الخلفية والتأسيس
في منتصف الثمانينيات، وبعد النجاح الهائل الذي حققته فرقة كوين، شعر روجر تايلور برغبة في استكشاف جوانبه الموسيقية الأخرى التي ربما لم يتمكن من التعبير عنها بشكل كامل داخل الفرقة. كان تايلور كاتب أغاني موهوبًا وعازفًا متعدد الآلات، وكانت لديه رغبة قوية في تشكيل فرقة روك تركز بشكل أكبر على الغيتار الثقيل. وهكذا، في عام 1987، قام بتشكيل ذا كروس.
كان الهدف من تشكيل ذا كروس هو أن تكون فرقة منفصلة تمامًا عن كوين، على الرغم من مشاركة تايلور. أراد أن تكون الفرقة بمثابة منصة له لعرض مهاراته كمغني رئيسي وعازف غيتار إيقاعي، بالإضافة إلى كتابة معظم مواد الفرقة. لقد أراد أيضًا أن تكون الفرقة تعاونية، وأن يساهم جميع الأعضاء في العملية الإبداعية.
تشكيلة الفرقة
تألفت التشكيلة الأصلية لفرقة ذا كروس من:
- روجر تايلور: غناء رئيسي، غيتار إيقاعي، لوحات المفاتيح
- سبايك إدني: لوحات المفاتيح، غناء مساند (شارك أيضًا في جولات كوين كعازف لوحات مفاتيح إضافي)
- جوش ماكريه: غيتار رئيسي، غناء مساند
- بيتر نوون: غيتار باس، غناء مساند
- كلClayton Moss: طبول، إيقاع، غناء مساند
كان اختيار الأعضاء الآخرين في الفرقة عملية دقيقة. أراد تايلور موسيقيين موهوبين يمكنهم جلب أفكارهم ومواهبهم الفريدة إلى الفرقة. كان سبايك إدني اختيارًا طبيعيًا نظرًا لخبرته الواسعة كعازف لوحات مفاتيح وعلاقته الطويلة الأمد بفرقة كوين. تم اختيار باقي الأعضاء من خلال الاختبارات والأصدقاء المشتركين، حيث سعى تايلور إلى العثور على موسيقيين يشاركونه رؤيته الموسيقية.
الألبومات
أصدرت ذا كروس ثلاثة ألبومات استوديو خلال مسيرتها المهنية:
Shove It (1988)
كان Shove It هو الألبوم الأول لفرقة ذا كروس، وتم إصداره في عام 1988. يتميز الألبوم بمزيج من موسيقى الروك الصاخبة والأغاني الأكثر توجهاً نحو البوب. تضمنت أبرز الأغاني في الألبوم أغنية “Heaven for Everyone” (التي أعيد تسجيلها لاحقًا بواسطة كوين مع فريدي ميركوري) والأغنية الرئيسية “Shove It”. تلقى الألبوم مراجعات متباينة، لكنه حقق نجاحًا تجاريًا معتدلًا، ووصل إلى المراكز العشرين الأولى في العديد من البلدان الأوروبية.
تميز الألبوم بتنوعه الموسيقي، حيث أظهر تايلور قدرته على كتابة الأغاني في مجموعة متنوعة من الأساليب. ساهم الأعضاء الآخرون في الفرقة أيضًا في كتابة الأغاني، مما أدى إلى صوت متماسك ولكنه متنوع.
Mad, Bad and Dangerous to Know (1990)
تم إصدار Mad, Bad and Dangerous to Know، الألبوم الثاني لفرقة ذا كروس، في عام 1990. كان الألبوم أكثر ثقلاً من سابقه، حيث يتميز بصوت روك أكثر قوة. تضمنت أبرز الأغاني في الألبوم أغنية “Liar” و “Power to Love”. لم يحقق الألبوم نفس النجاح التجاري الذي حققه Shove It، لكنه لا يزال يتمتع بقاعدة جماهيرية مخلصة.
يعكس عنوان الألبوم موقف الفرقة المتمرد والمتمرد. أراد تايلور أن يكون الألبوم بيانًا قويًا عن هويتهم الموسيقية.
Blue Rock (1991)
كان Blue Rock هو الألبوم الثالث والأخير لفرقة ذا كروس، وتم إصداره في عام 1991. كان الألبوم عبارة عن عودة إلى صوت الروك الأكثر مباشرة الذي يميز الألبوم الأول للفرقة. تضمنت أبرز الأغاني في الألبوم أغنية “New Dark Ages” و “Baby It’s Alright”. لم يحقق الألبوم نجاحًا تجاريًا كبيرًا، وسرعان ما انفصلت الفرقة بعد إصداره.
على الرغم من فشله التجاري، يُعتبر Blue Rock من قبل العديد من المعجبين الألبوم الأقوى للفرقة موسيقيًا. يظهر الألبوم نمو الفرقة كنظرة إبداعية قوية.
الجولات الموسيقية
قامت فرقة ذا كروس بجولة مكثفة لدعم ألبوماتها. غالبًا ما كانوا يفتتحون لفرقة كوين في حفلاتهم الأوروبية، مما أتاح لهم الوصول إلى جمهور كبير. كما قاموا بجولة بمفردهم، حيث عزفوا في نوادي وقاعات أصغر.
كانت عروض ذا كروس الحية معروفة بطاقتها العالية وحضورها المسرحي. كان تايلور قائدًا كاريزميًا، وكان الأعضاء الآخرون في الفرقة جميعًا موسيقيين ماهرين. غالبًا ما كانوا يدمجون أغاني كوين في مجموعتهم، لإرضاء المعجبين الذين كانوا يأملون في سماع بعض المواد الكلاسيكية.
التأثير والإرث
على الرغم من عمرها القصير نسبيًا، كان لفرقة ذا كروس تأثير دائم على مشهد الروك. ساعدت الفرقة في تمهيد الطريق لفرق الروك الأخرى التي جمعت بين عناصر موسيقى الروك الثقيلة والموسيقى الموجهة نحو البوب. كما ساعدت الفرقة في إطلاق مسيرة روجر تايلور كفنان منفرد، مما سمح له بمواصلة استكشاف رؤيته الموسيقية.
تُذكر فرقة ذا كروس أيضًا لقيمتها الترفيهية العالية. كانت عروض الفرقة الحية دائمًا مثيرة، وكانوا معروفين بقدرتهم على التواصل مع جمهورهم.
ما بعد التفكك
بعد تفكك ذا كروس في عام 1993، واصل روجر تايلور العمل كموسيقي. أصدر العديد من الألبومات المنفردة، وشارك في العديد من المشاريع الموسيقية الأخرى. كما بقي نشطًا مع فرقة كوين، وقام بجولة مع الفرقة في السنوات الأخيرة.
انتقل الأعضاء الآخرون في ذا كروس إلى مسارات مهنية مختلفة. واصل سبايك إدني العمل كعازف لوحات مفاتيح، وشارك في العديد من المشاريع الموسيقية. أصبح جوش ماكريه منتجًا موسيقيًا ناجحًا. ظل بيتر نوون وClayton Moss نشطين في المشهد الموسيقي المحلي.
خاتمة
ذا كروس كانت فرقة روك موهوبة ومبتكرة تميزت بصوتها الفريد وعروضها الحية المفعمة بالحيوية. على الرغم من أنها لم تحقق نفس مستوى الشهرة التي حققتها فرقة كوين، إلا أنها تركت بصمة لا تُمحى على مشهد الروك، وستظل دائمًا في ذاكرة محبيها.