نشأته وتعليمه
ولد توماس فيريبي في مقاطعة موكسلي، نورث كارولينا، ونشأ في مزرعة. أظهر اهتمامًا مبكرًا بالرياضة، وخاصة كرة القدم، مما أكسبه منحة دراسية رياضية من جامعة ويسترن كارولينا. ومع ذلك، سرعان ما وجد نفسه منجذبًا إلى الطيران، فترك الجامعة في عام 1941 للانضمام إلى سلاح الجو التابع للجيش الأمريكي. خضع فيريبي لتدريب مكثف ليصبح ضابط قصف، وسرعان ما أظهر مهارات استثنائية في هذا المجال.
الحياة العسكرية
بعد الانتهاء من تدريبه، تم تعيين فيريبي في الفرقة الجوية 509، وهي وحدة تم تشكيلها خصيصًا لتنفيذ مهام القصف الذري. تم اختيار فيريبي ليكون جزءًا من طاقم إينولا جاي، بقيادة العقيد بول تيبيتس. خضع الطاقم لتدريب مكثف على جزيرة تينيان في المحيط الهادئ، استعدادًا للمهمة التي ستغير مسار التاريخ.
في صباح يوم 6 أغسطس 1945، انطلقت إينولا جاي من تينيان متجهة إلى هيروشيما. كان فيريبي مسؤولاً عن تحديد الهدف وإطلاق القنبلة. باستخدام جهاز Norden bombsight المتطور، قام فيريبي بتحديد جسر أيووي كهدف أساسي. ومع ذلك، بسبب الغيوم الجزئية، تم تغيير الهدف إلى مستشفى شيما الجراحي. قام فيريبي بإطلاق القنبلة في الساعة 8:15 صباحًا بالتوقيت المحلي، وعلى بعد حوالي 43 ثانية، انفجرت القنبلة فوق المدينة، مما أسفر عن دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح.
بعد إلقاء القنبلة، عادت إينولا جاي إلى تينيان. تلقى الطاقم استقبال الأبطال، وتم تكريمهم لمساهمتهم في إنهاء الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، لم يكن فيريبي مرتاحًا للشهرة التي اكتسبها. كان يعتقد أنه ببساطة كان يقوم بواجبه، ولم يكن لديه أي ندم على أفعاله.
ما بعد الحرب
بعد الحرب، بقي فيريبي في الجيش، وخدم في عدة مناصب مختلفة. تقاعد من الجيش في عام 1970 برتبة عقيد. بعد تقاعده، عمل فيريبي كوكيل عقاري في أورلاندو، فلوريدا. حافظ على مستوى عالٍ من الخصوصية وتجنب إلى حد كبير الحديث عن دوره في قصف هيروشيما.
وجهات نظر متضاربة
على الرغم من أن فيريبي كان يعتبر بطلاً من قبل البعض، إلا أنه كان أيضًا شخصية مثيرة للجدل. يرى البعض أن قصف هيروشيما كان عملاً وحشيًا وغير ضروري، وأنه كان ينبغي على فيريبي أن يرفض المشاركة فيه. ومع ذلك، يجادل آخرون بأن القصف كان ضروريًا لإنهاء الحرب ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وأن فيريبي كان ببساطة ينفذ أوامر.
المؤيدون:
- يعتقدون أن القصف أنهى الحرب وأنقذ حياة العديد من الجنود الأمريكيين واليابانيين.
- يرون أن فيريبي كان جنديًا يقوم بواجبه وأنه يستحق الثناء على شجاعته وتفانيه.
المعارضون:
- يعتقدون أن القصف كان عملاً غير إنساني وأنه تسبب في معاناة لا داعي لها للمدنيين الأبرياء.
- يرون أن فيريبي كان مسؤولاً عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وأنه يجب إدانته على أفعاله.
رأي توماس فيريبي
ظل فيريبي ثابتًا في دفاعه عن أفعاله طوال حياته. كان يعتقد أن قصف هيروشيما كان ضروريًا لإنهاء الحرب ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح. في مقابلة عام 1995، قال فيريبي: “لم أشعر بالندم أبدًا. فعلت ما طُلب مني أن أفعله، وأعتقد أنني فعلت الصواب”.
مقتطفات من أقواله:
- “لم يكن لدينا أي خيار آخر. كان علينا أن نفعل ما فعلناه لإنهاء الحرب.”
- “لم أكن سعيدًا بقتل أي شخص، لكن كان علي أن أقوم بواجبي.”
- “أنا فخور بخدمتي لبلدي.”
الجدل الأخلاقي
يثير قصف هيروشيما نقاشات أخلاقية معقدة حول أخلاقيات الحرب واستخدام الأسلحة النووية. لا يوجد إجماع واضح حول ما إذا كان القصف مبررًا أم لا، ويظل موضوعًا مثيرًا للجدل حتى يومنا هذا.
أسئلة أخلاقية رئيسية:
- هل من المقبول استهداف المدنيين في زمن الحرب؟
- هل يمكن تبرير استخدام الأسلحة النووية على الإطلاق؟
- ما هي المسؤولية الأخلاقية للجنود الذين يتلقون أوامر تعتبر غير أخلاقية؟
تراث توماس فيريبي
توفي توماس فيريبي في عام 2000 عن عمر يناهز 81 عامًا. لقد ترك وراءه إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. سيظل فيريبي إلى الأبد مرتبطًا بقصف هيروشيما، وهو حدث شكل مسار التاريخ. بغض النظر عن وجهة نظر المرء، لا يمكن إنكار أن فيريبي لعب دورًا مهمًا في الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
كان توماس فيريبي شخصية محورية في واحدة من أكثر اللحظات جدلاً في التاريخ الحديث. كضابط القصف على متن إينولا جاي، لعب دورًا حاسمًا في إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما. بينما يعتبره البعض بطلاً، يراه آخرون مسؤولاً عن مأساة إنسانية. بغض النظر عن الرأي، فإن إرث فيريبي سيستمر في إثارة النقاش حول أخلاقيات الحرب واستخدام الأسلحة النووية لأجيال قادمة.