<![CDATA[
نشأة وتأسيس الجمعية
تعود جذور جمعية النهوض باليهودية إلى رؤية الحاخام موردخاي كابلان، الذي كان يهدف إلى إنشاء مركز ديني وثقافي يجمع بين الالتزام بالشريعة اليهودية والانفتاح على الأفكار الحديثة. كان كابلان يرى أن اليهودية بحاجة إلى التطور والتكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية، مع الحفاظ على جوهرها الروحي والأخلاقي. تأسست الجمعية في فترة شهدت فيها المجتمعات اليهودية في أمريكا الشمالية تحولات كبيرة، حيث كان العديد من اليهود يبتعدون عن الممارسات التقليدية ويبحثون عن طرق جديدة للتعبير عن هويتهم اليهودية.
في عام 1922، اجتمع عدد من الأفراد الذين شاركوا كابلان رؤيته وقرروا تأسيس جمعية تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف. كانت الجمعية بمثابة مختبر للأفكار الجديدة والمبتكرة في مجال الدين والثقافة اليهودية. سرعان ما اكتسبت الجمعية شعبية واسعة بين اليهود الذين كانوا يبحثون عن بديل للتيارات الدينية التقليدية.
أهداف ومبادئ الجمعية
تتمثل الأهداف والمبادئ الأساسية لجمعية النهوض باليهودية في:
- تجديد الدين اليهودي: تسعى الجمعية إلى تجديد الممارسات والمعتقدات اليهودية لتتناسب مع تحديات العصر الحديث.
- تعزيز الهوية اليهودية: تعمل الجمعية على تعزيز الهوية اليهودية بين الأفراد والعائلات من خلال توفير برامج تعليمية وثقافية متنوعة.
- تعزيز العدالة الاجتماعية: تلتزم الجمعية بتعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع الناس، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس.
- تعزيز الحوار بين الأديان: تشجع الجمعية على الحوار والتفاهم بين الأديان المختلفة، بهدف بناء عالم أكثر سلامًا وتسامحًا.
- توفير مجتمع داعم: تسعى الجمعية إلى توفير مجتمع داعم للأفراد والعائلات، حيث يمكنهم التواصل والتفاعل مع الآخرين الذين يشاركونهم نفس القيم والاهتمامات.
برامج وأنشطة الجمعية
تقدم جمعية النهوض باليهودية مجموعة واسعة من البرامج والأنشطة التي تهدف إلى تلبية احتياجات مختلف الفئات العمرية والاهتمامات. تشمل هذه البرامج والأنشطة:
- الخدمات الدينية: تقيم الجمعية خدمات دينية منتظمة تتضمن الصلوات والقراءات من التوراة والتعليقات اللاهوتية. تتميز هذه الخدمات بأنها تفاعلية ومبتكرة، وتشجع المشاركة الفعالة من قبل الحاضرين.
- البرامج التعليمية: تقدم الجمعية برامج تعليمية للأطفال والبالغين على حد سواء، بهدف تعزيز المعرفة والفهم للدين والثقافة اليهودية. تشمل هذه البرامج دروسًا في اللغة العبرية والتاريخ اليهودي والفلسفة اليهودية.
- البرامج الثقافية: تنظم الجمعية فعاليات ثقافية متنوعة، مثل المحاضرات والعروض الموسيقية والمعارض الفنية، بهدف الاحتفاء بالتراث اليهودي الغني والمتنوع.
- البرامج الاجتماعية: توفر الجمعية فرصًا للأفراد والعائلات للتواصل والتفاعل مع الآخرين من خلال تنظيم فعاليات اجتماعية، مثل العشاءات الجماعية والرحلات والنزهات.
- العمل التطوعي: تشجع الجمعية أعضائها على المشاركة في العمل التطوعي، بهدف خدمة المجتمع والمساهمة في تحسين حياة الآخرين.
تأثير الجمعية على اليهودية المتجددة
لعبت جمعية النهوض باليهودية دورًا حاسمًا في تطوير ونشر حركة اليهودية المتجددة. كانت الجمعية بمثابة مركز للأفكار الجديدة والمبتكرة في مجال الدين والثقافة اليهودية، وساهمت في تشكيل هوية هذه الحركة. قدمت الجمعية نموذجًا للمؤسسات الدينية التي تجمع بين الالتزام بالشريعة اليهودية والانفتاح على الأفكار الحديثة. كما ساهمت في تدريب وإعداد قادة دينيين قادرين على قيادة المجتمعات اليهودية في القرن الحادي والعشرين.
