<![CDATA[
تأسيس المعهد
تأسس المعهد في عام 1964 في سانت لويس، ميسوري، من قبل ويليام ماسترز، طبيب أمراض النساء والتوليد، وفيرجينيا جونسون، التي كانت تعمل في البداية كمساعدة أبحاث لماسترز. كان هدفهم هو إجراء دراسات علمية حول الجنس البشري وفهم الاستجابة الجنسية بطريقة أكثر شمولية وموضوعية.
قبل تأسيس المعهد، كان البحث العلمي حول الجنس محدودًا إلى حد كبير بسبب الحساسيات الاجتماعية والثقافية. كانت دراسات ألفريد كينزي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي رائدة في هذا المجال، لكنها اعتمدت بشكل كبير على الاستبيانات والمقابلات. سعى ماسترز وجونسون إلى تجاوز هذه القيود من خلال إجراء أبحاث معملية مباشرة توثق الاستجابات الفيزيولوجية أثناء النشاط الجنسي.
أبحاث المعهد الرائدة
أجرى ماسترز وجونسون أبحاثًا مكثفة على مئات المتطوعين الذين شاركوا في النشاط الجنسي في مختبر المعهد. استخدموا معدات متطورة لقياس التغيرات الفسيولوجية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس وتدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية. من خلال هذه الدراسات، تمكنوا من تحديد ووصف مراحل الاستجابة الجنسية البشرية، والتي أصبحت تعرف باسم دورة الاستجابة الجنسية.
تتكون دورة الاستجابة الجنسية، كما وصفها ماسترز وجونسون، من أربع مراحل رئيسية:
- الإثارة: المرحلة الأولية حيث يبدأ الجسم في الاستعداد للنشاط الجنسي. تشمل التغيرات الفسيولوجية زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، واحتقان الأعضاء التناسلية بالدم.
- الهضبة: تستمر الإثارة الجنسية وتزداد شدتها. تشتد التغيرات الفسيولوجية التي بدأت في مرحلة الإثارة.
- النشوة الجنسية: هي ذروة الاستجابة الجنسية. تتميز بتقلصات لا إرادية في العضلات، خاصة في منطقة الحوض. يشعر الشخص بإحساس شديد بالمتعة.
- الارتخاء: يعود الجسم تدريجياً إلى حالته الطبيعية قبل الإثارة. تنخفض معدلات ضربات القلب وضغط الدم، ويزول الاحتقان من الأعضاء التناسلية.
كانت هذه النتائج رائدة في فهم الاستجابة الجنسية البشرية. لقد أدت إلى تبديد العديد من المفاهيم الخاطئة حول الجنس وأتاحت تطوير علاجات أكثر فعالية للاختلالات الجنسية.
علاج الاختلالات الجنسية
بالإضافة إلى أبحاثهم، طور ماسترز وجونسون برنامجًا علاجيًا للاختلالات الجنسية. كان برنامجهم يعتمد على مبادئ العلاج السلوكي والعلاج الجنسي. ركزوا على مساعدة الأزواج على التواصل بشكل أكثر فعالية حول احتياجاتهم الجنسية وتغيير الأنماط السلوكية التي تساهم في مشاكلهم الجنسية.
شمل العلاج عادةً جلسات مشتركة للأزواج مع معالج، بالإضافة إلى تمارين منزلية مصممة لتحسين التواصل الحسي والجسدي. كان أحد المكونات الرئيسية للعلاج هو “التركيز الحسي”، وهو سلسلة من التمارين التي تركز على المتعة الحسية غير الجنسية. كان الهدف من التركيز الحسي هو مساعدة الأزواج على الاستمتاع باللمس والاحتضان دون ضغوط الأداء الجنسي.
حقق برنامج ماسترز وجونسون للعلاج الجنسي نجاحًا كبيرًا في البداية، حيث أبلغ العديد من الأزواج عن تحسن كبير في حياتهم الجنسية. ومع ذلك، فقد تعرض البرنامج أيضًا لانتقادات بسبب ارتفاع معدلات الانتكاس المبلغ عنها وعدم وجود تقييم علمي صارم لفعاليته.
الجدل والانتقادات
على الرغم من إسهاماتهم الكبيرة في فهم الجنس البشري، واجه ماسترز وجونسون أيضًا جدلاً وانتقادات على مر السنين. اتهمهم بعض النقاد بالترويج لموقف غير شخصي وميكانيكي تجاه الجنس. جادل آخرون بأن أبحاثهم كانت متحيزة لأنها اعتمدت على متطوعين كانوا أكثر انفتاحًا على الحديث عن الجنس من عامة السكان.
أحد أكثر جوانب عملهم إثارة للجدل كان علاجهم لما يسمى بـ “المثليين جنسياً” باستخدام تقنيات العلاج السلوكي. في وقت لاحق، تراجع ماسترز وجونسون عن هذا النهج، واعترفوا بأن المثلية الجنسية ليست مرضًا يجب علاجه.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض المعهد لانتقادات بسبب ممارساته البحثية. أثيرت مخاوف بشأن موافقة المتطوعين، خاصةً في الدراسات التي شملت البغاء. زعمت بعض التقارير أن المعهد لم يحصل دائمًا على موافقة مستنيرة من المشاركين في أبحاثهم.
تأثير المعهد وإرثه
على الرغم من الجدل والانتقادات، لا يمكن إنكار تأثير معهد ماسترز وجونسون على فهمنا للجنس البشري. لقد ساهمت أبحاثهم في تبديد العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول الجنس، وأتاحت تطوير علاجات أكثر فعالية للاختلالات الجنسية. كما ساعدوا في تطبيع الحديث عن الجنس وتشجيع المزيد من الانفتاح حول القضايا الجنسية.
ساهم عمل ماسترز وجونسون في تطوير مجال العلاج الجنسي، وألهم العديد من المعالجين والباحثين الآخرين لمواصلة استكشاف تعقيدات الجنس البشري. لقد كان لهم تأثير دائم على الطريقة التي نفكر بها ونتحدث بها عن الجنس.
انفصال ماسترز وجونسون وإغلاق المعهد
تزوج ويليام ماسترز وفيرجينيا جونسون في عام 1971، لكن زواجهما انتهى بالطلاق في عام 1992. بعد طلاقهما، بدأ المعهد في التراجع. توقف ماسترز وجونسون عن العمل معًا، وفي عام 1994 تم إغلاق المعهد رسميًا.
على الرغم من إغلاقه، لا يزال إرث معهد ماسترز وجونسون محسوسًا حتى اليوم. لقد ساهمت أبحاثهم وعلاجهم في تغيير فهمنا للجنس البشري، وسيظل عملهم موضع تقدير ودراسة للأجيال القادمة.
خاتمة
كان معهد ماسترز وجونسون مؤسسة رائدة في مجال البحث الجنسي والعلاج الجنسي. على الرغم من الجدل والانتقادات التي واجهها، فقد ساهم بشكل كبير في فهمنا للاستجابة الجنسية البشرية وعلاج الاختلالات الجنسية. يظل إرث ماسترز وجونسون محسوسًا حتى اليوم، وسيستمر عملهم في التأثير على الطريقة التي نفكر بها ونتحدث بها عن الجنس.
المراجع
- William H. Masters | Biography & Facts | Britannica
- Kinsey, Masters & Johnson | American Experience | Official Site | PBS
- Masters, Johnson, and the Popularization of Sex Research – PMC – National Center for Biotechnology Information
- Masters of Sex: The Life and Pioneering Work of William Masters and Virginia Johnson by Thomas Maier