التركيز على استكشاف أبعاد جديدة في الصوت والتعبير الموسيقي.
لاقى الألبوم استحسان النقاد، الذين أشادوا بتطور الفرقة وقدرتها على الابتكار. تميز الألبوم بالعمق الفلسفي والوجودي في كلماته، مما جعله تجربة استماع فريدة ومثيرة للتفكير.
الألبوم الثالث “Cabin Pressure”
بعد فترة من التوقف، عادت فرقة الصرخة الجامحة في عام 2019 بإصدار ألبومها الثالث “Cabin Pressure”. يمثل الألبوم عودة قوية للفرقة إلى الساحة الموسيقية، ويتميز بأسلوب أكثر مباشرة وحيوية من الألبومات السابقة. يحتفظ الألبوم بالعناصر التقدمية التي اشتهرت بها الفرقة، ولكنه يضيف أيضًا لمسة من موسيقى الروك البديلة والميتال الحديث.
يستكشف الألبوم مواضيع مثل القلق، والضغط النفسي، والصراع من أجل البقاء في عالم معقد ومتغير. يتميز الألبوم بأداء موسيقي قوي ومتماسك، ويعكس نضج الفرقة وتطورها على مر السنين.
الأسلوب الموسيقي
تعتبر فرقة الصرخة الجامحة فرقة ميتال بروغريسيف، ولكن أسلوبها الموسيقي يتجاوز هذا التصنيف التقليدي. تجمع الفرقة بين عناصر متنوعة من الميتال الثقيل، والروك التقدمي، والجاز، والموسيقى الكلاسيكية. يتميز أسلوب الفرقة بتركيباته المعقدة، وإيقاعاته المتغيرة، وألحانه المؤثرة.
تستخدم الفرقة مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية، بما في ذلك الغيتار الكهربائي، والباس، والطبول، والكيبورد، والأصوات. يشتهر أعضاء الفرقة بمهاراتهم التقنية العالية، وقدرتهم على الارتجال والتجريب. كما أن الفرقة معروفة بأغانيها الطويلة والمعقدة، والتي غالبًا ما تتجاوز العشر دقائق.
- الميتال التقدمي: يمثل هذا العنصر الأساس في موسيقى الفرقة، حيث يظهر في التركيبات المعقدة، والإيقاعات المتغيرة، والألحان الطويلة.
- الروك التقدمي: تظهر تأثيرات الروك التقدمي في استخدام المفاتيح، والتناغمات المعقدة، والتركيز على الأجواء والمساحات الصوتية.
- الجاز: يتجلى تأثير الجاز في الارتجال، والتناغمات غير التقليدية، واستخدام الإيقاعات المعقدة والمرنة.
- الموسيقى الكلاسيكية: يظهر تأثير الموسيقى الكلاسيكية في استخدام الأوركسترا، والتركيبات المتناسقة، والتركيز على التعبير العاطفي.
أعضاء الفرقة
- توري مورستاد – غناء
- جيرموند برين – غيتار
- أودون هوفستول – باس
- أندرياس ويوم – كيبورد
- إيفيند هولم – طبول
الألبومات
- Something to Make You Bleed (2006) (تجريبي)
- Artificial Domain (2010)
- Solvent (2014)
- Cabin Pressure (2019)
الجوائز والتقدير
على الرغم من أن الفرقة لم تفز بالعديد من الجوائز الرسمية، إلا أنها تلقت تقديرًا كبيرًا من النقاد والجمهور على حد سواء. تعتبر الفرقة واحدة من أهم فرق الميتال التقدمي في النرويج، ولها قاعدة جماهيرية مخلصة في جميع أنحاء العالم. تلقت الفرقة العديد من المراجعات الإيجابية لألبوماتها، وتم الإشادة بها لابتكارها وتفردها.
كما تم ترشيح الفرقة لجائزة Spellemannprisen (جائزة الموسيقى النرويجية) عن ألبومها “Artificial Domain”. يعتبر هذا الترشيح بمثابة اعتراف رسمي بجودة موسيقى الفرقة وأهميتها في المشهد الموسيقي النرويجي.
التأثير والإرث
تركت فرقة الصرخة الجامحة بصمة واضحة في عالم الميتال التقدمي. ألهمت الفرقة العديد من الفرق الموسيقية الأخرى، وساهمت في تطوير هذا النوع من الموسيقى. تعتبر الفرقة مثالاً يحتذى به للفرق التي تسعى إلى الابتكار والتجريب في الموسيقى.
تعتبر موسيقى الفرقة معقدة وصعبة، ولكنها أيضًا مجزية وممتعة. تستحق الفرقة الاستماع إليها من قبل أي شخص مهتم بالموسيقى التقدمية والمبتكرة.
خاتمة
تعتبر فرقة الصرخة الجامحة (Frantic Bleep) فرقة ميتال بروغريسيف نرويجية متميزة، تتميز بأسلوبها الموسيقي المعقد والمتطور، والذي يجمع بين عناصر الميتال الثقيل، والروك التقدمي، والجاز، والموسيقى الكلاسيكية. تأسست الفرقة في عام 2001، وأصدرت ثلاثة ألبومات كاملة لاقت استحسان النقاد والجمهور. تعتبر الفرقة واحدة من أهم فرق الميتال التقدمي في النرويج، ولها قاعدة جماهيرية مخلصة في جميع أنحاء العالم. بفضل موسيقاهم المبتكرة وأدائهم القوي، تركت فرقة الصرخة الجامحة بصمة لا تُمحى في عالم الميتال التقدمي، وألهمت العديد من الفنانين والفرق الموسيقية.