من خلال برامجها وأنشطتها المتنوعة، ساهمت الجمعية في تعزيز الهوية اليهودية بين الأفراد والعائلات، وتوفير مجتمع داعم لهم. كما ساهمت في تعزيز العدالة الاجتماعية والحوار بين الأديان، مما جعلها قوة إيجابية في المجتمع.
موردخاي كابلان ودوره في الجمعية
لا يمكن الحديث عن جمعية النهوض باليهودية دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي لعبه الحاخام موردخاي كابلان في تأسيسها وتوجيهها. كان كابلان مفكرًا دينيًا بارزًا وقائدًا مؤثرًا، وترك بصمة واضحة على اليهودية الحديثة. كان يرى أن الدين اليهودي بحاجة إلى التطور والتكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية، مع الحفاظ على جوهره الروحي والأخلاقي. كان يعتقد أن اليهودية يجب أن تكون قوة إيجابية في العالم، وأن تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والسلام.
من خلال كتاباته ومحاضراته، قدم كابلان رؤية جديدة للدين اليهودي، ركزت على أهمية التجربة الدينية الشخصية والمشاركة الفعالة في الحياة المجتمعية. كان يؤمن بأن اليهودية يجب أن تكون ذات صلة بحياة الناس اليومية، وأن تساعدهم على مواجهة تحديات العصر الحديث. كان كابلان مصدر إلهام للعديد من اليهود الذين كانوا يبحثون عن طريق جديد للتعبير عن هويتهم اليهودية، وساهم في تجديد الدين اليهودي في القرن العشرين.
التحديات التي تواجه الجمعية
على الرغم من النجاحات التي حققتها جمعية النهوض باليهودية، إلا أنها تواجه أيضًا بعض التحديات. من بين هذه التحديات:
- التنافس مع التيارات الدينية الأخرى: تواجه الجمعية منافسة من التيارات الدينية الأخرى، مثل اليهودية الأرثوذكسية واليهودية المحافظة، التي تتمتع بقاعدة جماهيرية أوسع.
- الحفاظ على الهوية في عالم متغير: تواجه الجمعية تحديًا في الحفاظ على الهوية اليهودية في عالم متغير، حيث يتعرض الأفراد والعائلات لضغوط ثقافية واجتماعية متنوعة.
- تلبية احتياجات الجيل الشاب: تواجه الجمعية تحديًا في تلبية احتياجات الجيل الشاب، الذي يبحث عن طرق جديدة للتعبير عن هويته اليهودية.
- توفير الموارد المالية: تواجه الجمعية تحديًا في توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل برامجها وأنشطتها.
للتغلب على هذه التحديات، تسعى الجمعية إلى:
- تطوير برامج وأنشطة جديدة ومبتكرة: تعمل الجمعية على تطوير برامج وأنشطة جديدة ومبتكرة تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية والاهتمامات.
- تعزيز التواصل مع المجتمع: تسعى الجمعية إلى تعزيز التواصل مع المجتمع من خلال استخدام وسائل الإعلام الحديثة والتواصل المباشر.
- تطوير شراكات مع منظمات أخرى: تعمل الجمعية على تطوير شراكات مع منظمات أخرى، بهدف تبادل الخبرات والموارد.
- تنويع مصادر التمويل: تسعى الجمعية إلى تنويع مصادر التمويل من خلال البحث عن مصادر جديدة للدعم المالي.
خاتمة
تعتبر جمعية النهوض باليهودية مؤسسة دينية وثقافية بارزة في مدينة نيويورك، ولها دور مهم في تجديد الدين اليهودي وتعزيز الهوية اليهودية. تأسست الجمعية على يد الحاخام موردخاي كابلان، وتُعرف بأنها الذراع المؤسسي لحركة اليهودية المتجددة. تقدم الجمعية مجموعة واسعة من البرامج والأنشطة التي تهدف إلى تلبية احتياجات مختلف الفئات العمرية والاهتمامات. على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن الجمعية تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها ومواصلة دورها في خدمة المجتمع.