نظرة عامة
بوخنفالد (Buchenwald) هو الألبوم الخامس لفرقة وايت هاوس (Whitehouse)، تم إصداره في عام 1981 بواسطة شركة كوم أورجانيزيشن (Come Organisation)، وأعيد إصداره لاحقًا بواسطة سوزان لولي (Susan Lawly). يعتبر هذا الألبوم من الأعمال البارزة في مجال الموسيقى الصناعية المتطرفة، ويشتهر بمواضيعه الصادمة وأسلوبه الموسيقي العدواني.
يُعد الألبوم جزءًا من سلسلة أعمال وايت هاوس التي تتناول مواضيع حساسة ومثيرة للجدل، مثل العنف والجنس والسيطرة. يتميز بوخنفالد بصوته الخام والمشوه، واستخدامه المكثف للإلكترونيات الصناعية، والصراخ الحاد الذي يميز أداء المغني كريس كارتير (Chris Carter). الألبوم ليس مخصصًا لضعاف القلوب، وغالبًا ما يثير ردود فعل قوية من المستمعين بسبب محتواه الصريح والمزعج.
الخلفية والإنتاج
تأسست فرقة وايت هاوس في عام 1980 على يد كريس كارتير وبيتر سوتين (Peter Sotos). اشتهرت الفرقة منذ البداية بأسلوبها الموسيقي التجريبي والمثير للجدل، والذي يهدف إلى تحدي المفاهيم التقليدية للموسيقى والفن. استوحى اسم الفرقة من اسم عالم النفس الكندي جورج إيوارت وايت هاوس، الذي اشتهر بأبحاثه حول التعذيب وغسل الدماغ.
تم تسجيل ألبوم بوخنفالد في ظروف متواضعة، باستخدام معدات تسجيل بسيطة. يعكس هذا النهج الخام والبدائي طبيعة الموسيقى الصناعية في بداياتها، حيث كان التركيز على التجريب والتعبير عن الأفكار الصادمة أكثر من الاهتمام بجودة الإنتاج. تميزت جلسات التسجيل بالارتجال والتجريب الصوتي، مما أدى إلى خلق صوت فريد ومميز للألبوم.
شركة كوم أورجانيزيشن، التي أصدرت الألبوم في الأصل، كانت شركة تسجيلات مستقلة متخصصة في الموسيقى الصناعية والتجريبية. لعبت الشركة دورًا مهمًا في دعم وتطوير هذا النوع من الموسيقى في أوائل الثمانينيات، وأصدرت أعمالًا لفرق أخرى مؤثرة مثل سبيرمين (SPK) وكاباريه فولتير (Cabaret Voltaire).
المواضيع والمحتوى
يستكشف ألبوم بوخنفالد مجموعة واسعة من المواضيع المثيرة للجدل، بما في ذلك العنف والجنس والسادية والماسوشية. يتناول الألبوم أيضًا قضايا السلطة والسيطرة والقمع، ويعرضها بطريقة صريحة وصادمة. غالبًا ما يتم تفسير هذه المواضيع على أنها تعكس نقدًا للمجتمع والسلطة السياسية، ولكنها أيضًا تثير تساؤلات حول الطبيعة البشرية والانحراف.
يحتوي الألبوم على العديد من المقاطع الصوتية المزعجة، بما في ذلك الصراخ والأصوات المشوهة والتسجيلات الميدانية التي تثير شعورًا بالقلق وعدم الراحة. تستخدم وايت هاوس هذه التقنيات الصوتية لخلق جو من الرعب والتشويق، ولإجبار المستمع على مواجهة الجوانب المظلمة من النفس البشرية.
اسم الألبوم نفسه، بوخنفالد، يشير إلى معسكر الاعتقال النازي سيئ السمعة. يثير هذا الاسم تساؤلات حول علاقة العنف والتطرف السياسي بالفن والموسيقى، ويجبر المستمع على التفكير في مسؤولية الفنان عن تأثير عمله على الجمهور.
الأسلوب الموسيقي
يتميز ألبوم بوخنفالد بأسلوبه الموسيقي الصناعي المتطرف، والذي يعتمد على استخدام الإلكترونيات المشوهة والتسجيلات الميدانية والصراخ الحاد. يعتبر هذا الألبوم من الأعمال الرائدة في مجال النويز (Noise) والموسيقى التجريبية، وقد أثر على العديد من الفنانين اللاحقين في هذا المجال.
تستخدم وايت هاوس في بوخنفالد مجموعة متنوعة من التقنيات الصوتية لخلق صوت فريد ومميز. تشمل هذه التقنيات استخدام المؤثرات الصوتية لتشويه الأصوات، والتلاعب بالتسجيلات الميدانية لخلق جو من الرعب والغموض، والصراخ الحاد الذي يميز أداء كريس كارتير.
يتميز الألبوم أيضًا بإيقاعاته المتكررة والمملة، والتي تهدف إلى خلق شعور بالضيق والملل. تعتبر هذه الإيقاعات جزءًا من الأسلوب الموسيقي الصناعي، وتهدف إلى تحدي المفاهيم التقليدية للموسيقى والجمال.
