الظروف المحيطة بالوفاة
في ليلة 24 نوفمبر 1990، شوهد نيل ستون تشايلد آخر مرة على قيد الحياة بالقرب من حافة مدينة ساسكاتون، ساسكاتشوان، كندا. كان برفقة صديقه جايسون روي. زعم الاثنان أن ضباط شرطة ساسكاتون احتجزوهما وأخذوهما إلى خارج المدينة. بعد ذلك بوقت قصير، تم العثور على ستون تشايلد متجمدًا حتى الموت في حقل صناعي على بعد حوالي خمسة كيلومترات خارج المدينة.
أثارت وفاة ستون تشايلد أسئلة حول تدخل الشرطة. كانت هناك ادعاءات بأن الشرطة تركته في الخارج في ليلة شديدة البرودة دون ملابس كافية، مما أدى إلى وفاته بسبب انخفاض حرارة الجسم. نفت شرطة ساسكاتون تورطها في القضية وأصرت على أن ستون تشايلد لم يكن قيد الاحتجاز لديهم في تلك الليلة.
التحقيقات الأولية
أجرى قسم شرطة ساسكاتون تحقيقًا داخليًا في وفاة ستون تشايلد. خلص التحقيق الأولي إلى عدم وجود دليل على تورط الشرطة في وفاته. ومع ذلك، لم يرض هذا الاستنتاج عائلة ستون تشايلد أو مجتمع السكان الأصليين، الذين طالبوا بإجراء تحقيق مستقل.
أثار التحقيق الأولي العديد من المخاوف، بما في ذلك حقيقة أن الشرطة التي كانت قيد التحقيق كانت تقوم بالتحقيق بأنفسها. كما أثيرت تساؤلات حول جودة التحقيق والحيادية فيه.
لجنة التحقيق القضائي
نتيجة للضغط العام المتزايد، أمرت حكومة ساسكاتشوان بإجراء تحقيق قضائي في عام 2001. كان الهدف من التحقيق هو تحديد الظروف المحيطة بوفاة ستون تشايلد وما إذا كان هناك أي تورط للشرطة.
ترأس القاضي ديفيد رايت لجنة التحقيق القضائي. استمعت اللجنة إلى شهادات من شهود متعددين، بمن فيهم ضباط الشرطة وشهود عيان وخبراء طبيون. استمر التحقيق لعدة سنوات وكشف عن معلومات جديدة حول القضية.
نتائج التحقيق القضائي
في عام 2004، أصدرت لجنة التحقيق القضائي تقريرها. وخلص التقرير إلى أن ضابطي شرطة ساسكاتون، لاري هارتمان وبرادلي سينير، قد احتجزا ستون تشايلد في الليلة التي توفي فيها. وخلص التقرير أيضًا إلى أن الضابطين كذبا بشأن تورطهما في القضية.
ووجد التقرير أن ستون تشايلد كان يعاني من جروح في وجهه عندما شوهد آخر مرة على قيد الحياة. وخلص التقرير إلى أن هذه الجروح كانت متسقة مع تعرضه للضرب. ومع ذلك، لم يتمكن التقرير من تحديد كيفية إصابة ستون تشايلد بهذه الجروح أو من تسبب فيها.
انتقد التقرير بشدة قسم شرطة ساسكاتون لسوء تعامله مع التحقيق الأولي. وخلص التقرير إلى أن الشرطة لم تحقق بشكل صحيح في القضية وحاولت حماية ضباطها.
النتائج المترتبة على التحقيق
أدت نتائج التحقيق القضائي إلى إثارة غضب شعبي واسع النطاق. طالب الكثيرون بمحاسبة ضباط الشرطة المتورطين في القضية. وأوصت اللجنة باتخاذ إجراءات تأديبية ضد الضباط.
في عام 2004، تم فصل لاري هارتمان وبرادلي سينير من قوة شرطة ساسكاتون. ومع ذلك، لم يتم توجيه أي اتهامات جنائية إليهما.
دفعت قضية نيل ستون تشايلد إلى إجراء إصلاحات في قوة شرطة ساسكاتون. تم إدخال سياسات وإجراءات جديدة لتحسين المساءلة والشفافية. كما دفعت القضية إلى زيادة الوعي بالعلاقات بين الشرطة والسكان الأصليين في كندا.
تأثير قضية نيل ستون تشايلد
تركت وفاة نيل ستون تشايلد أثراً عميقاً على مجتمع السكان الأصليين في كندا. أصبحت القضية رمزًا لظلم الشرطة والعنصرية المنهجية. ساهمت في زيادة التدقيق في ممارسات الشرطة وعلاقاتها مع مجتمعات السكان الأصليين.
ساعدت قضية ستون تشايلد في تسليط الضوء على قضايا مثل فقدان السكان الأصليين وقتلهم في كندا. أدت القضية إلى دعوات لإجراء تحقيق وطني في هذه القضايا.
لا تزال قضية نيل ستون تشايلد تذكرنا بأهمية المساءلة والعدالة والمساواة. إنها تذكير بالعمل الذي لا يزال يتعين القيام به لتحسين العلاقات بين الشرطة ومجتمعات السكان الأصليين في كندا.
“تجميد حتى الموت”
أصبحت قضية نيل ستون تشايلد مرتبطة بما يسمى بـ “تجميد حتى الموت”، وهي ممارسة مزعومة من قبل شرطة ساسكاتون، حيث يتم ترك السكان الأصليين في ضواحي المدينة في الطقس البارد. على الرغم من أن هذه الممارسة لم يتم إثباتها بشكل قاطع، إلا أن قضية ستون تشايلد ساهمت في انتشار هذه الفكرة.
أثارت مزاعم “التجميد حتى الموت” مخاوف جدية بشأن سوء سلوك الشرطة والعلاقات المتوترة بين الشرطة ومجتمع السكان الأصليين. أدت هذه المزاعم إلى دعوات لإجراء تحقيق أعمق في ممارسات الشرطة في ساسكاتون ومدن أخرى في جميع أنحاء كندا.
إرث نيل ستون تشايلد
على الرغم من المأساة المحيطة بوفاته، يظل نيل ستون تشايلد رمزًا للأمل والمثابرة. ألهمت قصته العديد من الآخرين للنضال من أجل العدالة والمساواة. لا يزال إرثه حياً من خلال عمل أولئك الذين يواصلون الدعوة إلى التغيير.
يتم تذكر نيل ستون تشايلد كشاب فقد حياته مبكرًا جدًا. قصته هي بمثابة تذكير دائم بأهمية حماية حقوق جميع الناس، بغض النظر عن خلفيتهم أو أصلهم.
خاتمة
تظل قضية نيل ستون تشايلد نقطة سوداء في تاريخ ساسكاتون وكندا ككل. أظهرت هذه القضية مدى هشاشة العدالة وأهمية التحقيق النزيه والشفاف في قضايا سوء سلوك الشرطة. كما أظهرت مدى قوة المجتمع في المطالبة بالعدالة والتغيير. يجب أن تبقى ذكرى نيل ستون تشايلد حية لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي أبدًا.