- استخدام الإلكترونيات المشوهة: يعتمد الألبوم بشكل كبير على استخدام الأجهزة الإلكترونية لإنتاج أصوات مشوهة وغير مألوفة، مما يخلق جوًا صناعيًا ومرعبًا.
- التسجيلات الميدانية: تتضمن بعض المقاطع الصوتية في الألبوم تسجيلات ميدانية لأصوات واقعية، مثل أصوات الآلات والمصانع، مما يضيف إلى الجو الصناعي والتجريبي.
- الصراخ الحاد: يعتبر الصراخ الحاد الذي يميز أداء كريس كارتير عنصرًا أساسيًا في صوت وايت هاوس، ويساهم في خلق جو من العنف والعدوانية.
- الإيقاعات المتكررة: تستخدم وايت هاوس إيقاعات متكررة ومملة لخلق شعور بالضيق والملل، وتحدي المفاهيم التقليدية للموسيقى.
الاستقبال والتأثير
تلقى ألبوم بوخنفالد ردود فعل متباينة من النقاد والجمهور. أشاد البعض بجرأة الألبوم وتجربته الصوتية، بينما انتقد البعض الآخر محتواه الصادم والمزعج. على الرغم من ذلك، يعتبر الألبوم من الأعمال الكلاسيكية في مجال الموسيقى الصناعية، وقد أثر على العديد من الفنانين اللاحقين.
يعتبر بوخنفالد من الأعمال التي قسمت الجمهور، حيث وجد البعض فيه تعبيرًا فنيًا صادقًا عن العنف والظلام، بينما اعتبره البعض الآخر مجرد استفزاز رخيص. بغض النظر عن الرأي الشخصي، لا يمكن إنكار تأثير الألبوم على الموسيقى الصناعية والتجريبية.
أثر ألبوم بوخنفالد على العديد من الفنانين اللاحقين في مجالات الموسيقى الصناعية والنويز والموسيقى التجريبية. يعتبر الألبوم من الأعمال الرائدة في هذه المجالات، وقد ساهم في تطوير أساليب جديدة للتعبير الفني.
- تأثير على الموسيقى الصناعية: يعتبر بوخنفالد من الأعمال الكلاسيكية في مجال الموسيقى الصناعية، وقد أثر على العديد من الفنانين اللاحقين في هذا المجال.
- تأثير على النويز: يعتبر الألبوم من الأعمال الرائدة في مجال النويز، وقد ساهم في تطوير أساليب جديدة للتعبير الفني في هذا المجال.
- تأثير على الموسيقى التجريبية: أثر بوخنفالد على العديد من الفنانين اللاحقين في مجال الموسيقى التجريبية، وقد ساهم في تطوير أساليب جديدة للتعبير الفني في هذا المجال.
إعادة الإصدار
أعيد إصدار ألبوم بوخنفالد في عدة مناسبات، بواسطة شركات تسجيلات مختلفة. ساهمت هذه الإصدارات الجديدة في تعريف جيل جديد من المستمعين على هذا الألبوم الكلاسيكي، وضمان استمرار تأثيره على الموسيقى الصناعية والتجريبية.
أعيد إصدار الألبوم في الأصل بواسطة شركة سوزان لولي، وهي شركة تسجيلات مستقلة متخصصة في الموسيقى الصناعية والتجريبية. ساهمت هذه الشركة في دعم وتطوير هذا النوع من الموسيقى، وأصدرت أعمالًا لفرق أخرى مؤثرة مثل ثروبينغ غريستل (Throbbing Gristle) وكويل (Coil).
تضمنت بعض الإصدارات الجديدة للألبوم مواد إضافية، مثل مقاطع صوتية غير منشورة وملاحظات من الفنانين، مما أضاف قيمة إضافية للمستمعين المهتمين.
جدل
أثار ألبوم بوخنفالد جدلاً واسعًا بسبب محتواه الصادم والمزعج. انتقد البعض الألبوم بسبب استخدامه لمواضيع حساسة مثل العنف والجنس والسادية، بينما دافع البعض الآخر عن حرية التعبير الفني.
واجهت وايت هاوس العديد من الانتقادات بسبب محتوى أغانيهم، وتم اتهامهم بالترويج للعنف والكراهية. ومع ذلك، دافع أعضاء الفرقة عن عملهم على أنه تعبير فني عن الجوانب المظلمة من النفس البشرية، وليس دعوة إلى العنف.
تم حظر الألبوم في بعض البلدان بسبب محتواه الصريح والمزعج. ومع ذلك، استمر الألبوم في الانتشار عبر الإنترنت، وأصبح متاحًا لجمهور أوسع.
خاتمة
بوخنفالد هو ألبوم مثير للجدل ومؤثر لفرقة وايت هاوس. يشتهر بمواضيعه الصادمة وأسلوبه الموسيقي الصناعي المتطرف، وقد أثر على العديد من الفنانين اللاحقين في هذا المجال. على الرغم من ردود الفعل المتباينة التي تلقاها، يعتبر الألبوم من الأعمال الكلاسيكية في مجال الموسيقى الصناعية، ويستحق الدراسة والتحليل.